وزيرا طاقة السعودية والإمارات: خطة أوبك+ النفطية لصالح المستهلكين

وزيرا طاقة السعودية والإمارات: خطة أوبك+ النفطية لصالح المستهلكين

29 مارس 2022
صعوبة التنبؤ بمستقبل الطلب على النفط (Getty)
+ الخط -

دافع كل من وزيري الطاقة السعودي والإماراتي اليوم الثلاثاء عن خيار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومجموعة أوبك+ التي تقودها السعودية وروسيا، عدم زيادة الإنتاج وفقاً للمطالب الغربية خاصة الولايات المتحدة الأميركية، في ظل ارتفاع الأسعار إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتترقب الأسواق العالمية اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها المعروفين باسم أوبك+ يوم الخميس المقبل، في الوقت الذي يتابع فيه المستثمرون محادثات السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا.

وقاومت أوبك+ حتى الآن دعوات من الدول المستهلكة الرئيسية ومنها الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج. وتزيد أوبك+ الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر منذ أغسطس/آب، للتخفيف من أثر التخفيضات التي تم إجراؤها عندما أثرت جائحة كوفيد على الطلب.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في منتدى للطاقة في دبي اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة يجب أن تكون واقعية وتدرك أن تحالف المنتجين في أوبك+ يراعي مصالح المستهلكين.

وتابع أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تملي السياسات على غيرها. وشرح أن أميركا شريك مهم لنا جميعا ونحن نفتخر بتلك العلاقة وما نحتاجه هو النظر إلى أهداف الطاقة لا فرض إملاءات لما يجب القيام به.

وأكد أنه "نحتاج إلى فهمنا أن ما نقوم به هو لصالح المستهلكين"، متابعاً: "هدف التحالف النفطي هو تهدئة السوق وتوفير الكميات النفطية، وإذا طلبنا من أحد المغادرة فسنرفع الأسعار وهو ما يتعارض مع ما يريده المستهلكون". وقال: "من خبراتنا نعرف ما هو الصحيح لذا ثقوا بنا". 

واعتبر أن ثمة استثمارات مطلوبة وهناك حاجة إلى فصل السياسة عن إتاحة الطاقة وبأسعار معقولة. وأشار إلى أن المنطقة تتعرض لهجمات من المنظمات الإرهابية ويجب أن يتوقف ذلك إذا كنا سنلتزم بتطوير المزيد من الموارد في المستقبل.
ورأى أن "أمن الطاقة يمثل أولوية الآن، وتتجاهل بعض البلدان القدرة على تحمل تكاليف الطاقة، وهذا هو السبب في أن شركاء أوبك + يحاولون الحفاظ على النظام وجلب الموارد إلى السوق في وقت معقول بالنسبة لنا".

وأضاف أنه يعتقد بأن الطلب على النفط سينمو وإنه يشهد هذا النمو حالياً، لكنه أكد أنه من الصعب التنبؤ بمستقبل تقلب السوق، قضايا مثل ما إذا كانت إيران ستدخل إلى السوق أم لا، وسواء كان سيتم إجراء استثمارات أم لا في القطاع".
واعتبر أنه لا يمكن الضغط على بعض الشركاء خارج أوبك+ ويمكن للبلدان أن تختار من أين تشتري الموارد، ولا يمكننا أن نتخذ القرارات عن العالم. وأضاف "إننا شهدنا أزمات وحروبًا من قبل وبقينا في حالة تأهب ونجاح".

وأعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في المنتدى أنه إذا تعرض أمن إمدادات النفط للتهديد فإن الاقتصاد العالمي سيعاني. وشرح أن أمن الطاقة مضطرب بسبب هجمات الحوثيين.

ولفت إلى أن أمن الإمدادات يمثل أولوية الآن فيما بعض الدول تتجاهل مسألة القدرة على تحمل تكاليف الطاقة. وأشار إلى أن "هناك تاريخًا يمتد إلى 80 عامًا من القيام بكل شيء يمكّننا من أن نكون مزودين للطاقة المستدامة".

وشرح أنه لا يمكن الالتفات إلى تغير المناخ بدون النظر إلى أمن الطاقة. وأضاف: " نعمل بشكل جماعي لضمان أمن الطاقة، ودول الخليج نفذت المطلوب منها في تلك المسألة لكن ينبغي على الآخرين الوفاء بتعهداتهم".

وتابع أن "سبب نجاحنا في الحفاظ على أوبك وأوبك + هو أننا نناقش هذه الأمور بطريقة فردية حيث نركز بشكل أكبر على الأمور المشتركة والجيدة بغض النظر عن السياسة".

واعتبر أنه عندما "نأتي إلى منظمة أوبك + الجميع يترك السياسة خارج باب المبنى، إذا لم نفعل ذلك فلن نتعامل مع العديد من البلدان المختلفة في أوقات مختلفة، ولولا أوبك+ لما كنا نحتفل بسوق مستدامة للطاقة على الرغم من التقلبات الحالية، وإن الأمر كان ليكون أسوأ".

وقال وزير الطاقة السعودي إن المملكة ستملك فائضاً من طاقة إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يومياً بسبب زيادة الإنتاج ومزيجها من الطاقة. فيما شرح أن روسيا تنتج نحو 10 ملايين برميل يومياً ما يشكل قرابة 10% من الاستهلاك العالمي، وهي مساهمة كبيرة.
وقال إن الناس يركزون على القضايا الإقليمية دون النظر بشكل شامل إلى التأثير العالمي، مشيراً إلى أن المنطقة تواجه مخاطر متعددة، فيما بيان السعودية الأسبوع الماضي كان واضحا بخصوص عدم تحملها مسؤولية أمن الإمدادات.

وتراجعت أسعار النفط الخام في التعاملات الصباحية، الثلاثاء، دون 110 دولارات للبرميل بالتزامن مع استمرار إغلاقات في بعض المدن الصينية، مع عودة تفشي فيروس كورونا.
وأعلنت حكومة مدينة شنغهاي، أمس الإثنين، عن غلق مصانع ومرافق حيوية في المدينة، مع عودة تفشي فيروس كورونا، ما يعني تراجع الطلب على النفط الخام.
وبحلول الساعة 07:00 (ت.غ)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يونيو/حزيران بنسبة 0.72 بالمئة أو 79 سنتا إلى 108.69 دولارات للبرميل.
كما تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم مايو/أيار بنسبة 0.80 بالمئة أو 84 سنتا إلى 105.10 دولارات للبرميل.
والصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 10 ملايين برميل يوميا، وثاني أكثر مستهلك له بعد الولايات المتحدة بمتوسط يومي 13 مليون برميل.

(الأناضول، رويترز)

المساهمون