موانئ أوكرانيا استعادت نشاطها مع انطلاق مركز تصدير الحبوب في إسطنبول

موانئ أوكرانيا استعادت نشاطها مع انطلاق عمل مركز تصدير الحبوب في إسطنبول

27 يوليو 2022
تجهيز شحنات روسية للتصدير عملاً بالاتفاق القاضي بتسهيل حركة بواخرها أيضاً (الأناضول)
+ الخط -

باشرت الموانئ الأوكرانية عملها لتصدير الحبوب مباشرة بعدما شهدت مدينة إسطنبول رسميا، اليوم الأربعاء، تدشين مركز تنسيق صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، بموجب الاتفاقات الموقعة في 22 يوليو/تموز مع روسيا برعاية أممية ووساطة تركية، فيما حذرت موسكو من أن الاتفاق قد ينهار إذا لم تتم إزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية فورا.

وبموجب الاتفاقات المبرمة لمدة 4 أشهر بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، سيُجري هذا المركز عمليات تفتيش للسفن عند إبحارها ولدى وصولها إلى إسطنبول للتحقق من أنها لا تنقل إلا الحبوب، وبالتالي لا تنقل أسلحة يمكن استخدامها في الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا.

وبذلك سيتم استئناف الشحنات للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الفائت.

وكشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن تفاصيل المركز في حفل أقيم بعد 5 أيام من توقيع موسكو وكييف على صفقة تهدف إلى توصيل القمح والحبوب الأخرى عبر البحر الأسود من 3 موانئ أوكرانية محددة.

وسيضم المركز مسؤولين مدنيين وعسكريين من الطرفين المتحاربين ومندوبين من تركيا والأمم المتحدة.

وتتمثل مهمة هؤلاء الأساسية بمراقبة الممر الآمن لسفن الحبوب الأوكرانية على طول الخطوط المحددة، والإشراف على تفتيشها بحثا عن الأسلحة المحظورة في الطريق إلى البحر الأسود والخروج منه.

وقال أكار للصحافيين في كلمته الافتتاحية إن "الموظفين العاملين في هذا المركز يدركون أن أعين العالم شاخصة الآن إليهم، ونأمل أن يقدم المركز أكبر مساهمة ممكنة للاحتياجات الإنسانية والسلام"، مشيرا إلى أن ثلث إمدادات القمح في العالم تأتي من روسيا وأوكرانيا.

كما توقع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن تنطلق السفن المحملة بالحبوب بموجب اتفاق إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا في غضون أسبوعين. وأكّد، في تصريحات لوكالة بلومبيرغ، الأربعاء، أن توقيع اتفاق إسطنبول تم بعد التوصل إلى توافق بين روسيا وأوكرانيا.

ولفت إلى أن هذا التطور في حال استمراره وحصوله على دعم جميع الأطراف، فإن من شأنه أن يساعد أيضًا على بناء الثقة بين الطرفين لإعداد الأرضية اللازمة لتوقيع اتفاقيات وقف إطلاق نار وتبادل أسرى وإحلال السلام.

وأوضح قالن أن مركز التنسيق المزمع إنشاؤه في إسطنبول (للإشراف على شحن الحبوب)، سيضم ممثلين عن 4 أطراف. وقال إن تركيا شعرت بالانزعاج عندما وقع هجوم السبت الماضي (على ميناء أوديسا الأوكراني)، وبحثت الموضوع على الفور مع الجانبين الروسي والأوكراني.

وأشار إلى أن تركيا تنتظر من جميع الأطراف الالتزام تمامًا بشروط اتفاق شحن الحبوب الذي يخدم الروس والأوكرانيين. وتابع المتحدث: "يمكننا أن نتوقع انطلاق السفن الأولى في غضون أسبوعين، وهذا مرتبط إلى حد ما بمدى استعداد الدولتين لذلك".

وكشف عن أن الاتفاق أبرم لمدة 4 أشهر، لكن يمكن تمديده بشكل تلقائي في حال التوصل إلى توافق بين الطرفين. وشدّد على أن عمليات الشحن لا تشمل سوى منتجات الحبوب، وستخضع السفن المحملة بها للرقابة في كل المراحل بإشراف مركز التنسيق بإسطنبول.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص بدأوا في مواجهة "الجوع الحاد" في جميع أنحاء العالم كنتيجة مباشرة للحرب، علما أن أسعار القمح انخفضت بحدة بعد ساعات من توقيع صفقة الحبوب في إسطنبول.

عمليا، أعلنت البحرية الأوكرانية، الأربعاء، أن الموانئ الأوكرانية الثلاثة المخصصة لتصدير الحبوب "استأنفت عملها"، على الرغم من أنه لا يزال يتعين بذل الجهود لضمان سلامة القوافل.

وقالت البحرية الأوكرانية على تطبيق تلغرام "في إطار توقيع اتفاق حول فتح الموانئ الأوكرانية لتصدير الحبوب، استأنفت موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني (بيفديني) العمل".

لكن نائب وزير الخارجية الروسي آندريه رودينكو حذر، اليوم الأربعاء، من أن الاتفاق قد ينهار إذا لم تتم إزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية فورا. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن رودينكو قوله إن شحنات الحبوب من أوكرانيا ستبدأ قريبا، وعبر عن أمله في أن يستمر الاتفاق.

المساهمون