السياحة السعودية: زحام سفر إلى دبي

السياحة السعودية: زحام سفر إلى دبي

19 يناير 2015
تفضيل التسوق والتمتع بالخدمات الفندقية في دبي (أرشيف/Getty)
+ الخط -

توقع خبراء في السياحة أن يقضي أكثر من 250 ألف سعودي إجازة نصف العام الدارسي التي تبدأ يوم الخميس المقبل، وتستمر لتسعة أيام في إمارة دبي.

كما ينوي عدد كبير أيضا من السعوديين السفر إلى البحرين والدوحة والكويت. ولكن ستظل دبي الوجهة الأهم لدى الأسرة السعودية.

وكان أكثر من 140 ألف سعودي قضوا إجازة عيد الأضحى المبارك الماضية في دبي، بينما عبر أكثر من 100 ألف إلى البحرين لحضور احتفالات رأس السنة الميلادية.

ومع قرب انتهاء الاختبارات النصفية، بدأت شركات الطيران في تكثيف استعداداتها لنقل السعوديين إلى دبي والدوحة وسط تراجع متوقع في أعداد المسافرين إلى البحرين، عبر جسر

الملك فهد بسبب الزحام الشديد الذي يحدث عادة على الجسر أثناء الإجازات.

وكشف مدير الحجوزات في وكالة الطيار للسفر والسياحة دخيل الطيار، أن أكثر من 120 رحلة طيران مستعدة لنقل العائلات السعودية إلى دبي في إجازة منتصف العام الدراسي، ويضيف: "كثير من السعوديين يفضلون السفر إلى دبي براً؛ وهو أمر سيزيد من عدد المسافرين لقرابة الربع مليون سائح".

ويؤكد رئيس شركة (رحلات) فهد الرشيد أن ارتفاع عدد السياح السعوديين إلى دبي يأتي لكونها الخيار الأفضل حالياً، بسبب الأحداث المتوترة في مصر ولبنان وما يحدث في سورية، وموجات البرد الشديدة في تركيا، ويقول لـ "العربي الجديد": "يبلغ عدد السعوديين الذين يغادرون إلى دبي في الإجازات ما بين 200 و250 ألفاً، وسينفقون أكثر من نصف مليار ريال وهو رقم منطقي جداً، كون دبي هي الخيار العربي الوحيد حالياً".

ويتابع متحدثا عن سبب تفضيل السعوديين للإمارة: "دبي الأفضل للأسر السعودية عند المقارنة مع أوروبا، خصوصا أن المدة قصيرة جداً، فدبي أقل كفلة مادياً؛ وهو أمر تحتاج له الأسرة السعودية التي لم تعد قادرة على توفير نفقات رحلات باهظة الثمن في أوروبا أو تركيا".

تراجع أعداد المسافرين إلى البحرين

من طرف آخر، يتوقع أن يكون هناك تراجعاً في أعداد العائلات السعودية التي ستسافر إلى البحرين، بسبب التأخير الذي يتعرضون له عند معبر الجوازات جراء الزحام، فلم يتجاوز عدد المسافرين في إجازة عيد الأضحى الماضية الـ100 ألف مسافر، على الرغم من قرب المسافة بين الدمام والمنامة التي لا تتجاوز الـ20 دقيقة.

 ويعتبر عضو اللجنة الوطنية للسياحة فهد المعيجل أن المشاكل التي تعرض لها المسافرون عبر جسر الملك فهد في العام الماضي، ستكون سبباً في عزوف السعوديين عن البحرين، ويقول: "باتت حركة المرور على جسر الملك فهد تقلق المسافرين، فهم لا يريدون البقاء لساعات طويلة وسط أجواء باردة جداً، كما حدث في الإجازات الأخيرة لهذا يتوقع أن تقل حركة السفر إليها"، ويتابع: "دائما ما تكون دبي الخيار الأول للسعوديين؛ فهي تقدم كل شيء

للأسرة، كما أن تشابه العادات والتقاليد بين الإمارات والسعودية يجعلها مفضلة لدى الأسر السعودية المحافظة".

أوروبا وتركيا تتراجعان

تتجه بوصلة السائح السعودي إلى دبي بأكثر من 60% من حجوزات مكاتب السياحة والسفر؛ على الرغم من تضاعف قيمة التذاكر لدبي هذا الأسبوع. وتستفيد دبي في هذا التفضيل من تراجع حجوزات السفر إلى تركيا ومصر ولبنان والأردن بشكل كبير، بسبب الأوضاع السياسية أو موجة البرد الشديدة هناك، وبحسب الطيار تحل إسطنبول في المرتبة الثانية في التفضيل بنسبة 20%، فيما بلغت نسبة السفر إلى شرق آسيا أكثر من 15% في وقت يضعف فيه الإقبال على أوروبا وبيروت، بسبب برودة الأجواء وبعد المسافة وقصر مدة الإجازة.

من جانبه يكشف صاحب وكالة سهم للسياحة عبد الله الهزاع أن تذاكر السفر لتركيا قفزت بشكل كبير في الفترة الأخيرة لتتجاوز 4000 ريال، على الرغم من أنها كانت في حدود الـ1700 ريال العام الماضي.

ويضيف: "كثرة الحجوزات قفزت بأسعار تذاكر تركيا إلى مستويات مرتفعة وصلت في بعض الخطوط لأكثر من 7000 ريال وفي المتوسط بلغت 4000 ريال".

وتؤكد الإحصائيات الرسمية للهيئة العامة للسياحة زيادة في عدد المسافرين خارج السعودية في عام 2013 بنسبة 20% في الصيف الماضي، ليصلوا إلى 6 ملايين مسافر، استناداً إلى حجم التأشيرات وتذاكر السفر المصدّرة خلال الفترة الماضية، من ضمنهم أكثر من مليون شخص يسافرون إلى البحرين بصفة أسبوعية أو يومية كما شملت 436 ألف مسافر إلى الكويت و318 مسافراً إلى الأردن واليمن.

ومن جانب آخر، احتلت السعودية المركز الأول ضمن قائمة أهم 20 سوقاً مصدرة للسائحين إلى دبي في صيف 2013، كما احتل المسافرون السعوديون المرتبة الثالثة بعد الروس والصينيين، في نسبة السياح الذين يشدون رحالهم إلى الإمارة في الشتاء.

وتعد السياحة في السعودية من القطاعات الناشئة في الدولة. وأسهم قطاع السياحة السعودي في تطور الناتج المحلي، وتجاوزت نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي 7.2%، كما تجاوزت نسبة توظيف السعوديين 26% من مجموع العاملين في القطاع السياحي، والبالغ

عددهم 670 ألف وظيفة مباشرة. كما أسهم هذا التوظيف بما نسبته 9.1% من إجمالي القوى العاملة في القطاع الخاص بالمملكة.

وهذه الأرقام حسب إحصائيات 2011. ووفقاً لبيانات منظمة السياحة العالمية، فإن السعودية رغم ضخامة عدد المسافرين إلى الخارج في مواسم العطلات، تعد هي نفسها من أهم مناطق الشرق الأوسط الجاذبة للمسافرين، خاصة المعتمرين من زوار بيت الله وزوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وكشف التقرير الأخير الصادر في المنتدى الاقتصادي العالمي أن السعودية حصدت 76 مليار دولار من السياحة في عام 2013، أنفق منها السياح الأجانب 48 مليار دولار، فيما أنفق السياح المحليون 28 مليار دولار.

دلالات

المساهمون