أوبك تتوقع تقلص حصتها من سوق النفط بسبب المنافسة

أوبك تتوقع تقلص حصتها من سوق النفط بسبب المنافسة

23 ديسمبر 2015
النفط الصخري الأميركي يحير أوبك (Getty)
+ الخط -
تتوقع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) انخفاض الطلب العالمي على نفطها في 2020 عن مستواه في العام القادم مع صمود إمدادات المعروض من المنافسين أكثر من المتوقع، ما قد يزيد الجدل بشأن جدوى استراتيجيتها الرامية للسماح بهبوط الأسعار لإخراج منافسيها من السوق.

ورفعت المنظمة، في تقريرها عن آفاق النفط العالمية هذا العام، توقعاتها للمعروض العالمي من النفط المحكم، الذي يشمل النفط الصخري، رغم انهيار الأسعار. ورفضت المنظمة قبل عام خفض الإمدادات للحفاظ على حصتها في السوق في مواجهة المنافسين ذوي تكلفة الإنتاج العالية.

وقالت أوبك إن الطلب على نفطها سيصل إلى 30.70 مليون برميل يوميا في 2020 انخفاضا من 30.90 مليون برميل يوميا في العام المقبل. ويقل حجم الطلب المتوقع على نفط المنظمة في 2020 بنحو مليون برميل يوميا عن المستوى الحالي لإنتاجها.

وهبطت أسعار النفط إلى أقل من النصف في 18 شهرا الأخيرة، إذ هوت إلى أدنى مستوياتها في 11 عاما عند 36.04 دولارا للبرميل هذا الأسبوع. وساهم هذا الانخفاض في تعزيز الطلب على الخام في الأمد المتوسط، وإن كانت أوبك قالت إن الدعم، الذي تلقاه الطلب من انخفاض أسعار الخام، سينحسر بمرور الوقت.

وقال الأمين العام لأوبك، عبد الله البدري، في مقدمة التقرير، إن "تأثير هبوط أسعار النفط في الآونة الأخيرة على الطلب يتجلى بأوضح صوره في الأمد القصير... ثم ينحسر بعد ذلك في الأمد المتوسط".

وتزداد أوبك انقساما بشأن جدوى تحولها في 2014 إلى الاستراتيجية القائمة على حماية حصتها في السوق، والتي قادتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الخليجيون، ولم تتفق في اجتماع الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري على وضع سقف للإنتاج للمرة الأولى في عقود.

ورغم ذلك، يظهر التقرير تحسن آفاق الأمد المتوسط من وجهة نظر أوبك باعتبارها المورد لثلث النفط في العالم. ففي تقرير 2014، كان من المتوقع أن ينخفض الطلب على نفط أوبك إلى 29 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020.

ولا تشمل توقعات أوبك الواردة في التقرير إندونيسيا التي انضمت للمنظمة مجددا هذا الشهر.

وهونت أوبك في البداية من تأثير النفط الصخري، لكن توقعاتها السنوية في 2012 أشارت للمرة الأولى إلى أن تأثيره قد يكون "كبيرا".

وساهمت سنوات ارتفاع الأسعار- بدعم من السياسة السابقة لأوبك المتمثلة في خفض الإمدادات - في إعطاء جدوى لإنتاج النفط غير التقليدي مثل النفط الصخري. وفي تغير عن مسار التقارير السابقة، تقول أوبك الآن إن الكثير من المشاريع تعمل أيضا في ظل انخفاض الأسعار.

وذكر التقرير أن الإنتاج العالمي من النفط المحكم سيصل إلى 5.19 ملايين برميل يوميا بحلول 2020 ليبلغ ذروته عند 5.61 ملايين برميل يوميا في 2030 ثم يتراجع إلى 5.18 ملايين برميل يوميا في 2040 مع انضمام الأرجنتين وروسيا إلى أميركا الشمالية في إنتاج هذا النفط.

وكانت تقديرات العام الماضي، تشير إلى وصول إنتاج النفط المحكم إلى 4.50 ملايين برميل يوميا بحلول 2020 وإلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول 2040.

وفي سيناريو آخر يتوقع زيادة المعروض، قالت أوبك إن إنتاج النفط المحكم قد يمتد إلى المكسيك والصين، بما يصل بالمعروض إلى نحو 8 ملايين برميل يوميا بحلول 2040. وفي عام 2013، توقعت أوبك ألا يكون للنفط المحكم أثر خارج أميركا الشمالية.

ويدعم التقرير وجهة النظر القائلة إن حصة أوبك في السوق سترتفع في المدى الطويل مع انحسار نمو إمدادات المنافسين. وتتوقع أوبك أن يصل الطلب على نفطها إلى 40.70 مليون برميل يوميا في 2040، ما يمثل 37% من المعروض العالمي ارتفاعا من 33% في 2015.

ورفعت أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الأمد المتوسط، إذ تتوقع وصوله إلى 97.40 مليون برميل يوميا بحلول 2020 بزيادة 500 ألف برميل يوميا في تقرير العام الماضي.

غير أن المنظمة قالت إن بعض العوامل ومن بينها تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض قيمة بعض العملات المحلية أمام الدولار ستحد من تأثر الطلب بنزول أسعار النفط.

وتوقعت منظمة أوبك أن يصل الطلب على النفط بحلول العام 2040 إلى 109.80 ملايين برميل يوميا بانخفاض 1.3 مليون برميل يوميا عن مستواه قبل عام بفعل تحسين كفاءة الطاقة وجهود الحد من تغير المناخ.

ولا تشير التوقعات سوى لتعاف محدود لأسعار النفط. وتنبأ التقرير بأن يصل سعر البرميل في سلة خامات نفط أوبك إلى 55 دولارا في 2015، على أن يرتفع بخمسة دولارات سنويا ليبلغ 80 دولارا بحلول 2020.

اقرأ أيضا: العاهل السعودي: المملكة تجاوزت تداعيات انخفاض أسعار النفط

المساهمون