دحر داعش يبدأ من النفط

دحر داعش يبدأ من النفط

01 يونيو 2016
الخبراء اقترحوا إرسال قوات للسيطرة على أبار النفط
+ الخط -

الضربات الجوية لن تقضي على داعش في سورية والعراق، والتحالف الدولي الذي تقوده أميركا ليس لديه القدرة على اجتياح المناطق التي يسيطر عليها التنظيم برياً، والنتيجة، إما البحث عن أساليب مبتكرة لدحر داعش وإضعاف قوته العسكرية والاقتصادية تمهيداً للقضاء عليه، أو أن يكون البديل هو بقاء الوضع على ما هو عليه ومواصلة التنظيم سيطرته على نحو 40% من أراضي الدولتين، وبالتالي استمرار خطره وتهديده معظم الدول العربية.

هذه النتيجة توصلت إليها مجموعة محترفة من الخبراء الدوليين المتخصصين في مجالات النفط والسياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية الذين تحدثوا أمس في جلسة " تنظيم داعش والنفط" التي عقدت ضمن جلسات المؤتمر الـ 11 لإثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط الذي استضافته الدوحة على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
وقبل الخوض في النتيجة واقتراحات التعامل مع معضلة داعش، تعالوا نتأمل الأرقام التي تم استعراضها في الجلسة وتكشف عن مصادر تمويل التنظيم ومدى سيطرته على حقول النفط وما يشكله الخام الأسود من منابع مالية قوية.
1- لا يزال النفط المصدر الرئيسي لإيرادات داعش، رغم تراجع أسعاره عالمياً، بل ويسبق موارد أخرى منها بيع الآثار وسرقة المصارف والزكاة.
2- يوفر النفط نحو 50 مليون دولار شهرياً للتنظيم، وهذا المبلغ يوجه لتمويل المجهود الحربي والإنفاق على أسر المقاتلين في صفوفه، وشراء بعض الولاءات والذمم.
3- يسيطر التنظيم على 80% من حقول النفط في سورية، مقابل 12% للحزب الديمقراطي الكردي و8% فقط لنظام الأسد.
4- التنظيم يسيطر على 6 حقول تنتج أكثر من 60 ألف برميل يومياً، منها 40 ألفاً في سورية، و20 ألف برميل في العراق.
5- على عكس ما يتردد في وسائل الإعلام الغربية من أن تركيا هي أكبر مشترٍ لنفط داعش، فإن الأرقام تشير إلى أن نظام بشار الأسد هو أكبر المشترين، إلى جانب إسرائيل، ودول أخرى.
6- التنظيم يهدر أكثر من 21% من إنتاج للنفط، لاعتماده على وسائل بدائية في الإنتاج والتكرير.
7- التنظيم يبيع النفط بأسعار منخفضة جداً تقل أحيانا بـ70% عن قيمتها ويتراوح السعر ما بين 10- 25 دولاراً للبرميل مقابل 50 دولاراً.

إذن يتوافر لدى داعش مصدر مالي مستمر ومتدفق يمول من خلاله عملياته العسكرية، لكن ما الحل؟
الخبراء الدوليون اقترحوا حلا عملياً للتخلص من داعش وهو أن يبدأ التحالف إرسال جنود على الأرض لاستعادة آبار النفط الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وليس بتوجيه ضربات جوية تستهدف شاحنات تهريب النفط، أو حرق وتخريب بعض الآبار التي يقوم التنظيم بإعادة صيانتها.
لكن، هل يفعل التحالف ذلك، وبالتالي القضاء على مصدر تمويل داعش الرئيسي، أم يقوم بضرب مواقع هنا وهناك قد لا توجد بها عناصر التنظيم أصلا؟


المساهمون