مزارعو ديالى العراقية ممنوعون من سقاية حقولهم منذ عام

مزارعو ديالى العراقية ممنوعون من سقاية حقولهم منذ عام

04 يوليو 2015
70% من أهالي ديالى يعيشون على الزراعة (أرشيف/Getty)
+ الخط -

تعالت أصوات المزارعين النازحين من محافظة ديالي، شرق العراق، غضباً بعدما تعثروا في العودة إلى أراضيهم ومنازلهم، رغم مرور نحو خمسة أشهر من إعلان القيادات الأمنية العراقية تحرير كامل أراضي ديالى من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

ولا تزال السلطات تمنع عودة العوائل النازحة إلى مناطقها، متعللة بأسباب يراها النازحون مماطلة وغير منطقية، الغرض منها إبعادهم عن مزارعهم وبساتينهم وتغيير المنطقة ديمغرافياً.
وتضررت مساحات واسعة من الرقعة الزراعية في ديالي، نتيجة نزوح ما يربو على نصف سكان المحافظة، وفق تقديرات محلية. ويعمل قرابة 70% من الأيدي العاملة في ديالى بقطاع الزراعة.

ويقول مزارعون لـ"العربي الجديد": "إن أوضاع مزارعهم وبساتينهم سيئة في ظل عدم تمكنهم من رعايتها، فضلا عن تعرض بعضها للحرق على يد "داعش" ومليشيا الحشد الشعبي، التي تسيطر حالياً على مناطق النازحين بالاشتراك مع القوات الأمنية المتواجدة في المنطقة، مما دفع بعض المزارعين إلى التوسط عند بعض أعضاء مجلس المحافظة ورؤساء القبائل وبعض القيادات الأمنية، للسماح لهم بسقاية بساتينهم".

ويرى عضو نقابة فلاحي ديالى، الشيخ غضنفر رحيم (57 عاما)، "أن ما يحدث لبساتين ديالى أمر مدبر لا يمكن السكوت عنه، وقد قدمنا عدة شكاوى إلى المسؤولين في المحافظة بخصوص البساتين، لكن بدون جدوى".

وقال رحيم لـ"العربي الجديد": "تحدثت إلى بعض المسؤولين في المحافظة ووجهاء العشائر، للسماح لي بسقي بستاني البالغة مساحته 30 دونما، وهو يقع ضمن سيطرة مليشيا الحشد الشعبي؛ بعد أن تم تحرير المنطقة من داعش، وطلبوا مهلة للتباحث حول الأمر، ولكني فوجئت بتعللهم بحجج غير منطقية، وأنّ البساتين غير آمنة كلياً من العبوات والمتفجرات التي زرعها داعش".

وأضاف أن المزارعين لم يتمكنوا من سقاية حقولهم منذ نزوحهم قبل أكثر من عام، كما أن موسم الشتاء لم يكن وفيرا بمياه الأمطار، مشيرا إلى أن منع المزارعين من مباشرة أعمالهم في محافظة تعتمد على الزراعة كقوام لاقتصادها، يضر بأرزاق المواطنين ومصدر كسبهم الوحيد.

اقرأ أيضاً: رغم "داعش"..العراق يتوقع حصد 3.5 ملايين طن من القمح
 
أما المزارع وسام (60 عاما) الذي يملك أكثر من 14 دونماً من البساتين المزروعة منذ نحو خمسة عقود، فيقول: "ليست النيران وحدها التي يشعلها داعش والحشد الشعبي هي من تأكل الأخضر واليابس في المحافظة، العطش أيضا يتكفل بهذه المهمة، فنحن كمزارعين لم نتمكن من ري حقولنا منذ عام".

وبلهجة بائسة لا تخلو من نبرات الحسرة، قال وسام لـ"العربي الجديد": "نذرت حياتي لبستاني، أحفظ كل شجرة فيها عن ظهر قلب"، مشيرا إلى الفرحة التي انتابته عندما علم أن أذى داعش لم يطل بستانه، لكن الفرحة لم تكتمل، حيث سيطرت قوات الحشد الشعبي عليه بمجرد تحرير المحافظة من داعش في فبراير/شباط الماضي.

وتابع وسام "لا أعرف الآن إن كانت الأشجار قد ماتت جميعها؛ أم أن بعضها ينتظر عودتي، لا أعرف كيف يمكن أن أرى حقلي وقد احترق خضاره نتيجة العطش".

مسؤول محلي في مجلس المحافظة، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ"العربي الجديد": إنّ خطة ملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم داعش، والتي وضعتها اللجنة الأمنية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحشد الشعبي بدأت بتجريف البساتين بمحاصيلها. وأكّد أنّ "الخطة بدأ العمل بها في العديد من المناطق، موضحاً أنّ "الحشد الشعبي استخدم آليات الجيش في حملته".

وتحوي ديالى (57 كم شمال شرق بغداد)، أكثر من 200 ألف دونم من بساتين النخيل فقط، فضلا عن باقي المزروعات المنتشرة في عموم مناطقها، وخاصة في بعقوبة والخالص والمقدادية.

وتعرف المحافظة بسلة العراق الغذائية، وذلك لكثرة بساتينها، ومساحاتها الزراعية الشاسعة. وأدت هجمات المليشيات وتنظيم داعش إلى دمار واسع بتلك البساتين، الأمر الذي زاد من حاجة السوق العراقية للخضار والفواكه، ما أدى إلى رفع أسعار تلك المواد والاعتماد على الاستيراد.

وارتفع عدد النازحين العراقيين، المسجلين في بيانات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، إلى أكثر من 3 ملايين نازح، بسبب المعارك الأخيرة التي شهدتها بعض المحافظات العراقية.

وكانت اللجنة الحكومية العراقية العليا لإيواء النازحين، قد أعلنت، مطلع نيسان/أبريل الماضي، تسجيل 2.7 مليون نازح من محافظات ديالى (شرق)، والأنبار (غرب)، وصلاح الدين، ونينوى (شمال) بسبب المعارك ضد تنظيم "داعش".


اقرأ أيضاً: "داعش" يدمّر الأراضي وينهب المزارعين في العراق

المساهمون