الإنتاج الأميركي يحرق آمال وصول النفط إلى 60 دولاراً

الإنتاج الأميركي يحرق آمال وصول النفط إلى 60 دولاراً

13 مارس 2017
حقل للنفط الصخري (Getty)
+ الخط -


 

واصلت أسعار النفط تراجعها في آسيا اليوم الإثنين، مسجلة أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، وسط مخاوف المستثمرين من أن يغذي حجم الإنتاج الأميركي العرض الذي ما زال كبيراً في الأسواق، ما يحرق آمال "أوبك" والمنتجين الكبار خارجها في دفع الأسعار للصعود فوق عتبة 60 دولاراً بعد اتفاق خفض الإنتاج المطبق منذ مطلع العام الحالي.

وانخفض سعر برميل خام برنت المرجعي الأوروبي تسليم مايو/أيار بنحو 34 سنتاً إلى 51.03 دولاراً، كما خسر سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) المرجع الأميركي للخام تسليم أبريل/نيسان نحو 41 سنتاً ليبلغ 48.08 دولاراً في المبادلات الإلكترونية المبكرة في آسيا.

وتنبهت الأسواق الأسبوع الماضي إلى حجم العرض المرتفع، بعدما خسرت الأسعار نحو 9% على مدى أسبوع.

وتسارع إنتاج النفط الصخري الأميركي بينما اتفقت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، والمنتجون الكبار من خارجها، على رأسهم روسيا، على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا اعتباراً من مطلع يناير/كانون الثاني 2017، لتبلغ حصة أوبك في الخفض نحو 1.2 مليون برميل.

لكن مجموعة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة الأميركية، أعلنت قبل أيام أن شركات الطاقة الأميركية زادت عدد منصات الحفر الأسبوع الماضي، وذلك للأسبوع الثامن على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2015، مواصلة بذلك التعافي المستمر منذ 10 أشهر.

وزادت الشركات المنتجة للنفط الصخري إنفاقها في عمليات الإنتاج للاستفادة من تعافي أسعار الخام، منذ أن وافقت "أوبك" والمنتجون المستقلون على خفض الإنتاج في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وبدء سريان الاتفاق مطلع العام.

وقفز إجمالي عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 617 منصة مقارنة مع 386 منصة قبل عام، بزيادة بلغت نسبتها 60%.

ويرى محللون في قطاع الطاقة أن تأثير اتفاق أوبك لخفض الإنتاج بهدف التوصل إلى سعر أعلى من 60 دولاراً للبرميل بات معدوماً في ظل المؤشرات الحالية.

وقالت مارغريت يانغ، المحللة لدى مجموعة "سي إم سي ماركيتس" في سيدني بأستراليا لفرانس برس إن "استئناف المنصات النفطية الخدمة في أميركا الشمالية، يضر بالعرض وبإمكانية إعادة التوازن بين العرض والطلب".

كما رأى سانجيف غوبتا المحلل في مجال الطاقة أن "تدفق الأنباء عن الزيادة المتواصلة في المخزونات والإنتاج الأميركي وتعليقات الفاعلين الأساسيين من داخل أوبك وخارجها التي لا تنم عن تفاؤل حول مواصلة خفض الإنتاج بعد النصف الأول من 2017، أدت إلى انهيار جديد في الأسعار".

وكان سعر برميل النفط الخفيف تراجع 79 سنتاً عند الإغلاق في نيويورك يوم الجمعة الماضي وبلغ سعره 48.49 دولارا، كما خسر برميل برنت في لندن 82 سنتاً وأغلق على 51.37 دولاراً.

وكانت أوبك قد احتفت باتفاق خفض الإنتاج، من أجل دفع الأسعار للصعود من جديد، إلا أن احتفاء شركات النفط الصخري الأميركية كان أكبر بهذا الاتفاق، الذي مثل للكثير منها طوق النجاة وأعادها من جديد إلى سوق الطاقة العالمية.

وتعرّض النفط الصخري لضربات كبيرة، منذ أن هوى سعر الخام عالمياً إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل مطلع العام الماضي، لتتوقف مئات الحفارات الأميركية وتتزايد ديون الشركات المنتجة، لكن ما إن عاودت الأسعار الصعود مجدداً إلى ما فوق 45 دولاراً للبرميل منذ منتصف 2016، حتى هبّت الكثير من الحفارات للنشاط من جديد معتمدة في ذلك على تطور تقنيات الإنتاج بشكل أكبر وانخفاض تكلفة الاستخراج.

ويبدو أن صمود الدول النفطية، لا سيما الخليجية، أمام انخفاض أسعار الخام عالمياً، لم يكن كبيراً بعد أن سجلت موازناتها المالية عجزاً غير معهود وتعرض اقتصادها لضغوط كبيرة، مما دعاها إلى الركون إلى طاولة المفاوضات مع المنتجين داخل "أوبك" وخارجها، لا سيما روسيا، لكبح الإنتاج لإعادة الأسعار إلى الصعود.


وكان إنتاج النفط الصخري عام 2000 يشكل 2% من إنتاج أميركا، واليوم يشكل أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام، وهذه أسرع وتيرة لزيادة الإنتاج في تاريخها. وهذا الارتفاع الكبير في الإنتاج أدى إلى انهيار الأسعار منذ منتصف 2014 بأكثر من 50%.

وتقدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية إنتاج النفط بأكثر من 9.3 ملايين برميل يومياً. ولكن بإضافة سوائل الغاز والمكثفات النفطية، فإن الإنتاج الأميركي يفوق 11 مليون برميل يومياً.

وكانت أميركا في السابق تنتج في حدود 6 ملايين برميل يومياً وتستورد باقي استهلاكها البالغ حالياً 19 مليون برميل يومياً، تحديداً من السعودية ودول الخليج العربية.

أما الآن فإن الولايات المتحدة باتت تصدر النفط الخفيف جداً إلى العديد من دول آسيا، كما أن سياسة الرئيس دونالد ترامب، ترمي إلى أن ترفع الشركات الأميركية من معدل إنتاجها النفطي بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة.


(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون