أسعار النفط تتجه نحو 45 دولارا للبرميل

أسعار النفط تتجه نحو 45 دولارا للبرميل

18 مارس 2016
وزير النفط السعودي علي النعيمي في أحد اجتماعات فيينا(Getty)
+ الخط -
أعطى "اجتماع الدوحة 2" المقرر عقده في 17 أبريل/نيسان بين 15 دولة من داخل وخارج "أوبك"، وربما يرتفع عدد الدول التي ستنضم للاجتماع لاحقاً إلى أكثر من 20 دولة دفعة قوية لأسعار النفط أمس، حيث ارتفعت أسعار خام برنت إلى أكثر من 41 دولاراً للبرميل، ولا يستبعد محللون أن تحلق الأسعار فوق 45 دولاراً بنهاية الشهر الجاري. وقال خبراء في لندن أن الأسواق أدخلت عملية تجميد الإنتاج في حساباتها وأن هنالك جدية في تبني تجميد الإنتاج. وأشار خبراء إلى أن هنالك عوامل أخرى تدعم أسعار النفط من بينها انخفاض إنتاج بعض الدول الأعضاء في أوبك". وقال مصرف سيتي غروب في هذا الصدد إن الأسواق العالمية فقدت إمدادات تقدر بحوالى 800 الف برميل يومياً من إنتاج نيجيريا والعراق. ويذكر أن هنالك أعطابا في أنابيب نقل النفط في العراق منذ يوم 14 مارس/آذار الجاري أدت إلى فقدان 630 ألف برميل يومياً.
واصلت عقود النفط الآجلة مكاسبها القوية يوم الخميس مع استمرارها في تلقي الدعم عقب تأكيد كبار منتجي النفط في العالم على خطط لعقد اجتماع لمناقشة تجميد مستويات الإنتاج. ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط من خارج "أوبك" بحوالى 750 ألف برميل يومياً. ولم تمنح الأسواق اهتماماً لعدم تقيد إيران باتفاق التجميد، ويبدو واضحاً أن الدول داخل وخارج "أوبك" ستتخطى إيران إذا واصلت رفضها تجميد الإنتاج.
ويضاف إلى هذا العوامل، عوامل أخرى تدعم الأسعار، من بينها انخفاض سعر صرف الدولار والانتعاش الذي بدأ يظهر في نمو الاقتصاد الأميركي والتحسن الذي طرأ على السوق الصينية تساهم بشكل فعال في رفع أسعار النفط. ويقدر خبراء في آسيا أن فائض الإنتاج النفطي في العالم لا يفوق أكثر من مليوني برميل حالياً.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قوله أمس، إنه لا يعتقد أن من المنطقي استهداف سعر أعلى من 50 إلى 60 دولاراً لبرميل النفط. وتبدي روسيا التي تعيش أزمة مالية حادة حماساً منقطع النظير لتجميد الإنتاج، كما أن انسحابها الجزئي من سورية يزيد من التقارب بينها وبين السعودية. وعامل التقارب السعودي الروسي يعد من أفضل الإشارات الإيجابية في أسواق النفط، حيث تنتج الدولتان أكثر من 20 مليون برميل يومياً، كما تقيدهما بتجميد الإنتاج سيدفع الدول الأخرى للتقيد. ولكن يرى خبراء أن انضمام العراق إلى الاتفاق مهم، خاصة أن العراق تعد الحصان الأسود في "أوبك"، فقد تمكنت من رفع إنتاجها بأكثر من مليون برميل خلال العام الماضي. وحتى الآن لا توجد تأكيدات من بغداد، حول ما إذا كانت ستعارض طهران وتنضم للاتفاق وسط الظروف السياسية الضاغطة التي تعيشها.

وقالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن منتجي النفط بما في ذلك دول الخليج الأعضاء في "أوبك" اتفقوا على عقد محادثات في شهر أبريل/نيسان المقبل. بهدف التوصل لاتفاق على تثبيت الإنتاج عند مستوياته الحالية حتى لو رفضت إيران المشاركة. وسيزيد الاجتماع من احتمال إبرام أول اتفاق بشأن الإمدادات العالمية خلال 15 عاماً.
ارتفع الخام الأميركي 1.12 دولار ليصل إلى 39.58 دولاراً. وكان الخام حقق مكاسب بنسبة 5.8% يوم الأربعاء ليعوض خسائره في اليومين السابقين. وصعد خام القياس العالمي مزيج برنت 1.07 دولار إلى 41.40 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة مرتفعا بنسبة 4.1%.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء أن مخزونات الخام بالولايات المتحدة ارتفعت في الأسبوع الماضي لمستويات قياسية للأسبوع الخامس على التوالي. وارتفع مخزون الخام إلى 523.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 11 مارس/آذار. وكانت الزيادة البالغة 1.3 مليون برميل أقل بكثير من توقعات المحللين التي أشارت إلى زيادة 3.4 ملايين برميل. كما اكتسب السوق قوة بعد توقعات السياسة النقدية الأميركية الأقل تشدداً إذ أبقى مجلس الاحتياط الاتحادي (المصرف المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة وأشار إلى رفع الفائدة مرتين هذا العام بدلاً من أربع مرات.
وأظهرت بيانات رسمية أمس الخميس ارتفاع صادرات النفط الخام السعودية في يناير/كانون الثاني إلى 7.835 ملايين برميل يومياً من 7.486 ملايين في ديسمبر/كانون الأول. وحصلت مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي) على أرقام الصادرات الشهرية التي نشرتها في موقعها الإلكتروني من الرياض وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
قال الرئيس التنفيذي لشركة كازمونايجاس الحكومية للنفط والغاز في كازاخستان ساوات مينباييف يوم الخميس إن الشركة إما ستثبت إنتاجها النفطي أو ترفعه هذا العام عن مستوى إنتاج العام الماضي الذي بلغ 22.7 مليون طن. وأحجم مينباييف عن التعليق على ما إذا كانت بلاده ستشارك في اجتماع الدول المصدرة للنفط الذي سيعقد بالعاصمة القطرية الدوحة في 17 أبريل/ نيسان حيث يخطط كبار المنتجين لمناقشة تثبيت الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني خلال الاجتماع.
وقال وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة إن منتجي النفط من داخل وخارج أوبك سيجتمعون في الدوحة يوم 17 أبريل نيسان لمناقشة خطط تجميد مستويات الإنتاج. وقال الوزير إن المبادرة حظيت بدعم 15 دولة من منتجي النفط الأعضاء في أوبك وغير الأعضاء والذين يشكلون مجتمعين نحو 73 في المئة من الإنتاج العالمي للنفط.




اقرأ أيضا: اقتصاد العالم يبحث عن منقذ عقب تراجع دور الكبار

المساهمون