ضربات التحالف الدولي تحاصر "داعش" وتقلص إيراداته النفطية

ضربات التحالف الدولي تحاصر "داعش" وتقلص إيراداته النفطية

19 يناير 2016
خط النفط في كركوك شمال العراق (Getty)
+ الخط -



تراجعت موارد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من النفط إلى النصف تقريبا خلال الأشهر الستة الأخيرة، وفق تقديرات تقرير حديث لمكتب "آي اتس اس" الاستشاري الأميركي، بفعل الضربات المتلاحقة التي يوجهها التحالف الدولي لتجفيف موادر التنظيم في سورية والعراق.
 
وتشير تقديرات دولية إلى تحقيق التنظيم إيرادات نفطية تتجاوز المليار دولار سنويا، تمثل الحصيلة الأكبر من إيرادات التنظيم التي تشمل أيضا جمع ضرائب من التجار والسيطرة على الحقول الزراعية والمعابر الحدودية بين العراق والأردن.

وتلقى التنظيم الذي يسيطر على 60 حقلاً نفطياً من أصل 67 حقلا في سورية، ضربات جوية مركزة خلال الأشهر الأخيرة، شنها طيران التحالف.

واستهدفت تلك الضربات، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، آباراً ومصافي وطرق نقل المحروقات التي تمد المناطق المحررة بالنفط في ريف حلب الشمالي.

وقال مدير مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، جلال الحمد: "تم استهداف الخزانات 401-402 -403 في حقل العمر التي يبلغ ارتفاع الخزان الواحد فيها 18 متراً وبقطر 25 متراً، لكن خزانات الغاز بقيت بعيدة عن الاستهداف".

وكان إنتاج حقل العمر، مع بداية سيطرة تنظيم الدولة "داعش" نحو 15 ألف برميل يومياً وهو نتاج ضخ 17 بئراً، لكنه وبعد استهداف الخزانات والبنى التحتية لم يعد ينتج سوى ألفي برميل يومياً، وفق نشطاء مدنيين.

وعن حقل الجفرة النفطي القريب من قرية جديد عكيدات شرق دير الزور – 35 كلم، قال الحمد لـ "العربي الجديد"، إن الحقل يحوي على مخبر رئيسي لفحص النفط الخام ومتابعة تدفق النفط من المحافظة ويبلغ إنتاجه من النفط الخام نحو ثمانية آلاف برميل يومياً واردة من 15 بئراً تُجمّع في الحقل.

وتابع: "تم استهدافه أخيراً من جانب طيران التحالف لمنع تنظيم الدولة من تشغيله حيث إن التنظيم سعى في الفترة الأخيرة وبالاستعانة بخبراء، إلى تشغيل الحقل والاستفادة من الإنتاج وربما زيادته".

وطاول الاستهداف، بحسب مدير مرصد العدالة من أجل الحياة بدير الزور، بئر الملح في قرية "غرانيج" والذي كان ينتج نحو 9 آلاف برميل نفط يومياً، كما تمت إصابة الصهاريج التي تحمل لوحات عراقية، كانت تنقل نفط هذه البئر إلى مدينة الموصل العراقية.

وقد أقام التنظيم، بعد الضربات المتلاحقة، في منطقة عكاشات _20 كلم عن البوكمال_ ورشة لصيانة وتصنيع خزانات النفط، لضمان عمليات صيانة الصهاريج خلال النقل إلى الموصل العراقية.

اقرأ أيضاً: تعاون إقليمي لحصار أسطول سيارات "داعش"

ولم يسلم موقع العزبة، 10 كيلومترات شمال شرق مدينة دير الزور، من القصف، ويعد الموقع نقطة تجميع للنفط الوارد من 8 آبار، أشهرها بئرا أزرق1 وأزرق2. ويقدر إنتاج العزبة قبل القصف بنحو 8 آلاف برميل نفط يومياً، لكنه اليوم تراجع إلى النصف.

وتعاني السوق السورية من نقص حاد بالمشتقات النفطية منذ سيطرت المعارضة، ومن ثم "داعش" على مواقع وآبار النفط، ليتراجع الإنتاج الحكومي من نحو 380 ألف برميل عام 2010 لنحو 9 آلاف برميل يوميا في الوقت الحالي، بحسب بيانات وزارة النفط السورية.

وارتفعت مؤخرا، أسعار المشتقات النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي سورية "ريفي حلب وإدلب" نتيجة توقف الصهاريج التي كانت تنقل النفط الخام من مناطق سيطرة "داعش" إلى مدينة "معارة" بريف حلب، بحسب ما أفاد الناشط الميداني فائز حسن، من "سرمين" بريف إدلب الشرقي.

وقال حسن لـ "العربي الجديد": "ارتفعت أسعار المازوت من 125 ليرة (0.4 دولار) الشهر الماضي إلى نحو 250 ليرة حاليا، كما تضاعفت أسعار البنزين المكرر من 200 إلى 450 ليرة ووصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي لنحو 7 آلاف ليرة سورية".

وأشار حسن إلى توقف السوق الذي شهدته مناطق ريف حلب خلال الأشهر الماضية بعد فتح الطريق أمام تنظيم "داعش" لبيع النفط الخام للتجار وأصحاب المصافي البدائية "حراقات" ما أدى لقلة المعروض مع زيادة الطلب بفصل الشتاء وغلاء الأسعار بشكل كبير.

وقال صاحب مركز توزيع محروقات بريف إدلب يدعى محمود الطخ: "تذهب السيارات إلى الرقة، على مسؤولية أصحابها المعرضين للموت بكل لحظة للحصول على النفط، وعادة ما يتم تكريره عبر مصاف بدائية، ليباع المازوت بين 200-250 ليرة لليتر الواحد".

وحول تراجع سعر النفط العالمي وانعكاسه على "نفط داعش" أضاف الضخ لـ "العربي الجديد": "لا أعتقد أن سعر برميل المازوت سيهبط عن 35 ألف ليرة.

القصة لا علاقة لها بالسعر العالمي، لأن إنتاج تنظيم الدولة تراجع والناس بحاجة للمازوت ولا يوزع النظام بمناطقنا ولا ليتر واحد".

 


اقرأ أيضاً:
مشروع سكة حديدية بين الأردن والعراق
تفاهمات سريّة بين الأسد و"داعش" لتوليد الكهرباء

دلالات

المساهمون