إيران تدخل منطقة الخليج عبر بوابة عُمان الاقتصادية

إيران تدخل منطقة الخليج عبر بوابة عُمان الاقتصادية

12 مارس 2014
إيران تعزز علاقاتها مع سلطنة عمان
+ الخط -
يقوم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي تعهد بالعمل على تحسين علاقات بلاده مع دول الجوار العربي، بزيارة سلطنة عمان في أول رحلة له إلى دولة عربية منذ توليه منصبه العام الماضي.

ويرافق الرئيس الإيراني في زيارته التي بدأت اليوم الأربعاء، وتستغرق يومين، وفد اقتصادي رفيع المستوى، في مسعى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتقع إيران وعمان على جانبي مضيق هرمز الاستراتيجي، وهو الممر البحري الواقع عند فم الخليج والذي يمر عبره خُمس نفط العالم.

وكان سلطان عمان قد زار إيران يوم 25 أغسطس/آب الماضي، في زيارة هي الأولى لزعيم عربي لطهران بعد تولي حسن روحاني رئاسة إيران في الشهر نفسه.

وعرقلت سلطنة عمان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي مباحثات جادة كانت تقودها السعودية لتطوير مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة "الاتحاد" بين دوله الست (السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان)، عندما ارتأت أن المقصود من ذلك الاتحاد هو إيران، التي تخشى السعودية وبعض دول الخليج من نفوذها في المنطقة.

وعلل مراقبون وقتها رفض سلطنة عمان للاتحاد الخليجي، وهو رفض لم يُعلن عنه من قبل، بصداقتها مع إيران، التي تضعها الرياض نصب أعينها وتتخذ منها غريماً تتوخى الحذر منه، حيث إن الدافع الأول وراء إلحاح السعودية على الاتحاد في هذا التوقيت هو تخوفها من إيران في ظل الاتفاق النووي الجديد.

ويتوقع أن تستأنف مسقط وطهران المفاوضات حول تصدير الغاز والنفط الإيرانيين إلى عُمان، وتطوير حقول غاز مشتركة في عرض البحر، وكان البلدان قد وقّعا في العام 2009 اتفاقاً لبناء أنبوب غاز مشترك بينهما، يبلغ طوله 200 كلم.

واستغلت سلطنة عمان علاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة وإيران، في لعب دور الوسيط بينهما، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية في عام 1980، حيث توسطت السلطنة لإطلاق سراح 3 أميركيين احتجزتهم طهران عام 2011، وعالم إيراني احتجزته الولايات المتحدة في العام ذاته، بتهمة انتهاك العقوبات الأميركية.

وتتولى مسقط تمثيل المصالح الإيرانية لدى بريطانيا منذ إغلاق السفارة الإيرانية في لندن، إثر هجوم على البعثة البريطانية في طهران في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

وفي الوقت الذي تتراجع فيه دول الخليج عن قائمة الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، تستفيد (السلطنة) من حلفاء إيران خارج المنطقة، إذ تبرز الصين كأكبر مشتر لنفط سلطنة عمان في السنوات الأخيرة، حيث استوردت بكين أكثر من 20 مليون طن من نفط عمان في عام 2012، بزيادة قدرها حوالى 8% مقارنة مع عام 2011، فيما اشترت بكين نحو 14.5 مليون طن من نفط السلطنة حتى نهاية يوليو/ تموز 2013، وفق ما أعلنه السفير الصيني لدى مسقط وو جيوهونج، في سبتمبر/ أيلول الماضي.

ووصل حجم التبادل التجاري بين الصين وسلطنة عمان إلى نحو 18.8 مليار دولار خلال العام الماضي 2012، ونحو 9.12 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي 2013.

 

المساهمون