نقص المواد الأولية الروسية والأوكرانية يهدد صناعة السيارات الألمانية

نقص المواد الأولية الروسية والأوكرانية يهدّد صناعة السيارات الألمانية

07 مارس 2022
بوتين عندما كان رئيساً للوزراء وافتتح مصنع فولكسفاغن في كالوغا سنة 2009 (فرانس برس)
+ الخط -

تتوقع تقارير متخصصة أن يكون للاجتياح الذي تنفذه القوات الروسية في أوكرانيا عواقب وخيمة على صناعة السيارات الألمانية، وأن تؤدي الحرب إلى نقص شديد في قطع الغيار.

في السياق، اعتبر اتحاد صناعة السيارات أنه سيكون هناك مزيد من إعاقة الإنتاج في ألمانيا، والافتقار إلى أجزاء مهمة مصدر صناعتها المواد الخام الشحيحة الآن من المصدر. 

وفي هذا السياق، ذكرت "بزنس إنسايدر دويتشلاند" أنه في مصانع "بي إم دبليو" في ميونخ ودينغولفينغ وشتاير، وفي المصانع الصغيرة في أوكسفورد وهولندا، ستقف خطوط الإنتاج خلال الفترة القريبة المقبلة، بسبب نقص أحزمة الكابلات من أوكرانيا.

ونقلت عن الاتحاد أن العمليات العسكرية ستقيد عمليات النقل مع وقف الإنتاج في الشركات الموردة، وعلى المدى القصير، سيكون هناك انخفاض في المعروض، لا سيما أن هذه الأنواع من ضفائر الأسلاك التي تعتبر مكونا أساسيا يتم تصنيعه في كثير من الأحيان وفقا لكل طراز من طرازات المركبات، وحيث تزود أوكرانيا إضافة إلى تونس، بشكل خاص، المصنعين الأوروبيين بهذه القطع، ولا إمكانية لإعادة ترتيب الإنتاج في وقت قصير. 

إلى ذلك، يتوقع خبراء من "اتحاد الصناعات الألمانية" حدوث نقص في المواد الخام المخصصة للتصنيع، مثل غاز النيون والبلاديوم والنيكل، وحيث تعتبر أوكرانيا أحد أكبر موردي النيون، وهذا سيترك أثره بشكل خاص على إنتاج أشباه الموصلات في أوروبا، وحيث يجرى استخدام أشعة الليزر عالية الأداء التي تتطلب من بين أمور أخرى الغاز الخامل.

عدا ذلك، سيترك نقص البلاديوم، نوع من المواد الخام المهمة لإنتاج بطاريات الليثيوم الذي يتم استيراده من روسيا إلى ألمانيا، أثره السلبي على الإنتاج، علما أن البلاديوم لا يمكن الاستغناء عنه كونه يكثف الحركة الكهربائية التي تولد الطاقة من البطارية، ناهيك عن مادة خام النيكل التي تعتبر روسيا أحد أهم مصادرها.

وهذا ما أرهق شركة "ليوني"، مورّد لقطع إنتاج أسلاك السيارات ومقرها نورمبرغ، التي تحاول البحث عن بدائل لتعويض خسارة الإنتاج الناجمة عن إغلاق مصنعين أوكرانيين في ستريي وكولوميغا، وحيث يضم كلا المصنعين نحو 7000 عامل.

ووفقا لـ"مؤسسة التنمية الاقتصادية الأوكرانية" (أوكران إنفست)، توجد 22 شركة أجنبية في أوكرانيا تصنع قطع غيار للسيارات في 38 موقعا.

وكانت العديد من شركات السيارات الألمانية أعلنت أخيرا تقييد أعمالها في روسيا، وفي مقدمتها شركة "فولكسفاغن" التي أوقفت صادراتها إلى روسيا بمفعول فوري، وأنه سيتم تعليق الإنتاج، ولديها حوالي 4000 موظف في مناطق كالوغا جنوب غرب موسكو، ونيجني نوفغورود شرقا حتى إشعار آخر، ولن يجرى تسليم السيارات الجاهزة الموجودة في روسيا إلى التجار المحليين.

وإضافة إلى ذلك، ستعلق المجموعة تصدير المزيد من علاماتها التجارية من سيارات وشاحنات صغيرة إلى روسيا، فضلا عن إنهاء عمليات التصنيع على الأراضي الروسية.

وبينت المجموعة أنه سيكون هناك تباطؤا للإنتاج في مصانع فولسبورغ وهانوفر الألمانيتين، ولتبرز الشركة عبر مدير المشتريات مورات إكسل ومدير الموارد البشرية غونار كيليان أنها أعلمت القوى العاملة لديها بالصعوبات التي تواجهها عوامل الإنتاج جراء الحرب في أوكرانيا، وتأمل "فولكسفاغن" في أن تنتهي الأعمال العدائية بسرعة، والعودة إلى أساليب الحل الدبلوماسي.

كذلك، أشارت "ميركور أونلاين" إلى أن شركة "بورشه" علقت إنتاج مصنع لايبزيغ، حيث يتم تجميع نحو 600 مركبة يوميا من نوع "باناميرا" سيدان و"ماكان" الرياضية، مع استمرار الإنتاج في مصنع تسوفنهاوزن.

أما "دايملرتراك" فتعتزم إيقاف أنشطتها التجارية في روسيا، ووقف تعاونها مع الشركة المصنعة للشاحنات الروسية "كاماز"، وبيع حصتها البالغة 15% للأخيرة، وهي اضطرت لوقف إنتاج شاحنات "مان" في مصنعها الروسي بسانت بطرسبورغ. 
كما ستعمد شركة "بي إم دبليو" إلى وقف تصدير سياراتها وكذلك عمليات إنتاج أكبر مصنع أوروبي في دينغولفينغ.

المساهمون