ليبيا: تهافت على تخزين السلع والأدوية بسبب أوميكرون

ليبيا: تهافت على تخزين السلع والأدوية بسبب أوميكرون

05 ديسمبر 2021
سوق في طرابلس (فرانس برس)
+ الخط -

يتوافد الليبيون على الأسواق والصيدليات لشراء كميات من السلع والأدوية، خوفاً من تداعيات سلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا على مختلف الأنشطة، ودخول البلاد في حالة إغلاق على غرار ما حدث العام الماضي، بينما تؤكد الحكومة أنّ الأوضاع الصحية لا تدعو إلى إغلاق أو تخزين السلع.

في سوق سلطان هوم بمنطقة السياحية في طرابلس تتزايد حركة المتبضعين وسط ازدحام ملحوظ. وتقول المواطنة زينب اللموشي لـ"العربي الجديد" إنها جاءت لغرض شراء السلع الأساسية تحديداً، واشترت مؤناً بقيمة ثلاثة أشهر على الرغم من ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة.

ويعبر المواطن سعد التاورغي، عن مخاوفه من احتمال حدوث شح في السلع حال دخول البلاد في إغلاق بسبب أوميكرون، قائلاً: "لا يوجد مخزن إستراتيجي للسلع الأساسية لدى الحكومة، لا يوجد سوى الوعود، بينما المتحور الجديد من كورونا قد يستبب في إقفال جديد، بينما هناك ضغوط معيشية بالأساس".

كما يشير أبو القاسم بوغرارة إلى أنه اشترى كميات إضافية من السلع الغذائية والبنزين والدواء لغرض تخزينها، لافتاً إلى أنّ الأوضاع الصحية غير مطمئنة عالمياً. وقال بوغرارة لـ"العربي الجديد" إنّه مع نقص السيولة بالمصارف التجارية، لجأ للشراء بالصك المصرفي (شيك) بسعر يفوق الكاش بنحو 25% لتغطية احتياجات أسرته المكونة من أربعة أشخاص، مضيفاً: "من خلال التجربة السابقة فإنّ الحكومات لا توجد لديها أي مبادرات".

ويأتي التهافت على شراء المزيد من السلع بغية تخزينها، في الوقت الذي يؤكد تجار وموردون أنّ هناك نقصاً في السلع الأساسية، من بينها الأرز وزيت الطعام والحليب.

وقال رمضان الفزاني، صاحب شركة استيراد وتصدير، إنّ الأسعار شهدت زيادة ملحوظة بسبب الطلب المتزايد على السلع الأساسيّة وقلة العرض، لافتاً إلى أنّ بعض الموردين لا يملكون مخزوناً جيداً يكفي حتى أقل من 40 يوماً.

بدوره، قال الخبير الاقتصادي طارق الغرابلي لـ"العربي الجديد" إن هناك مشكلات اقتصادية أعمق في حالة حدوث إغلاق جديد، فالحكومة تعتمد بشكل أساسي على الإيرادات النفطية لتغطية الإنفاق العام، وهناك احتمالات بانخفاض أسعار النفط عالمياً، فضلا عن أن المصرف المركزي قام بتخفيض قيمة العملة مطلع العام الحالي، وذلك بعد تراجع احتياطي النقد الأجنبي، وللقضاء على الفجوة بين سعر صرف العملات الأجنبية في السوقين الرسمي والموازي (السوداء).

في السياق، أكد الخبير الاقتصادي زكريا الأعرج، أنّ السوق تشهد مضاربات في ظل الإقبال المتزايد على شراء السلع، لافتاً إلى رغبة البعض في تحقيق مكاسب عبر رفع الأسعار استغلالاً للمخاوف التي تسيطر على المواطنين، واحتمال إقدام الحكومة على فرض الإغلاق من جديد.

وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، في بيان عبر صفحته على "فيسبوك" أخيراً، عن إطلاق حملة تطعيمات ملزمة في أنحاء البلاد، من خلال فريق التطعيمات المتنقل التابع للمركز الوطني لمكافحة الأمراض. ودعا الخبير الاقتصادي عطية الفيتوري، إلى ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية في ما يتعلق بالسفر ودخول الأجانب، لتقليل مخاطر انتشار المتحور الجديد.

المساهمون