استنفار بالمغرب لتفادي العطش في الصيف

استنفار بالمغرب لتفادي العطش في الصيف

12 يوليو 2022
نقص المياه يكبد المزارعين خسائر باهظة (Getty)
+ الخط -

يواجه المغرب وضعية مائية صعبة ناجمة عن الجفاف الذي شهدته المملكة في الموسم الأخير، ما أفضى إلى حالة استنفار من أجل محاصرة النقص في بعض المناطق، بالموازاة مع إطلاق حملة للدعوة إلى ترشيد استهلاك المياه.
لا يتجاوز مخزون المياه في السدود مع بداية الصيف الحالي 30.2 في المائة، مقابل 46.5 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات وزارة التجهيز والمالية إلى غاية اليوم السابع من يوليو/ تموز الجاري.
وتجلى أن سدودا سجلت مخزونا هو الأدنى منذ تشييدها، وهو ما يرد إلى ضعف التساقطات المطرية وقصر عدد أيام تساقط الثلوج التي بلغت أربعة عشر يوما، مقابل 41 يوما قبل خمسة أعوام.
ويشير الباحث في القطاع الزراعي محمد الهاكش، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أنه إذا كانت تداعيات الجفاف تمس مستوى المياه في الأرياف في فترات سابقة، فإنها تطاول المدن والمراكز الحضرية حاليا.
ويوضح أن مثل هذه الوضعيات تدفع الحكومة إلى خفض مياه السقي أو منعها عن بعض المناطق الزراعية القريبة من المدن من أجل تأمين مياه الشرب، ما قد ينعكس سلبا على مردودية بعض الزراعات.
ويلاحظ الهاكش أنه بالإضافة إلى ضعف التساقطات المطرية، شهدت العديد من المناطق على مدى سنوات استنزافا للمياه الجوفية، خاصة في ظل التوجه نحو تبني زراعات مستهلكة للماء من أجل التصدير.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويضيف أن ذلك الاستنزاف شمل مناطق مهمة على الصعيد الزراعي من سوس - ماس والسايس وتادلة والحوز، حيث ينتظر أن ينعكس ذلك سلبا على الزراعات المعيشية وتوفير مياه الشرب للساكنة خاصة في الصيف.
وتؤكد وزارة التجهيز والماء أن الوضعية المالية صعبة، خاصة في الصيف الحالي، حيث تشدد على الصعوبات التي تلوح في العديد من القرى في الأرياف بسبب قلة التساقطات المطرية في الموسم الأخير.
وينشغل المغرب بتوفير مياه الشرب من أجل تفادي العطش في بعض المناطق بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على الزراعة، إذ اعتبر وزير الفلاحة محمد صديقي أن الموسم الأخير عرف ظروفا مناخية صعبة لم تحدث منذ أربعة عقود، مؤكدا أن التحدي الأول الذي يواجه القطاع يتمثل في ندرة مياه الري.
وكانت الوضعية المائية في الفترة الأخيرة قد دفعت رئاسة الحكومة إلى تشكيل لجنة لتتبع البرنامج الحكومي في ما يتصل بمياه الشرب، في الوقت نفسه الذي جرى فيه وضع مخطط تواصلي يستهدف التوعية بندرة المياه وكيفية ترشيد استهلاكها.
وأطلق المغرب منذ نهاية يونيو/ حزيران الماضي، بعد التأكيد على أن المملكة توجد في وضعية طوارئ مائية، حملة تمتد على مدى شهرين، لتوعية المواطنين بضرورة الحد من تبذير المياه، حيث يراد تقليص الاستهلاك بحوالي 20 في المائة.