5 محاولات للاستغناء عن الدولار في التجارة العالمية عام 2022

5 محاولات للاستغناء عن الدولار في التجارة العالمية عام 2022

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
20 سبتمبر 2022
+ الخط -

ليست جديدة نزعة الاستقلال عن الدولار الأميركي المهيمن على 85% من مدفوعات التجارة العالمية حالياً، لكنها تتجدد كلما استعر الخلاف بين الولايات المتحدة وخصومها أو أعدائها، وأبرزهم روسيا والصين وتركيا وإيران، وبعض الدول الأُخرى التي لا تتصادم مع واشنطن كمصر والسعودية والهند مثلاً.

وهذا العام سُجّلت 5 تطورات بارزة على هذا الصعيد منذ بداية حرب أوكرانيا التي جدّدت نزعة الاستقلال المزمنة بعيداً عن سطوة العملة الخضراء الصادرة عن الاقتصاد الأول على مستوى العالم.

لكن مع ذلك، لم يكتب لهذه المحاولات النجاح على مدى عشرات السنوات حتى الآن، إلا بما يمكن حصره في ما يشبه عمليات المقايضة السلعية بين دولتين على نطاق ضيّق.

وقد كانت موسكو صاحبة الخطوة الأولى في هذا التوجه خلال الربع الثاني من العام، في محاولة للتغلب على أشد عقوبات اقتصادية في التاريخ تواجهها من الدول الغربية، وأيدت دول أخرى، كالصين والهند والسعودية، التوجّه نحو عالم متعدد الأقطاب اقتصادياً ومالياً.

وبعد مصادرة الدول الغربية احتياطيات النقد الأجنبي الروسية الموجودة لديها، بدأت العديد من الدول في التفكير في تنويع احتياطياتها، كما اللجوء إلى محاولة تقليص تعاملاتها بالدولار، خوفاً من التعرض لما أصاب الرفيق الروسي.

وبحسب بيانات منظمة التجارية العالمية، يشكل الدولار نحو 85% من مدفوعات التجارة في العالم، بينما تتوزع الـ15% على بقية العملات.

فما الجديد على هذا الصعيد منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا؟

الهند والسعودية

في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، أفادت "رويترز" بأن الحكومة الهندية تبحث إمكان تأسيس تبادل تجاري مع السعودية بالعملتين المحليتين، الروبية والريال، في إطار جهود لتعزيز الصلات الاقتصادية.

وقد وضعت الهند، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، آلية لتسوية تحويلات التجارة الدولية بالروبية الهندية، مع التركيز على الصادرات لدعم التجارة العالمية والاستجابة لتزايد الاهتمام باستعمال الروبية لأغراض تجارية.

مصر وروسيا

في 18 سبتمبر/أيلول، صرّح سفير روسيا لدى القاهرة جيورجي بوريسينكو بأنه إذا استخدم البلدان الجنيه والروبل في التبادل فإن هذه الخطوة ستجعل التجارة أكثر أماناً "لأن الدولار واليورو ليسا من العملات الآمنة"، علماً أن للبلدين تاريخاً طويلاً من التعاون الاقتصادي حيث بلغ حجم التبادل التجاري 4.8 مليارات دولار عام 2021.

السفير لفت إلى أن "أميركا والاتحاد الأوروبي يستخدمان عملتيهما كجزء من سياستهما الخارجية، لذلك فإن استخدام عملاتنا في العمليات التجارية سيساعدنا على تعزيز التجارة وسيساعد مصر على زيادة صادراتها إلى روسيا، وفي ذلك خطوة مفيدة لدولتينا".

 

الصين وروسيا

في 6 سبتمبر/أيلول، وقعت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة اتفاقاً لبدء تحويل مدفوعات إمدادات الغاز الروسية للصين إلى اليوان والروبل بدلاً من الدولار الأميركي.

الرئيس التنفيذي للشركة أليكسي ميلر أوضح أن السماح بالدفع بالروبل واليوان "مفيد" لكل من "غازبروم" و"شركة البترول الوطنية الصينية"، وذلك في سياق مسعى روسيا لتقليل اعتمادها على الدولار واليورو والعملات الصعبة الأخرى في نظامها المصرفي وفي التجارة، وهو دافع سرعته موسكو منذ تعرّضها للعقوبات الغربية.

نظرياً، القرار مفيد لاقتصادي البلدين ويسهّل الحسابات وقد يصبح مثالاً للشركات الأخرى، ويعطي دفعة إضافية لإزالة الدولار من مدفوعات التجارة والحسابات الجارية ككل.

كما يحافظ القرار على وفرة النقد الأجنبي، بالتحديد الدولار، في الدورة الاقتصادية للبلدين، ويقلل من تخارجهما على شكل مدفوعات لكن ضمن سقوف معينة.

وقد سهّل البلدان تداول عملتيهما في أسواقهما منذ سنوات، عندما كان كلاهما يسعى لتقليل الاعتماد على الدولار. إذ بدأت بورصة Micex في موسكو تداول اليوان مقابل الروبل عام 2010، وهو العام نفسه الذي سمحت فيه الصين للروبل بالتداول في أسواقها.

وانخفضت حصة الدولار في صادرات روسيا إلى الصين إلى نحو 40% الآن من قرابة 100% عام 2013. وفي حين لا تتوفر معلومات دقيقة عن حصة الدولار واليورو في مدفوعات التجارة الروسية، فإن خبراء "بلومبيرغ" يقدّرونها بنحو 80%.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد ألزم سابقاً هذا العام العملاء الأوروبيين بفتح حسابات مصرفية بالروبل لدى "غازبرومبنك" Gazprombank والدفع بالعملة الروسية إذا أرادوا الاستمرار في استيراد الغاز الروسي. وبالفعل، قطعت موسكو الإمدادات عن بعض الشركات والدول التي رفضت شروطها.

روسيا وتركيا

في 5 أغسطس/آب الماضي، أعلنت تركيا وروسيا التوصل إلى اتفاق لاعتماد الليرة والروبل في التبادل الثنائي، وذلك خلال قمة الرئيسين بوتين ورجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي، حيث نص الاتفاق على دفع أنقرة جزءاً من ثمن الغاز الطبيعي لموسكو بالعملة الروسية المحلية الروبل.

ويهدف الاتفاق بالدرجة الأولى إلى إنهاء هيمنة الدولار واليورو على التعاملات التجارية بين البلدين ودعم العملتين المحليتين. وبعد القمة، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك: "إننا نتحدث حول التحول إلى العملتين الوطنيتين تدريجياً، وفي المرحلة الأولى سيتم دفع جزء من التوريدات بالروبل الروسي".

إيران وروسيا

وفي 25 مايو/أيار المنصرم، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده وإيران تتفقان على التحول إلى التسويات المالية بالعملات الوطنية، مؤكداً أن المنتجات الإيرانية يمكن أن تشغل الأسواق الشاغرة في روسيا.

وأوضح أن "روسيا اتخذت مساراً لرفع القيود المفروضة عن طريق الاستيراد. وفي هذا الصدد، فإن إنشاء التجارة في العملات الوطنية له أهمية خاصة، ونظام نقل الرسائل المالية للاتحاد الروسي (بديل سويفت) هو واحد من أكثر الأنظمة موثوقية اليوم، ويحتاج إلى توسيع".

وارتفع حجم التجارة بين البلدين 81% عام 2021، ووصل إلى أعلى مستوى تقريباً في السنوات الماضية، أي ما يقارب 4 مليارات دولار. وخلال الربع الأول من العام الجاري، ارتفع التبادل التجاري أكثر من 10%، بحسب بيانات تحدث عنها نوفاك.

تركيا وإيران

وفي إطار المحاولات السابقة قبل أعوام للاستقلال عن هيمنة الدولار، وتحديداً في 16 يونيو/حزيران 2017، بدأت إيران وتركيا إجراءات التبادل المصرفي بالعملتين المحليتين، حسبما أكد حينها سفير إيران لدى أنقرة محمد إبراهيم طاهريان فرد، مشيراً إلى أنه سيتم إعلان بدء الاتفاق لاحقاً، وسيهم جميع بنوك البلدين.

السفير أوضح وقتها أن الاتفاق سيشمل أيضاً التبادل بالعملات الأخرى، وأن التعاون المصرفي يعد "محرك الأنشطة التجارية والاقتصادية، لتحقيق رؤية حجم التبادل بـ30 مليار دولار المُستهدف من قبل رئيسي البلدين".

ذات صلة

الصورة
عملات ذهبية في غزة للادخار (إبراهيم أبو مصطفى/رويترز)

اقتصاد

في قطاع غزة المحاصر حيث يختلط الإباء والصمود بالفقر والعوز والكفاح من أجل العيش وضمان ما أمكن للأسرة والأجيال القادمة، ينشغل طبيب الأسنان أحمد حمدان بسك عملات ذهبية خفيفة الوزن للغاية تتيح لمحدودي الدخل الادخار بأكثر الطرق شيوعاً في المنطقة.
الصورة
قطر/عملة تذكارية بمناسبة المونديال (تويتر)

رياضة

تشهد مكاتب تبديل العُملة النقدية في قطر خلال هذه الفترة، حركة كبيرة وإقبالاً واسعاً، وذلك بالتزامن مع قرب بداية بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، التي ستمتد من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 19 ديسمبر/ كانون الأول.

الصورة
مطارات الجزائر (فرانس برس)

اقتصاد

انتعشت في الجزائر شبكات منظمة لتهريب العملة، خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي ينذر بتفاقم أزمة النقد الأجنبي في البلاد. واللافت أخيراً، بروز نوع جديد من التهريب للنقد الأجنبي، يعتمد على الطرق المباشرة عبر رحلات رسمية عكس الماضي.
الصورة

اقتصاد

تراجعت قيمة اليورو الثلاثاء لتبلغ دولاراً واحداً، في مستوى لم يُسجّل منذ عام طرح العملة الموحدة للتداول قبل عشرين عاماً، وذلك في ظل المخاطر الناجمة عن قطع إمدادات الغاز الروسي على الاقتصاد الأوروبي.

المساهمون