مصر: وفرة البنجر تتسبب بأزمة مع مصانع السكر
تسببت وفرة محصول بنجر السكر (الشمندر السكري) في مصر بأزمة بين المزارعين ومصانع السكر، على ضوء تأخر المصانع في استلام الكميات، ما استدعى تدخلاً حكومياً لإنهاء الأزمة، إذ تسعى الدولة إلى الاقتراب من معدلات الاكتفاء الذاتي في هذه السلعة الأساسية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الزراعة في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ زيادة الكميات المزروعة هذا العام من بنجر السكر والتي وصلت إلى نحو 640 ألف فدان، بزيادة 100 ألف فدان عن العام الماضي، فضلاً عن الزراعات العشوائية، أدت إلى زيادة المحصول والضغط على الشركات التي تأخرت بدورها في استلام الإنتاج من المزارعين.
وأشار المسؤول إلى أنّه كان يفترض أن تكون نهاية موسم التوريد في 10 يونيو/حزيران الجاري، لكن، نتيجة تأخر عمليات التسليم، سيمتد الموسم شهراً آخر.
وتوقع اقتراب مصر من الاكتفاء الذاتي في السكر هذا العام بإنتاج نحو 3 ملايين طن، بينما يصل الاستهلاك إلى حوالي 3.3 ملايين طن، على أن تبدأ مصر في تصدير السكر العام المقبل.
ولفت إلى أهمية رفع سعر توريد البنجر عن 500 جنيه (31.8 دولارا) للطن، خصوصاً أنّ السعر الحالي لا يحقق هامش الربح المناسب للمزارعين، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السكر في البورصة العالمية.
وكان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، قد أعلن أنّه تواصل مع بعض رؤساء شركات السكر لحلّ أزمة توريد البنجر، والتأكد من تفعيل الزراعة التعاقدية بين الشركات والمزارعين، لافتاً إلى أنّه جارٍ إنهاء الأزمة بالتنسيق بين وزارتي الزراعة والتموين.
وقال حمادة أبو زيد، أحد كبار مزارعي البنجر، إنّ تأخر شركات السكر في تسلم المحصول من المزارعين، أدى إلى فساد جزء منه وإصابته بالعفن، عقب حصاده وتخزينه على الطرق لأكثر من 10 أيام، بالإضافة إلى أنّه فقد الكثير من وزنه، بما يعادل 20%، وذلك في ظلّ ارتفاع درجة الحرارة.
وأضاف أبو زيد في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ زيادة المحصول ترجع إلى دخول الجيش مجال الإنتاج، بالإضافة إلى الزراعات العشوائية غير التعاقدية.
وكانت مصر قد شهدت أزمة سكر عام 2016. وإلى جانب البنجر الذي يدخل في إنتاج السكر، تجري زراعة قصب السكر الذي تقدر المساحة المزروعة به وفق مجلس المحاصيل السكرية، التابع لوزارة الزراعة، بنحو 340 ألف فدان، تنتج حوالي 900 ألف طن من السكر.
واستهلكت مصر العام الماضي نحو 3.2 ملايين طن من السكر، غطى الإنتاج المحلي 2.5 مليون طن منها، وجرى استيراد 700 ألف طن.
