كيف استفادت روسيا من تحويل صادرات النفط والغاز بعيداً عن أوروبا؟

كيف استفادت روسيا من تحويل صادرات النفط والغاز بعيداً عن أوروبا؟

13 مارس 2024
إمدادات النفط الروسي ابتعدت عن أوروبا بسبب العقوبات (العربي الجديد)
+ الخط -

في سنوات ما قبل العقوبات الغربية على روسيا، اشترت 27 دولة من الاتحاد الأوروبي الهيدروكربونات، بإجمالي قيمة 102.5 مليار دولار، من الاتحاد الروسي، في حين بلغ الرقم في عام 2023 نحو 31.6 مليار دولار فقط، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفستي".

ولكن خسارة العائدات من الإمدادات إلى السوق الأوروبية، والمقدرة بنحو 70.9 مليار دولار، ووفقاً للوكالة، "تم تعويضها بالدخل الناتج عن زيادة الصادرات إلى ستة بلدان صديقة".  

ودرست الوكالة بيانات من الخدمات الإحصائية الوطنية في تركيا والصين والهند والبرازيل وإندونيسيا وماليزيا، وقارنت متوسط أسعار الإمدادات في 2019-2021 بنظيرتها في 2023. ولم يتم تضمين المعلومات لعام 2022 بسبب التقلبات غير الطبيعية في أحجام التعامل وأسعارها. 

ووفقاً لصحيفة "MK" الروسية ، فقد بلغت صادرات روسيا من المواد الخام 186.7 مليار دولار العام الماضي، مقابل 59.9 مليار دولار في المتوسط خلال الفترة بين 2019-2021، ما تسبب في حصول موسكو على مبلغ إضافي قدره 126.8 مليار دولار.

ووفقاً للصحيفة كانت الصين أكبر مشتر، حيث ضاعفت كمياتها المشتراة من 43.3 مليار دولار إلى 94.6 مليار دولار.

وجاءت بعدها الهند، التي ارتفع حجم مشترياتها بنحو 18 مرة، ليصل إلى 53.7 مليار دولار، ثم تركيا، التي ضاعفت مشترياتها 2.4 مرة، لتصل إلى 30.1 مليار دولار، ثم البرازيل، التي ضاعفت مشترياتها 24 مرة، لتصل إلى 5.3 مليارات دولار.

ويقول الصحافي الروسي فاديم ميكيف لـ"العربي الجديد" إن روسيا اضطرت إلى إعادة توجيه المواد الخام إلى الشرق، وبعض الدول الأخرى، بدلاً من أوروبا، بسبب العقوبات الغربية التي فُرضت عليها منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.

ولكن ميكيف أضاف موضحاً: "الأسواق الجديدة في الشرق، والتي أصبحت بديلاً للأسواق الأوروبية، بها العديد من السلبيات كما يرى متخصصون في هذا المجال. ومن بين هذه السلبيات تكاليف النقل، حيث ترسل معظم المواد الخام إلى المستهلكين عبر البحر، ولا يوجد خيار غيره، وهو ما يعد أكثر تكلفة مقارنة بالتوصيل عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي مباشرة".

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك هناك تهديدات في البحر الأحمر من قبل اليمنيين. ورغم أنه لم يحدث أي شيء للسفن التي تحمل المواد الخام الروسية خلال الفترة الماضية، وأنها ليست المستهدفة من هذه الهجمات، إلا أنه من الوارد أن يتم استهدافها بالخطأ، وهو ما يعد من بين السلبيات في الوقت الراهن".

وما زالت ناقلات النفط الروسي تشق طريقها عبر مضيق البحر الأحمر. وعلى الرغم من القصف المتزايد للحوثيين، الذين نفذوا سلسلة من الهجمات على سفن الحاويات والناقلات في البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية، فإن الناقلات الروسية لم تغير خططها للمرور عبر مضيق باب المندب.

المساهمون