"داعش" والأزمات المعيشية يحاصران أهالي "الأنبار"

"داعش" والأزمات المعيشية يحاصران أهالي "الأنبار"

12 فبراير 2015
الأزمات الأمنية والمعيشية تلاحق أهالي الأنبار (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
يعاني أهالي محافظة الأنبار العراقية (غرب) من سوء الأوضاع المعيشية والأمنية، بسبب حصار تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" واستمرار العمليات العسكرية في مناطق متفرقة من المحافظة نتيجة شدة المعارك بين قوات الجيش وعناصر التنظيم حول المدن والمناطق التي يستقر فيها النازحون والمهجرون. 
وقال شيخ عشيرة العباسيين في الأنبار، يعقوب العباسي، إن "أهالي ناحيتي البغدادي وجبة (90 كلم غرب الرمادي)، يعانون من حصار تنظيم داعش الإرهابي لمناطقهم، وما أدى إليه من الجوع وانعدام المواد الغذائية والإنسانية نظراً لصعوبة وصولها إلينا بسبب حصار التنظيم".
ويسيطر "داعش" على مساحات واسعة شمال وغرب العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سورية، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما سماها "دولة الخلافة". وأضاف العباسي أن "تنظيم داعش فرض حصاراً خانقاً على مناطقنا منذ 8 أشهر، ومنع وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلينا لأننا داعمون للأجهزة الأمنية، وأبناؤنا يقاتلون مع قوات الجيش ضد التنظيم".
وأضاف "نحتاج إلى الطحين (الدقيق) والأرز وذلك لأن كيس الطحين الواحد ارتفع سعره إلى 120 دولاراً، بينما وصل سعر كيس الأرز إلى 100 دولار، وغير متوفر في أغلب الأحيان في الأسواق".
من جانبه، أكد مدير إعلام دائرة الصحة في الأنبار، أنس قيس العاني، أن أهالي الأنبار يعانون من انعدام متطلبات الحياة والعيش بسبب المواجهات المسلحة. وأوضح أن الأسر النازحة والمهجرة تعاني من صعوبة الحياة، وخصوصاً في الجانب الخدمي متمثلاً في النقص الكبير في المواد الطبية.
وفي الوقت الذي يعاني فيها أهالي الأنبار، يسعى داعش إلى ترسيخ وجوده الدائم في المحافظة، عبر تأهيل واستئناف العمل بمجموعة من أكبر وأضخم المصانع في العراق، ومنها معامل الإسمنت والفوسفات والأسمدة، والتي توفر للتنظيم موارد اقتصادية هائلة.
وقال الخبير الاقتصادي مازن الدليمي، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إنَّه "لا يمكن الاستهانة بالموارد الاقتصادية الكبيرة في الأنبار والموصل، من نفط وغاز طبيعي ومصانع كبيرة، حيث توفر للتنظيم بنية اقتصادية يستطيع من خلالها ترسيخ تواجده في المنطقة".

المساهمون