موجة الحرارة تُربك حسابات المزارعين المغاربة

موجة الحرارة تُربك حسابات المزارعين المغاربة

20 اغسطس 2023
الحرارة تهدد محصول الطماطم بالمغرب (getty)
+ الخط -

يستعجل مزارعون الحكومة المغربية من أجل مساعدتهم بهدف تجاوز الخسائر التي تكبدوها جراء تضرر الخضر والفواكه من الحر الشديد الذي عرفته المملكة المغربية في الفترة الأخيرة، مؤكدين أن ذلك قد ينعكس سلباً على تموين السوق الداخلي والتصدير.

وسجلت منطقة سوس ماسة، التي تُعَدّ أهم منتج للخضر والفواكه بالمغرب، بين الحادي عشر والثالث عشر من أغسطس/آب الجاري، درجات حرارة غير مسبوقة، وصلت في أكادير إلى 50.4 درجة و48.2 درجة و48.3 درجة مئوية.

وقد ساهمت هذه الموجة الحرارية الشديدة في حدوث عواصف رعدية مصحوبة بعواصف غبارية في العديد من المناطق بالأطلس الكبير والمناطق المجاورة.

وتوفر هذه المنطقة 90 في المائة من الطماطم التي تعرض في السوق المغربية، وأدت موجة الحرارة إلى إتلاف جُلّ الشتلات الفتية، وذلك نتيجة تزامن الموجة مع مرحلة غرس الخضر والفواكه تحت البيوت المغطاة التي تزرع في أغسطس/آب.

وتذهب جمعية المنتجين والمصدرين للخضر والفواكه، إلى أن هذه الظروف يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطراب في برامج تموين السوق الداخلية والتصدير بالكميات وفي المواعيد المحددة بالبلاد. 

وأدت موجة الحرارة إلى تكبد مزارعين خسائر كبيرة والسعي لتعويض الشتلات المتضررة، ما دفع الجمعية إلى الاستنجاد بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه الغابات.

وتطالب الجمعية التي تمثل مصالح المنتجين والمصدرين بحصر الخسائر الكبيرة والمالية الناجمة عن موجة الحر، لبلورة برنامج استعجالي استثنائى بهدف دعم المنتجين، بما يساعد على توفير غرس جديد.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وتؤكد الجمعية أن خسائر كبيرة أصابت استغلاليات الموز والفواكه والحوامض والزيتون، مشددة على أنه إلى الآن لم تُحصَر الخسائر بالنظر لأهميتها وحجمها.

ويوضح رئيس الفيدرالية المهنية لمنتجي الخضر والفواكه، الحسين أضرضور في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الحرارة أثرت في الخضر أكثر من الفواكه. 

ويشير إلى أن الوضعية الناجمة عن الحرارة يمكن أن تؤثر بالتصدير الذي ينطلق موسمه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل لبعض الخضر والفواكه، كذلك ستنعكس على تزويد السوق المحلية.
وعانى مزارعون في الموسم الماضي من تأثير نقص التساقطات المطرية بالعديد من القطاعات الزراعية التي تراجعت قيمتها المضافة في العام الحالي. فلم تأتِ التساقطات المطرية في مستوى توقعات المزارعين في المغرب للعام الثاني على التوالي، ما دفع إلى المخاوف من تراجع محاصيل بعض الخضر والفواكه، وهو ما سيساهم في رفع تكاليف الإنتاج، وبالتالي ارتفاع التضخم.

وتأتي موجات الحر الشديد الذي بدأت نذره منذ مايو/أيار الماضي وسط المخاوف من تراجع إنتاج الخضر والفواكه.

وكان الجفاف وارتفاع أسعار المدخلات وضعف تنظيم السوق قد سببت زيادات قوية في أسعار الخضر في النصف الأول من العام الجاري، حيث ارتفعت أسعار الطماطم والبصل البطاطس، التي يرتفع استهلاكها كبيراً في المملكة. وهنالك مخاوف من أن تسبب موجة الحر تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار، كما حدث في العام الماضي، علماً أن الحكومة تراهن في العام المقبل على خفض التضخم إلى 3.4%، مقابل توقعات أن يرتفع إلى نحو 5.6 في المائة في العام الحالي.

وتشير تقارير المندوبية السامية للتخطيط، إلى أن التضخم بلغ 5.5 في المائة في الستة أشهر الأولى من العام الجاري، ويعزى ذلك أساساً إلى ارتفاع أسعار الغذاء، الذي ارتفعت أسعاره بنسبة 12.7 في المائة في يونيو/حزيران الماضي، مقابل ارتفاع أسعار السلع غير الغذائية بنسبة 0.6 في المائة.

المساهمون