شحّ مياه الأمطار يهدّد إنتاج عنب غزّة

شحّ مياه الأمطار يهدّد إنتاج عنب غزّة

13 يوليو 2018
تراجع 30% في أصناف العنب المزروعة (Getty)
+ الخط -
كأن أهل غزّة لا يكفيهم حصار قوات الاحتلال، لتحاصر الطبيعة زراعتهم بأمطار شحيحة خفضت إنتاج كروم العنب هذا الموسم بمعدلات وصلت إلى 40%.

داخل أرضه الزراعية المزدحمة بأشجار العنب، لا يشعر الفلسطيني محسن أبو الحاج بارتياح كبير إلى محصوله هذا العام، بعدما أنتجت الدونمات الزراعية نحو نصف محصول العام الماضي، ورغم ذلك الشعور إلا أنه ابتسم لعناقيد العنب الصفراء بعد أن قطف كمياتٍ منها داخل صناديق كرتونية بهدف بيعها في السوق المحلي.

ويداوم أبو الحاج يومياً على رعاية أرضه في ساعات الصباح الأولى، ثم يعود إليها في ساعات ما بعد الظهيرة، للعناية بنحو 700 شجرة من العنب المزروع في مساحة لا تزيد عن 22 دونماً زراعياً، وهي المساحة التي تضم أنواعاً مختلفة من العنب المزروع، ومنها القريشي والدابوقي والزيتاني والأسود والأسباني والبناتي وغيرها.

وكما كل المزارعين، يبدأ أبو الحاج في أوائل يوليو/ تموز من كل عامٍ في جني ثمار العنب من أرضه الواقعة في منطقة "الشيخ عجلين"، جنوب غرب مدينة غزة، مستمراً في ذلك حتى آب/ أغسطس، وهو الذي ورث ذلك عن الأجداد الذين استمع لأمثالهم القائلة: "في شهر آب قُص القطف وما تهاب".
ويقول أبو الحاج لـ"العربي الجديد": "السنة الماضية كان إنتاج هذا الكرم من العنب لوحده، نحو 10 أطنان، أما هذا العام، فقد لا يتعدى المحصول 5 أطنان، وذلك يرجع إلى كميات المطر القليلة التي لم ترو التربة بالشكل المناسب في فصل الشتاء الماضي، كما تحتاج زراعة العنب".

وأشار إلى أنه كثّف الري البدائي للتربة وللمساحة الكبيرة المزروعة في أرضه بإمدادات قام بها في محاولة ري التربة والتغلب على النقص في كميات الأمطار التي انهمرت على قطاع غزة. وحول سعر بيع العنب هذا الموسم، يضيف أبو الحاج: "ذلك يتراوح بين 4 و5 شواكل (الدولار يعادل 3.63 شواكل) حسب اختلاف نوع العنب وجودته".

مدير عام الإرشاد والتنمية بوزارة الزراعة في غزة، نزار الوحيدي، يقول لـ"العربي الجديد": "هناك تراجع 30% في الأصناف المزروعة من العنب اللابذري، لأنه لا يتناسب مع درجة الحرارة المرتفعة في مايو ويونيو/ حزيران الماضيين، لكن الأصناف الأخرى تتراوح انخفاض انتاجيتها من 10% إلى 40% حسب أنواعها، وذلك أيضاً لارتفاع درجة الحرارة في يناير الماضي والذي أدى إلى إخلال الهرمونات النباتية أثناء عملية تفتح البراعم، ناهيك عن ارتفاع الحرارة بشكل متزايد في يونيو الماضي".

المساهمون