ألمانيا تبدد آمال التوصل لاتفاق سريع لأزمة اليونان

ألمانيا تبدد آمال التوصل لاتفاق سريع لأزمة اليونان

06 يوليو 2015
يونانيون غاضبون من ميركل وهولاند (فرانس برس)
+ الخط -
قضت ألمانيا، مساء اليوم الإثنين، على آمال رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، في التوصل سريعاً إلى اتفاق لاستئناف تمويل بلاده مدعوماً بفوزه في الاستفتاء، مؤكدة أن شروط العودة إلى طاولة المفاوضات غير متوفرة حتى الآن.

وحتى قرار أليكسيس تسيبراس بالتضحية بوزير ماليته، يانيس فاروفاكيس، قبيل انعقاد قمة فرنسية ألمانية حاسمة في باريس، لم يرض برلين.

وبعد بضع ساعات من استقالة الوزير الأكثر رمزية والأكثر إثارة للجدل في الحكومة اليسارية الراديكالية، أكدت ألمانيا أن الأساسي في محادثات أثينا ودائنيها (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) هو "المواقف وليس الأشخاص"، معتبرة أن شروط التفاوض حول برنامج جديد للإنقاذ غير متوفرة الآن.

وعُيّن نائب وزير الخارجية اليوناني، إقليدس تساكالوتوس، وهو أيضاً منسق المفاوضات مع الدائنين، اليوم، وزيراً للمالية خلفاً لفاروفاكسن وسيؤدي اليمين في احتفال يقام في الساعة 17,00 ت . غ وفق بيان للرئاسة على أن يشارك الثلاثاء في أول اجتماع له لوزراء مالية منطقة اليورو في بروكسل.

وقال مصدر في الحكومة اليونانية إن تسيبراس والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، اتفقا خلال مكالمة هاتفية، اليوم، على أن تقدم أثينا اقتراحات في قمة بروكسل غداً الثلاثاء.

وصرح سيغمار غابرييل، نائب ميركل، أن قادة منطقة اليورو سيبحثون في قمة بروكسل، على الأرجح، تقديم مساعدة إنسانية لليونان، بدون توضيح طبيعة هذه المساعدة المحتملة.

واعتبر ستيفن سايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية، نتائج استفتاء الأحد "رفضاً للمبدأ الذي يحكم المساعدات للبلدان الأوروبية التي تمر بصعوبات، والمبدأ القائل بضرورة التضامن وتظافر الجهود".

وتبدو ألمانيا غير مستعدة لبحث إعادة جدولة الدين اليوناني الضخم.

لكن هذا المطلب اليوناني الملح كرره تسيبراس بعد الرفض الكثيف بأكثر من 61% لآخر خطة عرضها الدائنون وطرحتها حكومته للاستفتاء أمس الأحد.

وقال ستيفن سايبرت: "سنكون آذاناً صاغية لما سيحمله رئيس الوزراء اليوناني إلى قمة منطقة اليورو في بروكسل".

اقرأ أيضاً: غداً.. قمة قادة منطقة اليورو لتدارس نتائج استفتاء اليونان

ورغم الموقف الألماني، أكد الاتحاد الألماني للسياحة، اليوم، أن السياح الألمان يواصلون التوجه بأعداد كبيرة إلى اليونان، مشيراً إلى عدم تسجيل أي حالة إلغاء حجوزات.

وقد دعت الحكومة اليونانية المدركة لخطورة الوضع الراهن إلى اجتماع لزعماء كل الأحزاب باستثناء حزب الفجر الذهبي النازي الجديد.

وبعد اجتماع استمر سبع ساعات، صرح وزير الدفاع اليوناني، بانوس كاميوس، الذي يشارك حزبه في الائتلاف الحكومي: "لا يوجد خيار آخر سوى التوصل إلى اتفاق"، قبل أن يضيف: "قريباً سنصدر بياناً مشتركاً موقعاً من جميع زعماء الأحزاب باستثناء الحزب الشيوعي (...) لمنح السلطة لرئيس الوزراء للتوجه إلى بروكسل غداً والتفاوض نيابة عن الشعب اليوناني".

وقد أجرى الرئيس اليوناني، بروكوبيس بافلوبولوس، الذي يقوم بدور فخري، في وقت سابق من اليوم، مباحثات مع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند تطرقت لآخر مستجدات الأزمة اليونانية، وهو الموضوع نفسه الذي بحثه تسيبراس من جهته هاتفياً مع رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي أكد "دعمه للشعب اليوناني".

وتبدو باريس وبرلين بعيدتين عن التوصل إلى رؤية مشتركة للرد على الاستفتاء.

وتؤيد إسبانيا إجراء مفاوضات بشأن خطة إنقاذ ثالثة لليونان "التي يجب أن تبقى في منطقة اليورو"، وفق وزير الاقتصاد الإسباني، لويس دي غيندوس.

كما تدفع إيطاليا في اتجاه تقريب المواقف. وفي هذا السياق، حث رئيس الحكومة الإيطالية، ماتيو رونزي، أثينا ودائنيها إلى ايجاد "حل نهائي" للخروج من الأزمة أثناء الاجتماعات الأوروبية المرتقبة غداً.

وفي المقابل، تتحدث دول أخرى صراحة عن فكرة خروج اليونان من منطقة اليورو. وفي هذا الإطار، قال وزير المالية السلوفاكي، بيتر كازيمير، الذي اعتبر خروج اليونان من منطقة اليورو "سيناريو واقعياً".

اقرأ أيضاً: اليونان تعين مسؤول المفاوضات مع الدائنين وزيراً للمالية