إرهاب السينما اللبنانية: لماذا كل هذا التسطيح؟

إرهاب السينما اللبنانية: لماذا كل هذا التسطيح؟

17 يناير 2017
دارين حمزة في "ورقة بيضا" (فيسبوك)
+ الخط -

يُنهي المنتج طارق غبريال سكياس، أمس، الترحيب بالحاضرين للعرض الأول لفيلمه الجديد "ورقة بيضا - ناتس" في صالة سينما سيتي وسط بيروت التجاري، يشكر سكياس شقيقته كاتبة النص (المقتبس) والمخرج هنري برجيس، ومدير التصوير، وشركات الإعلانات التي ساهمت في إنتاج العمل، ويقدّم الممثلين بطريقة هزلية، ليبدأ عرض الفيلم التجاري، والذي يفتقد إلى نص متين، هادف. "ورقة بيضا" حكاية تشريح مجموعة من الأبطال، والشخصيات، في يوميات تقوم على القمار والمخدرات والدعارة، لا حدود، الجميع غارق في الملذات حتى الثمالة، والتيه، يترافق ذلك مع كمية من السبّ والشتم، أصبحت كالعرف المُتّبع في إنتاجات السينما اللبنانية خلال السنوات الأخيرة.

لانا (دارين حمزة) لاعبة قمار محترفة، تدخل لعبة النافذين، بعد أن فقدت الودّ الزوجي، تعاني من الرتابة، محاولة هروبها إلى عوالم الميسر الخفية توقعها في شرك قاسم (غبريال يمين) المتزوج من امرأتين "محجبتين" ويمارس عليهما أقسى أنواع التعنيف، في صورة رأت فيها الكاتبة والمخرج أنها واقعية اليوم، وبالإمكان تقديمها لرئيس عصابة ومالك صالات قمار سريّة، يبحث عن قاتل شقيقه صاحب الخصية الواحدة، للانتقام منه، إلى مشهد "السادية" الجنسية والتحقير، وصولاً إلى بتر الأعضاء.

ساعة ونصف الساعة من الحوار المبتذل، في محاولة لرسم واقع المجتمع اللبناني، بعيداً عن أي هدف منطقي، لما ينقل الفيلم من أحداث ومؤثرات نفسية يعانيها أبطاله. صورة منفّرة عن سينما ودراما لبنانية تعاني منذ زمن من نصّ وإنتاج، يصل بها إلى مرفأ آمن في التعريف بماهية هذه السينما، وإلى من تتوجه؟

الصورة في "ورقة بيضا" باهتة على الرغم من التقنيات الجيدة المستعملة، لكنها تفوّقت على الكسب التجاري للفيلم، ووصلت إلى حدود الابتذال، والهروب من تشخيص الحالات المطروحة في فيلم سينمائي، المفترض أنه "ترفيهي"، أمام متفرج أصبح هو الآخر غارقاً في كمية الإسفاف، وما يُسمّى "ترافيك".
 


دلالات

المساهمون