الكويت تتوسع في الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء

الطاقة المتجددة في الكويت.. من منافس للنفط إلى مشروع اقتصادي

13 سبتمبر 2017
الكويت لديها فائض في إنتاج الطاقة الكهربائية(ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

نجحت الكويت في إدخال الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية، بعد أن تم ربط مشروع مجمع منطقة (الشقايا) للطاقة المتجددة بالشبكة الوطنية للكهرباء وتزويد البلاد بنحو 23 مليون كيلوواط/ ساعة في ستة أشهر.

وقال الدكتور سالم الحجرف، مدير المشروع في معهد الكويت للأبحاث العلمية لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، اليوم الأربعاء، إن هذا المجمع يضم محطتين لإنتاج الطاقة المتجددة، الأولى محطة الشقايا للطاقة الشمسية الكهروضوئية والأخرى محطة الشقايا لطاقة الرياح.

وأضاف أنه بعد مرور ستة أشهر على إنتاج المحطتين، فإن مجموع ما تم تصديره من الطاقة الكهربائية النظيفة يساوي 23 مليون كيلوواط/ ساعة تكفي لتوفير التيار الكهربائي لنحو 130 منزلا شهريا بشكل كامل، ما ساهم في هذه الفترة في توفير 40 ألف برميل نفط تبلغ قيمتها في السوق العالمية 600 ألف دينار كويتي (نحو 1.9 مليون دولار أميركي).

ويبلغ عدد سكان الكويت نحو 4.4 ملايين نسمة، بحسب آخر أرقام الإدارة المركزية للإحصاء، فيما يتم استهلاك نحو 350 ألف برميل يوميا من النفط لأغراض توليد الكهرباء وتحلية المياه، أي ما قيمته نحو 15.7 مليون دولار (على أساس سعري يبلغ 45 دولارا لبرميل النفط)، في حين تشير توقعات وزارة النفط إلى زيادة الطلب على الطاقة إلى مليون برميل نفط يوميا بحلول عام 2035 مع بلوغ عدد سكان الكويت خمسة ملايين ونصف المليون نسمة.

وأوضح الحجرف أن كلفة إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة باتت منافسة لإنتاجها بالطرق التقليدية، حيث إن إجمالي كلفة إنتاج الطاقة من مجمع الشقايا في الأشهر الستة الماضية بلغت 400 ألف دينار كويتي (نحو 1.3 مليون دولار) بوفرة مالية تصل إلى 160 ألف دينار (نحو 500 ألف دولار أميركي) فيما لو تم إنتاج الكمية نفسها من الطاقة بالطرق التقليدية.

وقال إنه في هذه الأشهر الستة من إنتاج المجمع تمت حماية البيئة الجوية من انبعاث 15 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون فيما لو تم حرق الوقود الأحفوري لإنتاج هذه الكمية من الطاقة الكهربائية، الأمر الذي يضع تقنيات إنتاج الطاقة من مصادر متجددة في موقع المنافسة الحقيقية للطرق التقليدية.

وأوضح الحجرف أن "مشروع الشقايا" من أوائل المشاريع الكويتية المهمة في مجال الطاقة المتجددة الذي نفذه معهد الكويت للأبحاث العلمية وبدأ العمل به عام 2013 على أن يوفر نحو 12.5 مليون برميل نفط سنويا عند اكتمال مراحله الثلاث عام 2030، إذ سيوفر هذا المشروع بحلول ذلك التاريخ نحو 3 إلى 4% من الاستهلاك السنوي للطاقة في الكويت.

وتستقبل شبكة وزارة الكهرباء في الكويت حاليا نحو 20 ميغاواط من المشروع، منها 10 ميغاواط من طاقة الرياح ومثلها من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومن المنتظر أن يصل إنتاج الطاقة الشمسية من المشروع إلى 50 ميغاواط بحلول 2018.

ويعمل معهد الكويت للأبحاث العلمية بالتنسيق مع وزارة الكهرباء ومؤسسة البترول الكويتية على إنجاز المرحلة الثانية من المشروع التي ستنتج 1000 ميغاواط بحلول عام 2020.

وكان أحمد الجسار، وزير الكهرباء والماء السابق، أكد في تصريحات له أن ربط الجزء الثاني من المرحلة الأولى التي تبلغ 50 ميغاواط من الطاقة الشمسية بالشبكة سيتم نهاية العام 2017، وبذلك تكون الوزارة قد حققت 1% من الطاقة المتجددة قبل العام 2018، ثم إلى 3% قبل العام 2020، لينضم المشروع إلى بقية مشروعات الطاقة المتجددة التي تهتم بها الوزارة.

وكانت الدراسة الخاصة بمجمع "الشقايا" قد خلصت إلى وضع أفضل السيناريوهات المتاحة لتوطين تقنيات توليد الطاقة المتجددة للفترة من عام 2015 وحتى عام 2025 لاستيعاب قدرة إنتاجية تصل إلى 2000 ميغاواط يتم تنفيذها على ثلاث مراحل.

من جهته، قال المهندس محمد بوشهري، وكيل وزارة الكهرباء والماء الكويتية لـ"كونا"، إن قدرة البلاد في إنتاج الكهرباء تصل الى 16700 ميغاواط، في وقت بلغت أعلى أحمال الاستهلاك للطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف الحالي 13800 ميغاواط، الأمر الذي أفسح المجال أمام إيجاد فائض في الإنتاج يتم أحيانا توجيه هذا الفائض لدعم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر شبكة الربط الكهربائي الخليجي، وتحتل الكويت المرتبة الأولى خليجيا في إنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح المولدة من "مشروع الشقايا".

ولم تتوقف المشروعات الكويتية لاستخدام الطاقة المتجددة على مشروع الشقايا فقط، فهناك مشروع "سدرة 500" في منطقة "أم قدير"، غرب البلاد، الذي نفذته شركة نفط الكويت وبدأ عمله بالفعل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويعمل على توليد 10 ميغاواط من الكهرباء من الطاقة الشمسية يدخل نصفها في شبكة الكهرباء العامة فيما يستخدم النصف الآخر في الرفع الصناعي من الآبار داخل "أم قدير".

ومن أكبر المشاريع التي تنتظرها الكويت، وفقا لما أعلنته مؤسسة البترول الكويتية، هو مشروع "الدبدبة" للطاقة الشمسية داخل مجمع "الشقايا" بسعة ألف ميغاواط، وهو مبادرة أعلنتها المؤسسة للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، وذلك بإنشاء محطة للطاقة الشمسية قادرة على تأمين 15% من حاجة القطاع النفطي بالكويت للطاقة الكهربائية بحلول عام 2020.

ويقع المشروع على مساحة تقديرية تصل إلى 32 كيلومترا مربعا، ومن المتوقع أن ينتج ما يعادل 2.450 مليون ميغاواط/ ساعة بالعام علاوة على مساهمته في الحد بما يعادل 1.3 مليون طن سنويا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، على أن يتم تشغيل المحطة في الربع الثالث من السنة المالية 2020 -2021.

 وترجع تجربة الكويت مع الطاقة المتجددة إلى ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يتم إدراج مشاريع في هذا القطاع ضمن الخطة التنموية للبلاد في عام 2010 لتأمين 15% من الطلب المحلي على الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة بحلول العام 2030، ما من شأنه توفير 2.5 مليار دولار سنويا على أساس سعر برميل نفط قدره 45 دولارا.

ومن المتوقع أن يفتح مجمع "مشروع الشقايا" بغرب البلاد المجال واسعاً أمام القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال في المراحل المقبلة.




المساهمون