إيران وخلط السياسة بالنفط في اجتماع الدوحة

إيران وخلط السياسة بالنفط في اجتماع الدوحة

17 ابريل 2016
موقف طهران لم يكن المعضلة الوحيدة التي واجهت الاجتماع(Getty)
+ الخط -


لا أعرف ماذا تريد طهران بالضبط في ملف تطورات أسعار النفط العالمية، أو من المفاوضات الجارية بشأنها، والتي توجت أمس باجتماع الدوحة؟

يتبع هذا السؤال سؤالاً أخر هو: هل ما تطلقه العاصمة الإيرانية من تصريحات مستفزة وما تمارسه من مواقف متناقضة تجاه المفاوضات الأخيرة بالدوحة هو مجرد مناكفة سياسية مع عدوتها التقليدية السعودية، أم أن إصرارها على رفض الانضمام لتحالف دولي يسعى لإعادة التوازن لأسعار النفط هو بهدف جمع مزيد من الأموال التي تعوضها عن حرمان فترة طويلة من العقوبات الغربية دامت نحو 13 عاماً حتى ولو جاء ذلك على أشلاء جثث شعوب باتت تئن بسبب قرارات التقشف الشديدة التي تمارسها حكوماتها بزعم تهاوي أسعار النفط وتراجع الإيرادات العامة، أو تأتي على حساب دول تضررت اقتصادياً وبشدة بسبب انهيار أسعار النفط طوال ما يقرب من 20 شهراً؟ 

في الدوحة اجتمعت أمس الأحد 12 دولة كبرى منتجة للنفط من داخل منظمة أوبك وخارجها لإيجاد حل عملي لقضية تهاوي أسعار النفط والاتفاق على آلية لتثبيت الإنتاج، وبالتالي دفع الأسعار نحو الارتفاع.

واللافت في اجتماع أمس هو مشاركة أكبر دولتين منتجتين للنفط وهما روسيا والسعودية اللتان تنتجان نحو 20% من الإنتاج العالمي وبما يعادل 20 مليون برميل يومياً، كما ضم دول تنتج نحو 73% من الإنتاج العالمي للنفط، واللافت أيضاً أن الاجتماع ضم دولاً من خارج أوبك وداخلها، وهو ما يعني بدء مرحلة جديدة من التعاون لصالح كل الأطراف. 




ورغم توافر كل عوامل النجاح لاجتماع الدوحة، إلا أن إيران أصرت على عرقلة المفاوضات الجارية وإفشال خطة تثبيت الإنتاج، كما أصرت على موقفها الرافض التعاون مع جهود الدول النفطية في مسألة حل أزمة تهاوي أسعار النفط.

وبدلاً من أن تأخذ إيران في الاعتبار مصالح كل الدول المنتجة للنفط أخذت في اعتبارها شيئاً واحداً هو مصالحها الضيقة التي تنم عن ضيق أفق سياسي لدى حكومتها، لأن أي تحسن في ارتفاع أسعار النفط هو لصالح جميع اقتصادات الدول المنتجة بما فيها الاقتصاد الإيراني. 


في تقديري فإن الموقف الإيراني تجاه أي مفاوضات حالية أو مستقبلية جادة تسعى لإعادة التوازن لسوق النفط العالمية ووقف تهاوي الأسعار ينطلق من اعتبارين:

الأول سياسي بحت ينطلق من روح العداء مع السعودية، خاصة مع تصاعد الخلافات بين الدولتين حول ملفات اقليمية عدة منها اليمن وسورية والعراق ولبنان وحزب الله اللبناني.

والثاني اقتصادي حيث تحاول طهران تعويض فترة الجفاف المالي الذي تعرضت له خلال مرحلة العقوبات الغربية عليها، وتسعى حالياً لجمع مليارات الدولارات ببيع أكبر كميات من النفط، حتى ولو أدى ذلك لإطالة أزمة النفط الحالية واستمرار حالة تهاوي الأسعار التي فقدت نحو 70% من قيمتها منذ منتصف عام 2014. 

موقف طهران لم يكن هو المعضلة الوحيدة التي واجهت اجتماع الدوحة، حيث كان هناك موقف متشدد آخر تمثل في الموقف السعودي الرافض تثبيت الإنتاج إلا إذا وافق كل المنتجين الرئيسيين على ذلك بمن فيهم إيران.

إزاء كل هذه المواقف انهارت مفاوضات أمس بالدوحة رغم سيطرة روح التعاون على الدول المشاركة في الاجتماعات.


المساهمون