ماذا وراء لقاء الطاقة الروسي الأميركي؟

هل يمهد لقاء الطاقة الروسي الأميركي لقمة بين ترامب وبوتين؟

24 يونيو 2018
وزير النفط الروسي الكسندر نوفاك إلى جانب رئيس (Getty)
+ الخط -
ماذا وراء لقاء الطاقة الروسي الأميركي، وهل هو تمهد لقمة بين الرئيسين دونالد ترامب  وفلاديمير بوتين؟ تساؤل يطرح في اعقاب إعلان اللقاء الفريد من نوعه في عهد الإدارة الأميركية الحالية وما تبعت الخبر من أنباء عن زيارة مستشار البيت الأبيض جون بولتون لموسكو خلال الشهر الجاري. 

في هذا الصدد قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس، إن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك سيلتقي نظيره الأميركي وزير الطاقة الأميركي ريك بيري، في واشنطن، يوم الثلاثاء المقبل. ووفقاً لرويترز، فإن الوزير الأميركي، سيلتقي مع نظيره الروسي، في إطار المؤتمر العالمي للغاز الذي ينعقد في العاصمة الأميركية واشنطن الأسبوع المقبل.

وكانت مثل هذه اللقاءات طبيعية في عهد الإدارات الأميركية السابقة، ولكنها غير طبيعية في عهد الرئيس ترامب الذي يخضع لتحقيقات مطولة بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية.
وحسب التصريحات الروسية، فإن اللقاء سيركز على "تعاون أفضل" بين الدولتين، خاصة في أعقاب ثورة النفط الصخري التي حولت أميركا إلى منافس حقيقي لروسيا في أسواق الطاقة العالمية، خاصة في أوروبا القريبة من الشواطئ الأميركية. وترغب الشركات الأميركية في انتزاع جزء من السوق الذي تهيمن عليه الشركات الروسية بحصة تقدر بحوالى 34% من إجمالي إمدادات الغاز الروسيل لأوروبا.

وحسب تقرير "وول ستريت جورنال" أمس السبت، فإن اللقاء يأتي في وقت تتلاقى فيه مصالح الدولتين في الطاقة، وإن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ اللقاء منصة للتفاهم مع الرئيس فلاديمير وبوتين. وقالت الصحيفة إن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون سيزور موسكو هذا الشهر لترتيب قمة بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين.

ويشير التقرير، إلى أن مصالح الدولتين في سياسات الطاقة بدأت تتقارب في أعقاب إنجاح روسيا لمطالب الرئيس ترامب بزيادة إنتاج النفط بين "أوبك" وكبار المنتجين، حتى تنخفض أسعار الجازولين قبيل انتخابات الكونغرس الأميركي المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وتهدد أسعار الوقود المرتفعة فرص احتفاظ الحزب الجمهوري بأغلبية في انتخابات الكونغرس المقبلة، حيث يبدي العديد من المواطنين في أميركا تذمراً من ارتفاع فاتورة الوقود.
وقدرت نشرة "أويل برايس" الأميركية، أن ارتفاع أسعار النفط الأخيرة وحتى مستوى 80 دولاراً للبرميل، رفع فاتورة الأسرة الأميركية بحوالى 400 دولار خلال العام الجاري مقارنة بالعام السابق 2017.

من هذا المنطلق يشعر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالارتياح للجهود التي بذلتها موسكو في إقناع إيران بالموافقة على زيادة الإمدادات بحوالى 700 الف برميل يومياً في اجتماع يوم الجمعة أول من أمس. وهو يقل قليلاً عن معدل المليون برميل التي طالب بها "أوبك" قبل شهرين.

وفي المقابل، فإن روسيا التي تربطها مصالح قوية بالسوق الصيني وترغب في زيادة حصتها من سوق الطاقة العالمي ترغب في خفض الأسعار هي الأخرى. وقال الرئيس بوتين في الشهر الماضي إنه يرى أن سعر 60 دولاراً للبرميل يعتبر سعراً معقولاً. وهو بهذا التصريح أرسل إشارة خضراء، أنه يوافق الرئيس ترامب حول ضرورة خفض الأسعار.

ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت يوم الجمعة رغم زيادة الإنتاج، ولكن ربما يكون هذا الارتفاع بسبب توقعات المضاربين لخفض أكبر فوق مليون برميل، "مقارنة بالمعدل الذي تمت الموافقة عليه". ومن المتوقع أن تقرر روسيا اليوم مع دول "أوبك" حصص الزيادة لكل دولة. وما هو نصيب روسيا من الزيادة. وكانت روسيا تأمل في الموافقة على زيادة 1.5 مليون برميل يومياً، حسب ما ذكرت رويترز يوم الأربعاء.

المساهمون