فلسطين في سويسرا: سينما الذاكرة والراهن والأرشيف

فلسطين في سويسرا: سينما الذاكرة والراهن والأرشيف

20 نوفمبر 2017
عزة الحسن في "ملوك وكومبارس" (الموقع الإلكتروني للمهرجان)
+ الخط -
تُقام النسخة الـ 6 من "فلسطين: التصوير يعني الوجود"، بين 23 و29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، في المدينتين السويسريتين جنيف ولوزان، بالتزامن مع الذكرى الـ 100 لـ "وعد بلفور". مناسبة تدفع منظّمي التظاهرة إلى طرح سؤال، يُشكِّل الركيزة الثقافية الأساسية للاحتفال: "1917 ـ 2017: كيف يستعيد المخرجون/ المخرجات الفلسطينيون تاريخاً منهوباً"؟ يقول هؤلاء: "مهمٌّ كشف التغييرات الحاصلة في المجتمع الفلسطيني خلال الـ 100 عام هذه، في المحطات المفصلية (1917 ـ 1947 ـ 1967)، التي زلزلت حياته اليومية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتقديمها عبر أفلام وثائقية وروائية لسينمائيين فلسطينيين".
 
يُضيف منظّمو التظاهرة: "بنبشهم في الأرشيف المنسيّ، وبلفتهم الانتباه إلى اختفاء ونهب صُور فوتوغرافية وأفلامٍ مختلفة، وباستنادهم إلى حرية الروائيّ/ المتخيّل، يملأ هؤلاء المخرجون والمخرجات الفجوات والثغرات، ويُرتِّقون الممزَّق، ويكتبون الماضي مجدّداً لمساءلة الحاضر، ويستعيدون للشعب الفلسطيني تاريخه، الذي لا يزال يثير الجدل".

ربما لهذا، اختار منظّمو التظاهرة فيلمي "ليس لهم وجود" (1974، 24 د.) لمصطفى أبو علي (1940 ـ 2009)، و"ملوك وكومبارس" (2004، 62 د.) لعزّة الحسن (1971)، للبدء بالنسخة الـ 6 تلك. فالوثائقيان هذان يكشفان، كلٌّ بطريقته التوثيقية المختلفة، بعض الملامح الأساسية للتوجّه الثقافي للتظاهرة.

فالأول يواجه المقولة المشهورة لغولدا مائير ("من هم الفلسطينيون؟ لا أعرف أحداً بهذا الاسم. إنهم غير موجودين"، 1969)، بالغوص في يوميات مخيم النبطية (جنوب لبنان)، الذي دمّرته طائرات العدوّ الإسرائيلي عام 1974، محاولاً جعل السخرية محرّكاً درامياً للمتتاليات البصرية، الموزّعة على صُور وثائقية، وخطابات سياسية، ومقطوعات موسيقية، كأن يُرافق باخ لحظات القصف على المخيّم، بينما تصدح الموسيقى الشرقية مع مشاهد الحياة اليومية للمقيمين فيه.

أما الثاني، فينطلق من سؤال جوهريّ يُشغل بال المخرجة عزّة الحسن: "ما هو مصير الأفلام الفلسطينية، الخاصة بـ "وحدة الإعلام" في "منظّمة التحرير الفلسطينية"، والمختفية من بيروت إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان، عام 1982"؟ وإذْ يبدو السؤال معنيّاً بالهمّ السينمائيّ، إلا أن الرحلة التي تقترحها الحسن تمزج بين السينما والتاريخ والراهن والاجتماع والثقافة، في عمل توثيقيّ عميق ومتين البناء الفني.

إليهما، هناك 17 فيلماً مُنتجاً في أعوام ومراحل وحالات مختلفة، تلتقي كلّها عند الهمّ الفلسطيني المتنوّع الوجوه والانفعالات والوقائع، منها: الروائي الطويل "عائد إلى حيفا" (1982، 92 د.) لقاسم حول، الذي يختتم النسخة الجديدة هذه؛ وفيلم التحريك القصير "عيني" (2016، 11 د.) لأحمد صالح، والوثائقي "لقاء مع أرض مفقودة" (2013، 62 د.) لماريز غرغور، وغيرها.




دلالات

المساهمون