الاضطراب السياسي يدفع عقارات لندن لمستويات خرافية

الاضطراب السياسي يدفع عقارات لندن لمستويات خرافية

03 مايو 2014
منطقة ريجنت بارك من المناطق الاستراتيجية بلندن
+ الخط -

تواصل العقارات الفاخرة ارتفاعها الجنوني في لندن مستفيدة من أزمات العالم السياسية التي تدفع الأثرياء الى البحث عن "ملاذ آمن" لثرواتهم.
ويأتي هذا الارتفاع رغم التوقعات بحدوث حركة تصحيحية في أسعار عقارات وسط لندن من قبل بنوك مثل لويدز وأصحاب أملاك استراتيجية وسط لندن.
وكان الملياردير البريطاني دوق ويستمنستر قد باع الاسبوع الماضي مجموعة عقارات في "حي مافير" الواقع على شارع اكسفورد ستريت وله أكبر اطلالة على حديقة هايد بارك مقابل 240 مليون جنيه استرليني "حوالى 440 مليون دولار".
وقالت وكالة "نايت فرانك" ،كبرى الوكالات في لندن، في تقريرها الربيعي لعقارات لندن الاستراتيجية الصادر في نهاية  ابريل/ نيسان ، أن الصفقات العقارية في أحياء لندن الاسترايجية ارتفعت بنسبة 37% خلال الـ12 شهراً الماضية.
وأضافت الوكالة في التقرير الذي تصدره سنوياً، أن النمو في اسعار العقارات الاستراتيجية في العاصمة البريطانية ارتفع خلال هذه الفترة بحوالى 7.5% ، مشيرة في هذا الصدد الى أن الصينيين أصبحوا الاكثر شراء خلال الــ12 شهراً الماضية، حيث أحتل أثرياء الصين مكان اثرياء اليونان في قائمة الجنسيات العشر الاكثر استثماراً في عقارات لندن الفخمة. 
وأبلغت وكالة "بيتشام ستيت" التي يوجد مقرها في حي ماي فير بالقرب من اكسفورد ستريت" العربي الجديد" أنها تعرض شققا فاخرة في منطقة ريجنت بارك بسعر يتراوح بين 40 و50 مليون جنيه استرليني وتجد اقبالاً عليها.
وتأتي  صفقة بيع شقة "وان هايد بارك" التي أعلن عنها أمس لتؤكد أن عقارات لندن الفاخرة والتي تقع في مناطق ماي فير وتشيلسي وبلغرافيا وهولاند بارك والمواقع القريبة من حي السيتي لم تعد تقدر بثمن وسط تنافس شرس بين المليارديرات من أنحاء العالم عليها.
وعلى صعيد المخاوف من حدوث حركة تصحيح في اسعار العقارات البريطانية، قال عقاريون في لندن لـ" العربي الجديد" إن المخاوف من هبوط العقارات الفاخرة في مناطق لندن الاستراتيجية غير مبرر.
وبرروا ذلك بالقول إن الطلب يأتي من أثرياء أجانب وإن المشترين لا يحتاجون الى قروض عقارية وانما يدفعون أثمان الشقق نقداً.
من جانبها قالت روزي خلاسكي من وكالة "بيتشام ستيت" المتخصصة في العقارات الفاخرة لـ" العربي الجديد": "لا أعتقد أن العقارات الفاخرة في مناطق لندن الاستراتيجية ستهبط  .... سوق العقارات الفاخرة في لندن قوي وزبائنه الاثرياء من كل أنحاء العالم".
وأضافت: "المستثمرون في هذه العقارات يستثمرون للأجل الطويل ويأتون من كل أنحاء العالم، يأتون من آسيا والشرق الاوسط واميركا اللاتينية ... إنهم يشترون العقارات البريطانية لحفظ ثرواتهم". ويلاحظ أن الاثرياء الذين يشترون العقارات البريطانية معظمهم من الاجانب الذين يدفعون نقداً.

وعما اذا كانت أزمة أوكرانيا ستؤثر على سوق العقارات الفخمة في لندن قالت: "لا أدري كيف تتطور الاحداث" ولكن حتى الآن لم ألحظ تراجعاً في مشتريات الاثرياء الروس.

يذكر أن عقاريين آخرين تخوفوا من أن تؤثر العقوبات الاميركية والاوروبية على سوق العقارات البريطانية.
وقال عقاري بريطاني لـ" العربي الجديد": لا أعرف بالتحديد حجم الاموال الروسية المستثمرة في السوق البريطاني ولكن حجم الاستثمارات الروسية في أنحاء أوروبا يقدر بحوالى 100 مليار دولار.

ولا توجد أرقام حتى الآن تشير الى حجم الاموال التي سحبتها روسيا وأثرياؤها من بريطانيا رغم أن تقارير أميركية ذكرت أن روسيا سحبت أكثر من 100 مليار دولار من موجوداتها في أميركا.
ولكن روزي خلاسكي تقول إن أية أزمة عالمية "تكون مفيدة للعقارات البريطانية الفاخرة، لأن أثرياء البلد المتأزم يبحثون عن ملاذ آمن ودائماً ما تكون لندن المكان الانسب".
وقالت ان أول ما يفعله الاثرياء الاجانب حينما يحضرون الى لندن يشترون مسكناً في مكان استراتيجي.
من جانبه توقع عقاري عربي يتابع العقارات الفاخرة في لندن لصالح بعض الوكالات العقارية لـ"العربي الجديد": "بعض  المستثمرين الاجانب سيحاولون الخروج من السوق البريطاني قبل حلول ابريل/ نيسان المقبل، وهو موعد أوان الضريبة البريطانية على ارباح رأس المال". 

وقال إن المستثمرين الاذكياء سيحاولون تفادي دفع هذه الضريبة، خاصة الذين أشتروا في فترات الاسعار المنخفضة ثم بعد ذلك ربما يعودون للسوق بعد تطبيق الضريبة".
ويقول إن العامل الثاني الذي سيؤثر في العقارات الفاخرة البريطانية هو الانتخابات البريطانية المقبلة في العام 2015 .
وأشار الى أن هذه الانتخابات ربما تؤدي الى تغيير حكومة التحالف الحالية.
يذكر أن الحكومة البريطانية أتبعت اسلوب تحفيز أثرياء العالم من الدول التي تعيش حالة عدم استقرار.
ويتمثل هذا التحفيز في منح الاجانب الذين يستثمرون في بريطانيا الاقامة الدائمة وفرصة الحصول على الجنسية البريطانية في فترة ثلاث سنوات أو خمس سنوات.
وحسب قوانين الاقامة البريطانية فان الاجنبي الذي يستثمر مبلغ ربع مليون جنيه استرليني" حوالى 400 الف دولار" في مشاركة تجارية في بريطانيا أو شراء شركة توظف على الاقل اربعة أشخاص بريطانيين أو أوروبيين يعطى اقامة دائمة فوراً.
وفي حال استثمار الاجنبي لمبلغ مليون جنيه استرليني (1.65 مليون دولار) فسيحصل الاجنبي على الجواز البريطاني في 5 سنوات واذا أستثمر 10 ملايين جنيه استرليني فانه سيحصل على الاقامة فوراً والجواز في ثلاث سنوات.
وقال عقاري عراقي: "هذه الاغراءات عادة ما تساهم في انعاش العقارات الفاخرة لان الاستثمار في العقار مضمون ولا يتضمن التعقيدات التي تشملها الاستثمارات التجارية الاخرى".

 

دلالات

المساهمون