اتفاق التبادل الحر الأوروبي -الأميركي ينتظر الموافقة

اتفاق التبادل الحر الأوروبي -الأميركي ينتظر الموافقة

23 سبتمبر 2016
اجتماع لتوقيع اتفاقيات تجارية (وكالة الأناضول)
+ الخط -
يناقش وزراء التجارة من دول الاتحاد الأوروبي الجمعة في براتيسلافا مستقبل اتفاقية التبادل الحر الجاري التفاوض بشأنها مع الولايات المتحدة، والتي تثير تنديداً في أوروبا وتودّ فرنسا والنمسا طي صفحتها.

وقال وزير الاقتصاد النمساوي راينهولد ميترلينر صباح الجمعة، لدى وصوله إلى عاصمة سلوفاكيا "إن اتفاقية الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار ما زالت معلقة فعلياً".

وأضاف "سيكون من المنطقي طرحها جانباً بصورة تامة، وإعادة إحيائها بتسمية جديدة وشفافية أكبر وأهداف أوضح".

وهو موقف قريب من موقف فرنسا التي أكدت في الأسابيع الأخيرة أنها تعتزم طلب "إنهاء المفاوضات" في براتيسلافا.

وتهدف اتفاقية الشراكة الأطلسية، المشروع الهائل الذي بدأ التفاوض بشأنه عام 2013، إلى إزالة الحواجز التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومنها الرسوم الجمركية والقيود القانونية التي تعيق الوصول إلى الأسواق.

غير أن معارضيها من منظمات غير حكومية ومسؤولين منتخبين ونقابات وناشطين، يعتبرون أنها تشكل "خطراً" على الديمقراطية والأمن الغذائي، وكذلك المعايير الاجتماعية والبيئية. وتجري بانتظام تظاهرات احتجاجاً عليها، جمعت آخرها عشرات الآلاف في 17 أيلول/سبتمبر الحالي في ألمانيا. يذكر أنه بحسب استطلاع لمعهد ايبسوس، يرى 52% من الألمان أن التبادل الحر يؤدي إلى إضعاف برامج الدعم الاجتماعية ويسمح باستيراد منتجات قد تضر بالصحة.

وبدل إعلان التخلي عن المشروع أو تعليق المفاوضات الشديدة البطء أساساً، فإن الدول الـ28 قد تأخذ بواقع أنه لن يتم التوصل إلى أي اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما في كانون الثاني/يناير 2017، الاستحقاق المحدد أساساً للتوصل إلى تحقيق الهدف.

وقال وزير الاقتصاد الألماني الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابريال "من المؤكد أنه لن يكون هناك معاهدة هذه السنة"، بعدما كان انتقد بشدة الاتفاقية في الأشهر الأخيرة، خلافاً لموقف المستشارة أنغيلا ميركل.

وأقرت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم التي تتولى التفاوض مع الولايات المتحدة باسم الدول الـ28 بأن هناك صعوباتٍ وأموراً كثيرة ما زال يتحتم القيام بها، وبالتالي فإن فرضية التوصل إلى تسوية سريعة تتراجع أكثر وأكثر".
وخلافاً لفرنسا والنمسا، أعلنت 12 دولة أوروبية بينها إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا مؤخراً تأييدها للاتفاقية في رسالة مفتوحة نشرتها.

أصداء سلبية

وفي الولايات المتحدة حيث حملة الانتخابات الرئاسية على أشدّها، لا يلقى هذا الموضوع أي أصداء إيجابية، بل هو موضع هجمات بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي، بحسب ما قال مصدر أوروبي.

ومن العقبات الأخرى التي تعيق التقدم في المفاوضات، الانتخابات الرئاسية الفرنسية في النصف الأول من العام 2017، تليها الانتخابات التشريعية الألمانية في نهاية الصيف، ما يمكن أن يرجئ الدفع المرتقب في مسار الاتفاقية إلى نهاية العام المقبل.

وحمل هذا الوضع سيسيليا مالمستروم في الأيام الأخيرة على الدفاع عن "اتفاقية التجارة والاقتصاد الشاملة"، واتفاقية التبادل الحر الموقعة مع كندا، والتي تحولت بالنسبة لها إلى "النقطة الرئيسية" في اجتماع براتيسلافا.

ومن المقرر توقيع الاتفاقية في 27 تشرين الأول/اكتوبر خلال قمة في بروكسل بحضور رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على أن يتم تطبيقها بصورة موقتة بعد ذلك، بانتظار إبرامها في برلمانات جميع بلدان الاتحاد الأوروبي، وفق آلية قد تستغرق سنوات.

المساهمون