"الفاسدون العشرة الكبار" المعتقلون في الجزائر... ماذا يملكون؟

"الفاسدون العشرة الكبار" المعتقلون في الجزائر... ماذا يملكون؟

الجزائر

حمزة كحال

avata
حمزة كحال
05 يوليو 2019
+ الخط -
يتمسّك القضاء ومن ورائه المؤسسة العسكرية، بمحاسبة ما باتت تُعرَف في الجزائر بـاسم "العصابة"، التي يستعرض هذا التقرير أسماء العشرة الكبار فيها، والذين زجّ القضاء بهم في السجن رهن التحقيق باتهامات الفساد والهدر وإساءة استعمال السلطة والنفوذ.

بعد سقوط نظام عبدالعزيز بوتفليقة، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع رؤية رؤساء حكومة ووزراء ورجال أعمال يدخلون سجن "الحراش" بهذه السرعة القياسية، في وقت لا تزال فيه القائمة مفتوحة.

1 - أحمد أويحيى

يعد أحمد أويحيى أحد أوجه "النظام البوتفليقي"، حيث شغل في عهده منصب رئاسة الحكومة 5 مرات، كما عُيّن زيراً للعدل.

ويُسيّر ابناه الاثنان ممتلكاته، حيث إن ابنه الأكبر أمين، هو الرئيس والمدير العام لشركة "أوتيك" OTEK للاستثمارات، وشركة "يونيديز" UNIDEES Algérie للاستشارات المالية. وقد نجحت الشركتان في الظفر بالعديد من الصفقات التي تخضع الآن للتحقيق.



كما يمتلك رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، ثاني أكبر الأحزاب الجزائرية، عدة عقارات في الجزائر، منها بعض الأراضي الزراعية في غرب البلاد وجنوبها، إضافة إلى شقتين في الجادة السابعة في العاصمة الفرنسية، باريس.

ويتم التحقيق مع أحمد أويحيى القابع في سجن الحراش منذ 12 يونيو/حزيران، في 6 ملفات فساد تتعلق برجال الأعمال: علي حداد، الإخوة كونيناف، الإخوة عرباوي، تاحكوت محي الدين ومراد عولمي، وقد وجه القضاء إليه اتهامات تتعلق بجُنَح منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية والعقود وتبديد أموال عمومية وإساءة استغلال الوظيفة وتضارب المصالح.


2 - عبد المالك سلال

شغل منصب وزير الشباب والرياضة ثم أصبح وزيراً للموارد المائية، وبعدها رئيساً للحكومة بين عامَي 2012 و2017، ويُعد من الشخصيات السياسية المثيرة للجدل بسبب طلاته الإعلامية "المضحكة" و"المثيرة للسخرية".

صحيح أن اسم سلال لم يرتبط بقضايا فساد سابقاً، إلا أن محيطه المقرب كان في قلب العديد من الفضائح، على غرار ابنته ريم، التي كانت بطلة فصل من فصول فضيحة "أوراق بنما" المالية التي فجرتها الصحف العالمية.



وكشفت جريدة "لو موند" الفرنسية عن ورود اسم ريم سلال في "أوراق بنما" باعتبارها المستفيدة اقتصادياً من شركة "الأوفشور" Teampart Capital Holdings Ltd البالغ رأسمالها 50 ألف دولار، وأسستها نهاية عام 2004 شركة الخدمات القانونية "موساك فونسيكا" Mossack Fonseca في الجزر العذراء البريطانية.

كما استفادت زوجة سلال، فريدة، رئيسة جمعية "الإمزاد" الثقافية، من عدة عقود دعم من وزارة الثقافة بأوامر من زوجها.

ويتم التحقيق مع سلال القابع أيضاً في سجن الحراش منذ 13 يونيو/حزيران، في ملفَي فساد يتعلقان برجال الأعمال علي حداد والإخوة كونيناف.


3 - عمارة بن يونس

شغل منصب وزير الصحة ثم وزير التجارة والصناعة عام 2011 و2014. وتشير معلومات "العربي الجديد" إلى أنه يمتلك مختبراً لصناعة الأدوية في الجزائر، إضافة إلى جريدة "برقية القبائل"، نسبة إلى منطقة القبائل التي يتحدر منها، إضافة إلى فندق في باريس الفرنسية.

وقد سُجن في يوم واحد مع عبد المالك سلال في ملف علي حداد، وبالتهم نفسها، أي منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية والعقود وتبديد أموال عمومية وإساءة استغلال الوظيفة وتعارض المصالح.



4 - حميد ملزي

يعتبر حميد ملزي "العلبة السوداء" في النظام الجزائري، واشتغل ضمنه منذ عام 1989 لغاية سجنه أواخر مايو/أيار 2019، بصفة مدير لإقامة الدولة "الساحل" و"نادي الصنوبر"، مكان إقامة كبار المسؤولين الجزائريين.
هذا بموازاة ترؤسه مجلس إدارة المؤسسة العمومية للاستثمار الفندقي لأكثر من 10 سنوات، وهو يمتلك مع ابنه شركة "vita-jus" للعصائر التي اشتراها من رجل الأعمال الجزائري بلقاسم بلفار مقابل 16 مليون دولار، إضافة إلى شركة "Maza-Froid" لإنتاج المثلجات والعصائر المجمدة.

ويتم التحقيق مع حميد ملزي وابنيه مولود ومحمد الموجودين في سجن "الحراش"، بتهم تتعلق بتبييض الأموال وتحويل الممتلكات الناتجة عن عائدات إجرامية لجرائم الفساد بغرض إخفاء وتمويه مصدرها غير المشروع في إطار جماعة إجرامية، وتبديد أموال عمومية، وتحريض موظفين عموميين على استغلال نفوذهم الفعلي، والاستفادة من سلطة وتأثير أعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات العمومية، وإساءة استغلال الوظيفة عمداً.


5 - علي حداد

هو رئيس الكارتل المالي في عهد بوتفليقة، وتُقدّر ثروته بـ2.5 مليار دولار. يملك مجمع "أي.تي.آر.آتش.بي" للأشغال العامة، و25% من مجمع "فرسيال" الحكومي لإنتاج الأسمدة الزراعية، إضافة إلى مجمع "وقت الجزائر" الصحافي الذي يتكون من جريدتين وقناة تلفزيونية "دزاير تي.في"، وفريق اتحاد العاصمة لكرة القدم بطل الدوري، إضافة إلى عدة فنادق في باريس وبرشلونة.


ويواجه علي حداد الموجود في سجن "الحراش" منذ إبريل/نيسان المنصرم، حكماً مدته 6 أشهر نافذة في قضية جوازات السفر، وتهماً ثقيلة تتعلق بالاستفادة من امتيازات غير مستحقة وتمويل أحزاب سياسية بطرق خفية، إضافة إلى الضغط على أعوان عموميين للاستفادة من مزايا.


6 - أسعد ربراب

صاحب أكبر ثروة مالية في الجزائر وتُقدّر بـ3.7 مليارات دولار، ويملك مجمع "سوفيتال" المتشعّب منه 26 فرعاً، ويعتبر المجمع أكثر الشركات الجزائرية تصديراّ خارج قطاع النفط بحصّة بلغت 30% السنة الماضية، بفضل إنتاج زيوت المائدة والسكر، إضافة إلى الزجاج المسطح كأكبر منتج له في القارة الأفريقية، تضاف إليها سلسلة الأسواق التجارية "أونو".

ويواجه ربراب المسجون منذ شهرين اتهامات أقل خطورة، تتعلق بتضخيم الفواتير والتصريح الكاذب لدى الجمارك، إصافة إلى استيراد عتاد مستعمل.


7 - طاحكوت محي الدين

يسميه الجزائريون "إمبراطور الخدمات الجامعية والنقل"، تبلغ ثروته 1.5 مليار دولار، ويملك "مجمع محي الدين طاحكوت" الذي يضم مصنع "هيونداي" لتجميع السيارات للعلامة الكورية الجنوبية، و"سيما موتورز" لبيع السيارات الفاخرة، إضافة إلى "طاحكوت للنقل" الناشطة في مجال نقل الطلبة ونقل المسافرين داخل المدن، فضلاً عن مصنع "صفائح الفرامل" وقناة "نوميديا" التلفزيونية.


سُجن طاحكوت برفقة أخيه رشيد وابنه بلال مطلع يونيو/حزيران 2019، بتهم تبيض الأموال وتحويل الممتلكات الناتجة عن عائدات إجرامية لجرائم الفساد بغرض إخفاء وتمويه مصدرها غير المشروع في إطار جماعة إجرامية، تحريض موظفين عموميين على استغلال نفوذهم الفعلي والمفترض بهدف الحصول على ميزة غير مستحقة.

وهؤلاء متهمون أيضاً بالاستفادة من السلطة وتأثير أعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات العمومية الخاضعة للقانون العام والمؤسسات العمومية والاقتصادية والمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري أثناء إبرام العقود والصفقات من أجل الزيادة في الأسعار والتعديل لصالحهم في نوعية المواد والخدمات والتموين.

8 - الإخوة كونيناف

اسمهم أيضاً "الإخوة اللغز"، كريم ونوح ورضا، تقدر ثروتهم بحوالي 800 مليون دولار، يملكون مجمع "كوجيسي" للأشغال العامة، وهو المجمع الذي فاز بالعديد من الصفقات بطرق مشبوهة، إضافة إلى حصولهم على عدة قروض مصرفية ضخمة من دون تقديم ضمانات مقابلها.
سُجن الإخوة كونيناف في مايو/أيار 2019 بتهم استغلال النفوذ، والتمويل الخفي للأحزاب السياسية، إضافة إلى إبرام عقود مخالفة للأحكام التنظيمية والتشريعية، وعدم الالتزام بالعقود والصفقات العمومية.

9 - حسان عرباوي

اسم كان مجهولاً لدى الجزائريين، يملك مجمع "غلوبال موتورز"، وشريك العلامة الكورية الجنوبية "كيا" في مصنع تجميع السيارات للعلامة نفسها المُدشن قبل سنة، كما يملك شركة عقارية مختصة ببيع الشقق الفاخرة.
وسُجن عرباوي برفقة أخيه لتهم تتعلق بتبييض الأموال والاستفادة من الامتيازات وقروض بطريقة غير مشروعة وتبديد أموال عمومية وجناية الأضرار بمصالح البنوك العمومية.

10 - مراد عولمي

يُعد رجل الأعمال مراد عولمي الابن المدلل لنظام بوتفليقة، وهو يملك مجمع "سوفاك" الذي كان يموّن الحكومات والأجهزة الأمنية بسيارات "فولكسفاغن" و"سكودا" لأكثر من 10 سنوات، كما افتتح سنة 2016 مصنعاً لتجميع السيارات من العلامة نفسها بالشراكة مع "فولكسفاغن"، ويمتلك شركة لبيع العقارات وشرائها في فرنسا.
سُجن عولمي قبل نحو أسبوع، برفقة أخيه، بتهم الحصول على مزايا من دون وجه حق، وتهريب رؤوس الأموال إلى الخارج.

دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.

المساهمون