أربعة اتفاقات تعاون بين أنقرة وطهران...وزيادة استيراد الغاز الإيراني

نقل التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الأربعاء، عن الرئيس حسن روحاني قوله إن بلاده ستضخ مزيداً من الغاز الطبيعي إلى تركيا، ضمن خطط طهران لتوسيع علاقاتها الاقتصادية. وجاءت تصريحات روحاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في طهران.

وقال روحاني، عقب لقائه أردوغان، "خلال اجتماعنا اليوم اتفقنا على توسيع علاقاتنا الاقتصادية. تركيا ستستورد مزيداً من الغاز من إيران. ستعقد اجتماعات الأسبوع المقبل لمناقشة التفاصيل".

وحضر روحاني وأردوغان، خلال زيارة الأخير على رأس وفد وزاري إلى طهران اليوم الأربعاء، مراسم توقيع أربع اتفاقيات تعاون جديدة بين الطرفين، إحداها بين الجمارك الإيرانية والتركية، والثانية تخصّ التعاون بين المصرفين المركزيين، والثالثة وقّعتها هيئتا الإذاعة والتلفزيون الحكوميتين الإيرانية والتركية، والاتفاقية الأخيرة بين المكتبة الوطنية الإيرانية ومؤسسة الأرشيف الوطني التركي.


وفي مؤتمر صحافي مشترك، أكد روحاني أن الطرفين يعملان بجد لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية، ليصل ميزان التبادل بينهما إلى ثلاثين مليار دولار، قائلاً إنه بحث وضيفه التركي ملفّ تطوير العلاقات المصرفية والجمركية أيضاً.


وأعرب روحاني أن المعابر الحدودية الثلاثة بين إيران وتركيا ستعمل على مدار الساعة اعتباراً من الغد، باستثناء واحد منها سيدخل ضمن الخطة ذاتها بعد فترة زمنية بسيطة، وذكر أن هذا يهدف إلى تسهيل حركة التجار والبضائع، بما يحقق الهدف الاقتصادي المشترك، على حد تعبيره.


وأبدى روحاني ترحيب بلاده بالمستثمرين الأتراك لتطوير البنى التحتية وقطاعات النقل والسياحة، وهو ما أكد عليه أردوغان خلال لقائهما كذلك، معرباً أيضاً عن اتفاقهما على تصدير مزيد من الغاز الإيراني إلى الأراضي التركية.


وقال إن مفاوضات خاصة ستبدأ في هذا الصدد في المستقبل القريب، مضيفاً أن طهران ترحب بالشركات التركية للاستثمار في قطاعي الغاز والبتروكيماويات.


من ناحيته، أثنى أردوغان على إيجابية العلاقات الإيرانية التركية، مؤكداً هو الآخر على ضرورة الوصول إلى رقم ثلاثين مليار دولار، وقال إنه على الرغم من كل الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة فإن معدل التبادل ما زال بعيداً عن الرقم المطلوب، ووصل إلى عشرة مليارات دولار في أفضل الأحوال.


وأوضح أن الاجتماع الدوري الرابع للجنة العليا المشتركة بين إيران وتركيا، والذي يعقد في طهران بحضور الرئيسين، سيضع عناوين وخططاً دقيقة، وسيرسم خارطة طريق واضحة للوصول إلى الهدف المنشود اقتصادياً، قائلاً إن الوزراء المعنيين من كلا البلدين سيستمرون بمباحثاتهم لتطوير التعاون في القطاع الصناعي، والسياحي والثقافي كذلك.


رافق أردوغان وزراء الاقتصاد، والطاقة، والجمارك، والثقافة والسياحة، فضلاً عن عدد من المستثمرين وممثلين لشركات تجارية تركية، وقد وصلوا إلى إيران في زيارة وصفت بالمهمة والاستثنائية، على الرغم من أنها ليست الأولى من نوعها بين الطرفين الإيراني والتركي.


وعلى الرغم من أن الاختلاف السياسي حول الملف السوري أبعد الطرفين عن بعضهما قليلاً في فترات سابقة، لكن التقاطعات الاقتصادية أبقت على العلاقات قوية واستراتيجية، والتي يبدو أنها تتجه نحو منحى أكثر أهمية مع اقتراب الطرفين أكثر، إثر الموقف المُشترك من رفض استفتاء كردستان العراق.


وقال رئيس غرفة التجارة المشتركة الإيرانية التركية، رضا كامي، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن حجم المبادلات بين الطرفين وصل حتى أغسطس/ آب الفائت إلى 7.2 مليارات دولار، وبلغ معدل الصادرات الإيرانية إلى تركيا من هذا الرقم 5.1 مليارات دولار، فيما بلغت وارداتها 2.1 مليار دولار.


وأضاف كامي أن معدل التبادل التجاري بين إيران وتركيا وصل في سنوات سابقة إلى 22 مليار دولار، إلا أنه تراجع بسبب العقوبات والحظر الاقتصادي الذي فرض على طهران.


ووفقاً للجمارك الإيرانية فإنه منذ شهر مارس/ آذار وحتى سبتمبر/ أيلول من العام الحالي احتلت إيران المرتبة الثالثة من بين الدول المصدرة لتركيا، وهذه الصادرات عبارة عن الغاز الطبيعي، والمنتجات البتروكيماوية والمشتقات النفطية، وقد بلغت الواردات الإيرانية من هذا البلد العام الماضي 2.4 مليار دولار، فيما اقتربت صادراتها من 3.7 مليارات دولار بحسب الجمارك نفسها.


خلال الأسبوع الفائت، اتفقت الجمارك الإيرانية والتركية على ثمانية عناوين للتعاون بين الطرفين، منها ما يتعلق بتطوير عمل المعابر والمنافذ الحدودية بينهما وهو ما أعلن عنه روحاني في مؤتمره اليوم، فضلاً عن اتفاقهما على تسهيل عبور الشاحنات التركية عبر إيران بالتزامن وإغلاق حدود تركيا مع إقليم كردستان العراق، فضلاً عن إيجاد تسهيلات لمرور البضائع التركية إلى قطر عبر الأراضي الإيرانية.