مشروع الغاز المسال الأميركي في ألاسكا يفشل في الحصول على تمويل

مشروع الغاز المسال الأميركي في ألاسكا يفشل في الحصول على تمويل

29 يناير 2024
ثلاثة باحثين يوقدون نار التدفئة من الغاز المتجمد في ألاسكا (Getty)
+ الخط -

لعقود، حلم زعماء ولاية ألاسكا ببناء خط أنابيب للغاز الطبيعي المسال يشبه خط أنابيب النفط التابع لشركة كونوكو فيليبس، الذي يبلغ طوله 800 ميل، عبر ألاسكا، يمكنهم من تصدير الثروة الهائلة من الغاز إلى الأسواق خارج الولاية، وتوفير وقود تدفئة أرخص لسكان ألاسكا وتوليد الآلاف من مشاريع البناء والوظائف.

وحسب تقرير في نشرة "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة مساء الأحد، طُرحت فكرة مشروع الغاز المسال لأول مرة من قبل الحاكم الجمهوري السابق لولاية ألاسكا شون بارنيل، منذ أكثر من عقد من الزمن.

وتقدر قيمة تمويل مشروع الغاز الطبيعي المسال الذي تسعى إليه الولاية بنحو 43 مليار دولار. وتتبنى المشروع شركة "ألاسكا غازلاين ديفولوبمنت" الحكومية، ولكن لجنة مجلس الشيوخ الأميركي رفضت تقديم أية تمويلات له.

وحسب "أويل برايس"، وصل الرفض إلى ذروته يوم الاثنين الماضي، بعد أن قدمت إدارة حاكم ألاسكا الجمهوري مايك دونليفي للجنة المالية بمجلس الشيوخ طلب ميزانية بقيمة 4.5 ملايين دولار للمشروع، ولكنها قوبلت برد فعل وأسئلة حادة من قبل ثلاثة أعضاء في اللجنة.

ويهدف المشروع إلى تصدير الغاز المسال المنتج في ألاسكا إلى الأسواق الآسيوية، وسيمكن الولاية من استغلال حقول الغاز الهائلة في خليج برودهو وبوينت تومسون المملوكة لشركة كونوكو فيليبس وشركة إكسون موبيل وهيلكورب. ومن ثم سيمتد خط أنابيب الغاز بطول 800 ميل جنوبًا إلى شبه جزيرة كيناي، حيث سيقوم مصنع للغاز الطبيعي بتسييل الغاز قبل تحميله على ناقلات متجهة إلى آسيا.

وحسب تقرير "أويل برايس"، من المتوقع أن تنتج حقول نورث سلوب في ألاسكا حوالي 3.5 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميًا، وهو ما يكفي لتلبية ربع استهلاك اليابان من الغاز.

وقال التقرير الصادر مساء الأحد: "لسوء الحظ، لم يتحقق هذا الحلم أبدًا، حيث يكافح المشروع حتى الآن لتجميع تمويل من شركات النفط الراغبة في بيع غازها بسعر تنافسي أو من المستثمرين". 

والمشروع مؤهل للحصول على عشرات المليارات من الدولارات من ضمانات القروض الفيدرالية في أميركا، لكن لم يحصل على هذا التمويل، وفق التقرير نفسه.

وقد كثف المسؤولون المنتخبون على مستوى الولاية في ألاسكا جهودهم لدفع المشروع منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل عامين بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا. وفي عام 2022، قدم السيناتور الجمهوري الأميركي دان سوليفان شركة ألاسكا للغاز الطبيعي المسال إلى المستثمرين والمشترين المحتملين في آسيا، بمساعدة رام إيمانويل، سفير الولايات المتحدة لدى اليابان، على أمل الحصول على تمويل خارجي، ولكن من دون جدوى.

ويسعى المسؤولون في ألاسكا حاليًا للعثور على مستثمرين أو شركاء لتوفير مبلغ 150 مليون دولار، الذي تحتاجه شركة "ألاسكا غازلاين ديفلوبمنت ـ AGDC" لإنهاء أعمال الهندسة والتصميم المطلوبة قبل اتخاذ قرار الاستثمار النهائي، ولكنها لم تحصل على هذا المبلغ. وتعرض شركة AGDC ملكية أكثر من نصف شركة ألاسكا للغاز الطبيعي المسال في سبيل الحصول على تمويل المشروع بأكمله، مع تمويل تكاليف البناء إلى حد كبير من قبل المستثمرين أو مشتري الغاز. ولكنها حتى الآن، لم تجد أحدا لقبول العرض.

وفي شهر يوليو/ تموز الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن العملاء المحتملين في اليابان وكوريا الجنوبية كانوا يتطلعون نحو مشاريع الغاز الطبيعي المسال الأكثر تنافسية في أماكن أخرى من العالم.
ومع ذلك، فقد كشفت مصادر مطلعة على التفاصيل الجوهرية للمشروع أن شركتين تدرسان الأمر بجدية، من بينهما شركة Venture Global LNG، وهي شركة ناشئة ناجحة لديها مصنع لتصدير الغاز الطبيعي المسال في لويزيانا، ولكنها تواجه حاليًا خطرًا قانونيًا في نزاع مع كل من شركة شل وشركة بريتش بتروليوم وثلاث شركات أخرى تسعى للحصول على مليارات الدولارات منها من خلال التحكيم، بسبب ما تزعم أنه الفشل في الوفاء بالعقود طويلة الأجل التي جرى التفاوض عليها مسبقًا مع عمالقة الطاقة الأوروبيين.

المساهمون