10.7 ملايين دولار من "إعمار" لصندوق "تحيا مصر"

10.7 ملايين دولار من "إعمار" لصندوق "تحيا مصر"

15 اغسطس 2022
سبق وتبرعت الشركة بقطعة أرض مساحتها 15.6 ألف متر بقرية "مراسي" السياحية (فرانس برس)
+ الخط -

وافق مجلس إدارة شركة "إعمار مصر للتنمية"، برئاسة رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، على التبرع بمبلغ 206 ملايين جنيه (10.75 ملايين دولار) لصندوق "تحيا مصر" الخاضع لإشراف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعوى تطوير وتنمية قرية سيدي عبد الرحمن بمركز العلمين في محافظة مطروح غربي البلاد.

وقالت الشركة، في إفصاح للبورصة المصرية، الإثنين، إن هذه التبرعات سيجري صرفها خلال عامي 2022 و2023، مشيرة إلى أنها أقرت سلسلة من التبرعات للصندوق خلال عامي 2020 و2021، بغرض المساهمة الاجتماعية في تنمية الأماكن المحيطة بمنطقة سيدي عبد الرحمن المطلة على البحر المتوسط.

قرار الشركة الإماراتية بالتبرع للصندوق غير الخاضع لأي نوع من الرقابة على أوجه إنفاقه يهدف إلى عودة أعمال التكريك في قرية "مراسي" بمنطقة الساحل الشمالي، وهو منتجع سياحي مخصص للأغنياء أنشأته الشركة على بعد 125 كيلومتراً من مدينة الإسكندرية، والتي أوقفتها وزارة البيئة المصرية بسبب تعرض العديد من شواطئ القرى السياحية المجاورة للمنتجع للنحر.

وأنشأت الشركة مرسى عملاقاً لليخوت (مارينا)، تسبب في منع حركة الأمواج والرمال المتجهة من الغرب للشرق، ما دفع الوزارة إلى تشكيل لجنة عاجلة -تحت ضغط مواقع التواصل الاجتماعي- للتعرف على أسباب النحر، إذ تبين من المعاينات والقياسات الكيميائية الميدانية لنوعية المياه وجود عكارة بنسب مختلفة، أعلى من معدلاتها الطبيعية، في المنطقة الشاطئية لبعض القرى السياحية نتيجة أعمال التكريك في "مراسي".

وكان مجلس إدارة الشركة الإماراتية قد وافق، في 4 مارس/ آذار 2021، على التبرع للحكومة بقطعة أرض مساحتها 15.6 ألف متر بقرية "مراسي" السياحية، بحجة استخدامها في الأغراض الأمنية على ساحل البحر المتوسط، غير أنها سرعان ما تحولت إلى قصور وفيلات تابعة لمؤسسة الرئاسة، وجهاز المخابرات العامة.

ويمتد الساحل الشمالي في مصر بطول 1050 كيلومتراً، من رفح شرقا على شبه جزيرة سيناء إلى السلوم غرباً على الحدود المصرية الليبية، وهو واحد من أطول سواحل البحر المتوسط في شمال أفريقيا، ويتميز بمياهه الزرقاء، ورماله الناعمة.

وقرى الساحل الشمالي لم تعد مجرد وجهة يذهب إليها المصريون هرباً من درجة الحرارة المرتفعة في الصيف، لكنها باتت موقعاً متميزاً يقتصر على "علية القوم"، وتعكس مظاهر الثراء المنتشرة بين فئة محدودة من المجتمع، في تناقض واضح مع أوضاع عشرات الملايين من المصريين البسطاء، الذين يئنون تحت وطأة الفقر والغلاء، والظروف الاقتصادية الصعبة.

المساهمون