الدول النفطية تسير بخطى متسارعة نحو التوافق على الإنتاج

الدول النفطية تسير بخطى متسارعة نحو التوافق على الإنتاج

23 أكتوبر 2016
لقاءات تسبق اجتماع "أوبك" في فيينا (Getty)
+ الخط -

تسارعت المحادثات النفطية بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وارتفعت حدة التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء في أوبك والدول المنتجة من خارجها، يحقق الاستقرار في السوق النفطية، تمهيداً لارتفاع الأسعار من جديد.

وتمحورت أبرز التطورات حول اجتماع وزير الطاقة الروسي مع وزراء الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي عُقد اليوم، أعقبته تصريحات لوزراء النفط السعودي والقطري والروسي تفتح باب التوافق على مصراعيه... أما غداً الاثنين، فسيعقد اجتماع بين دول أوبك وروسيا في الرياض، استكمالاً للمباحثات.

وكذا، تستمر زيارة الرئيس الفنزويلي التي بدأها في كل من أذربيجان وإيران إلى قطر فالسعودية، في محاولة للتأكيد على أهمية الوصول إلى اتفاق يعيد للنفط أسعاره المرتفعة، ما قد ينقذ بلاده التي تعيش على صفيح نار منذ فترة.

توافق خليجي -روسي

وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، كان الأكثر تفاؤلاً ووضوحاً، عندما أعلن اليوم الأحد، أن "الدورة الراهنة لانخفاض أسعار النفط والمستمرة منذ منتصف عام 2014، تشرف على الانتهاء". وذلك، في مؤتمر صحافي جمع الفالح ووزير الطاقة القطري محمد السادة الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمنظمة، ونظيرهما الروسي ألكسندر نوفاك. وقال الفالح إن "أساسيات السوق من ناحية العرض والطلب بدأت تتحسن بشكل ملحوظ".

وأضاف الوزير السعودي الذي تعتبر بلاده أكبر مصدر للنفط، "نحن متفائلون من ناحية الاتجاه المستقبلي لأسواق البترول أنها ستكون في مستوى تحسن مستمر".

وأضاف "اليوم، خلال اجتماع مشترك توصلنا إلى تصور مشترك لما يمكن أن نصل له خلال اجتماع فيينا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني". 

أما وزير الطاقة والصناعة القطري، فكان موقفه هادئاً، إذ قال "إن المرحلة الصعبة في وجهة نظرنا انتهت ولكن ببطء". وشدد على أن عملية التعافي "أخذت وقتاً وأيضاً تحتاج إلى وقت لإعادة التوازن ما لم تتضافر جهودنا جميعا ولمصلحة الجميع". ولفت إلى الحاجة في "الأسابيع المقبلة إلى تكثيف الجهود والاتصالات" ولا سيما بين المنتجين الكبار في أوبك وخارجها.

من جهته، قال الوزير الروسي إنه بحث مع نظرائه سبل "تطوير أفضل الوسائل لحل مشكلة استقرار السوق"، مؤكدا الوصول "إلى مستوى غير مسبوق في علاقتنا وتعاوننا" مع السعودية، وان موسكو "ستستمر في العمل (معها) والتواصل المستمر لتحقيق أسس صلبة لاستقرار السوق".

وأضاف أن مستوى إنتاج بلاده في أي اتفاق لزيادة أسعار النفط سيعتمد على الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في وقت سابق وأن مناقشات موسكو مع المنظمة ما زالت جارية.

وقال نوفاك: "أود أن أؤكد مجددا على أننا غير مستعدين لإعطاء أرقام لأن المشاورات مستمرة والمستويات ستتحدد على أساس اتفاق أوبك النهائي ونتائج مفاوضاتنا مع المنظمة".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت بلاده ستثبت إنتاجها عند المستويات الحالية أو ستخفضها قال نوفاك "نتفقد عددا من الخيارات. لا أريد أن أعطي القرار النهائي بعد، لكننا ندرس بضع خيارات في الوقت الراهن".

وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية اليوم الأحد عن أنس الصالح وزير المالية ووزير النفط الكويتي بالإنابة توقعه أن تتراوح أسعار النفط الخام بين 50 دولاراً و60 دولاراً للبرميل خلال الخمسة عشرة شهراً المقبلة. وأضاف إن جهودا حثيثة تُبذل لتحقيق توازن الأسعار عند مستوى يخدم كل من المنتجين والمستهلكين.

اجتماع الغد في الرياض

وأعلن السادة في المؤتمر الصحافي الأحد، أن أوبك وروسيا ستعقدان اجتماعا الاثنين في الرياض لعرض "النماذج الاقتصادية ما بين العرض والطلب، وسنتبادل الآراء الفنية والاقتصادية"، تمهيدا لاجتماع تقني بين الطرفين في 28 تشرين الأول/أكتوبر و29 منه في فيينا.

وبعدما تجاوز سعر البرميل المائة دولار في 2014، انخفض إلى مستويات ما دون الثلاثين دولاراً مطلع 2016. وشهدت أسعار النفط مؤخرا بعض الانتعاش، ليتداول البرميل حاليا بحدود 50 دولارا.

واتفق وزراء دول أوبك خلال اجتماع الشهر الماضي في الجزائر، على خفض الإنتاج إلى ما بين 32.50 و33 مليون برميل يومياً، وذلك للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام، في خطوة يؤمل منها إعادة الاستقرار للأسواق. إلا أنه لم يتضح بعد تفاصيل هذا الخفض وكيف سيتم توزيعه بين دول المنظمة.

إيران تدعم التوافق

أما إيران، التي أعلنت الشهر الماضي أنها لن تخفض إنتاجها إلى أن يصل إلى المستويات المحققة قبل العقوبات الغربية، فقد كان لها موقفاً مشجعاً، حين قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه اليوم إن إيران تأمل أن تستطيع روسيا غير العضو في أوبك والسعودية أكبر عضو في المنظمة التوصل إلى اتفاق بشأن تنسيق إجراءات محتملة بسوق النفط العالمية.

ونقل موقع أنباء وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت عن زنغنه قوله "بما أن أوبك قد توصلت إلى اتفاق إطاري فينبغي بذل الجهود لكي تتفق الدول غير الأعضاء في أوبك فيما بينها". 

العراق يطالب بالإعفاء

ومن جهة أخرى، قال وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي اليوم الأحد إنه ينبغي إعفاء بلاده مع قيود الإنتاج لأنها بحاجة إلى الدخل في الوقت الذي تخوض فيه حرباً ضد تنظيم الدولة الإسلامية.   

وطلبت إيران وليبيا ونيجيريا الذين تضرر إنتاجهم جراء العقوبات والصراعات إعفاءهم من خفض الإنتاج.

وقال فلاح العامري، رئيس شركة تسويق النفط العراقية (سومو) إن الحروب التي خاضها العراق منذ الثمانينيات قوضت حصته، وقال إن إنتاج العراق كان سيصل إلى تسعة ملايين برميل لو لم تكن الحرب، موضحا أن هناك دولاً أخذت حصص بلاده.

وبدأ العراق، يوم الاثنين الماضي، عملية لاستعاد الموصل آخر أكبر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال اللعيبي إنه يدعم سياسة أوبك الرامية إلى دعم الأسعار من خلال تقييد الإنتاج وإنه سيطرح حالة العراق من أجل إعفاء.  

ومن بين أعضاء أوبك كان العراق صاحب أكبر إسهام في زيادة إنتاج المنظمة العام الماضي وقد يرتفع ذلك الإنتاج في 2017 مع تنفيذ شركات النفط العالمية لعقود، حسبما قال نائب وزير النفط، فياض النعمة.

وقال العامري إن الإنتاج قد يرتفع قليلا هذا الشهر من مستويات سبتمبر/أيلول التي بلغت 4.774 ملايين برميل يومياً.

(العربي الجديد)

المساهمون