مهرجان السينما والفن الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة

مهرجان السينما والفن الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة

01 ديسمبر 2017
لم تمنع حالة عمار الشريعي من نبوغ هالموسيقي (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي ارتفع فيه الضجيج حول مهرجان القاهرة السينمائي؛ أقيم أحد المهرجانات الفنية الصامتة التي لم يُسلط عليها الضوء، إنه "مهرجان السينما والفن الدولي لذوي الإعاقة"؛ الذي لم يكن له سجاد أحمر تلتقط عليه الصور، ولا ملابس أنيقة ولا هيئة شهيرة تدير الحدث وتستقبل الضيوف وتضع كل المبهجات والمبهرجات على مدار ساعات اليوم، ولم تستضف فاعلياته في مكان شهير يحتضن الحدث كدار الأوبرا مثلاً، بل إن افتتاح المهرجان لم يحضره من الضيوف سوى بعض رجال الجيش من الدفعة 74 حربية، ومحافظ الوادي الجديد، ونائب برلماني يشغل منصب رئيس لجنة الإعاقة بالبرلمان.

شارك في المهرجان ثماني دول عربية، قدمت ثلاثين فيلما قصيراً، تراوحت أزمانها بين 3 دقائق وساعة واحدة، ويقوم ببطولتها أو إخراجها معاقون عرب من تونس وليبيا والمغرب والعراق وسورية وسلطنة عمان ثم السودان ومصر. وقد جرى إهداء هذه الدورة من المهرجان، وهي الدورة الأولى، إلى روح الفنان المصري الموسيقي، عمار الشريعي، الذي توفي في ديسمبر/ كانون الأوّل 2012 عن عمر ناهز 64 عاما، وهو أحد أعمدة الموسيقى المصرية، وأعلنت لجنة المهرجان أن اختياره جاء بسبب إعاقته البصرية، التي لم تمنعه من التميز والنبوغ في المجال الموسيقي، ووضع العديد من الموسيقى التصويرية والألحان والأغاني، كما كان أستاذا بأكاديمية الفنون المصرية.
استغرق المهرجان ثلاثة أيام (26-28 نوفمبر/تشرين الثاني)، وقام بافتتاحه مدير هيئة قصور الثقافة في أحد فنادق القاهرة، وهي الجهة التي تكفلت برعاية المهرجان، ليعرض في ثلاث من دور السينما التابعة لها؛ وهي قاعة "سعد الدين وهبة" و"قصر ثقافة روض الفرج" و"المكتبة العامة" بالزاوية الحمراء، وتقع تلك القاعات المتواضعة في مناطق شعبية شديدة الزحام، لا تناسب القائمين على استضافة مهرجانات كبيرة مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وعرضت الأفلام المشاركة في مهرجان ذوي الإعاقة لمدة يومين من الساعة الرابعة حتى السادسة ومن السادسة والثلث إلى الثامنة، حفلتين متتاليتين فقط، لكن نظراً لوجود عدد كبير من الأفلام القصيرة جداً، فسيتم عرضها على التوالي في الحفلة ذاتها.
السيناريست والروائية التونسية، بسمة حسن حمدي، الأمين العام للاتحاد الدولي للمرأة الأفريقية هي التي ترأست المهرجان هذا العام، وهي صاحبة الفكرة، التي بدأ تنفيذها في القاهرة. بدأت فعاليات المهرجان بصبغة فريدة، بالقرآن الكريم ثم السلام الوطني المصري ثم السلام الوطني التونسي. وكان مقررا أن تكون فعاليات المهرجان في شهري فبراير/شباط أو مارس/آذار 2017، لكن تأخر الافتتاح لعدم وجود رعاية للمهرجان، حتى جاء الوقت متزامناً مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو ما جعله يضيع إعلامياً في زحام الحدث الأكبر. أقيم على هامش المهرجان أيضاً معرض فني ضمّ حوالى 70 لوحة تشكيلية من عدة دول رسمها فنانون معاقون. كما شارك في المهرجان وفد من الاتحاد الدولي للمرأة الأفريقية، والمدرسة العربية للترجمة، والجمعية المغربية لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال، والمؤسسة المصرية لحقوق الصم، ومنظمة الإدارة التونسية للأشخاص ذوي الإعاقة، واتحاد جمعيات مصر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمنظمة الليبية للعمل الثقافي والاجتماعي والتنمية.



المساهمون