قوافل الغذاء والدماء على أبواب معبر رفح الموصدة

قوافل الغذاء والدماء على أبواب معبر رفح الموصدة

16 أكتوبر 2023
سكان غزة يترقبون المساعدات عبر معبر رفح (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

تقف قوافل الإغاثة الشعبية على بعد أمتار من أبواب معبر رفح، منتظرة تأشيرة دخول إلى قطاع غزة، منذ منتصف ليلة أول من أمس.

تبدد الضربات الصاروخية والقنابل الفوسفورية التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية على المباني والفلسطينيين الذين غادروا منازلهم تجاه المناطق الغربية من القطاع، آمال الناجين من القصف الوحشي، ومنظمي القوافل أمام معبر رفح، في دخول مواد الإغاثة الإنسانية، إلى غزة.
حشد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، على أبواب ميناء رفح البري، أول قافلة إغاثة لضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وصلت قافلة بكامل قوتها في الساعات الأولى من ليلة أول من أمس، تضم 108 حافلات نقل كبيرة، و30 سيارة متوسطة.

معبر رفح الذي يربط مصر بقطاع غزة، شريان الحياة الاقتصادي الوحيد لنحو 2.3 مليون فلسطيني محاصر في القطاع

قال رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية طلعت عبد القوي لـ"العربي الجديد"، إن المنظمات الأهلية قدمت 300 ألف عبوة أدوية للإسعافات والجراحات العاجلة، وكميات كبيرة من الدم ومشتقاته، و1000 طن مواد غذائية ودقيق، و40 ألف بطانية وكميات كبيرة من الملابس.

أضاف "عبد القوي" عقب اجتماعه بعدد من مسؤولي الجمعيات الأهلية، أن إعداد المتبرعين من الراغبين في تقديم العون للأشقاء الفلسطينيين، ضحايا العدوان الإسرائيلي كبيرة، مشيداً بإقبال الشباب على التبرع بالدم، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، لتوفير بعض احتياجات المستشفيات الفلسطينية، التي تحتاج بشدة إلى الدم ومشتقاته لإنقاذ المصابين في الحرب.

أوضح "عبد القوي" أن القافلة في انتظار قرار الدخول إلى معبر رفح، وستُسلَّم محتوياتها بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري، والهلال الأحمر الفلسطيني، المنسق العام لتلقي مواد الإغاثة الأهلية من المنظمات الأهلية بمصر.

وأكد مشاركة وزارة الصحة في نقل دماء المتبرعين بسيارات طبية خاصة، تضمن سلامة التبرعات، طوال فترة الانتظار ولحين تسليمها للمستشفيات الفلسطينية، مع فتح أبواب المعبر رسمياً.
أكد شهود عيان ضمن قافلة الإغاثة، وجود تسهيلات لعبور الشحنات من المحافظات كافة إلى شمال سيناء، التي تتجمع في مدينة العريش، ثم تتجه في قافلة موحدة إلى الشيخ زويد وميناء رفح البري.

واستقبل ميناء العريش الجوي والبحري كميات من المساعدات الغذائية والطبية التي أرسلتها تركيا وقطر والأردن، تنتظر التحرك نحو رفح منذ يومين.

استقبل ميناء العريش الجوي والبحري كميات من المساعدات الغذائية والطبية التي أرسلتها تركيا وقطر والأردن، تنتظر التحرك نحو رفح منذ يومين

تنتظر السلطات المصرية، موافقة إسرائيل على هدنة تسمح بدخول قوافل المساعدة لإغاثة المنكوبين داخل القطاع، مقابل بدء فتح المعبر لإجلاء الرعايا الأجانب الذين يقفون أمام المعبر منذ 3 أيام، سعياً لمغادرة القطاع على وجه السرعة.
ومعبر رفح الذي يربط مصر بقطاع غزة، شريان الحياة الاقتصادي الوحيد لنحو 2.3 مليون فلسطيني محاصر في القطاع، بعد إغلاق إسرائيل معبر كرم أبو سالم والحدود البرية والبحرية مع غزة.
تواجه السلطات ضغوطاً أميركية وأوروبية تستهدف دفع القاهرة لإخراج حاملي الجنسية الأميركية والفرنسية والبريطانية والتابعين للاتحاد الأوروبي، المقدر تعدادهم بعشرات الآلاف، دون شروط، بينما ترغب السلطات المصرية في التوصل إلى اتفاق شامل، وقف إطلاق النار، وعبور المساعدات الإنسانية، ووضع إجراءات تضمن عدم وجود فوضى مفاجئة، تدفع الفارين من القطاع تجاه الحدود المصرية، تفاقم الأزمة أمنية في المنطقة.

حرصت السلطات المصرية على إبعاد الأحزاب والتكتلات السياسية من المشاركة في قوافل الإغاثة، بينما تسعى نقابتا الصحافيين والمهندسين إلى تشكيل لجان نقابية تتولى تنظيم عمليات الدعم للفلسطينيين في مسار موازٍ للتحالف الوطني الذي تديره الدولة من بعد.

بدأت وسائل الإعلام الرسمية التوسع في نشر وقائع المذابح التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين العزل في غزة والأراضي المحتلة.

وصفت الصحف الحكومية ما يحدث في غزة بأنه مذبحة، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الحرب، التي أدت إلى استشهاد 2300 فلسطيني واكتظاظ المستشفيات التي ما زالت تعمل بنحو 9 آلاف جريح في حالة خطرة، مرشحين للتزايد بعد المجزرة الجديدة في "دير البلح" وضرب المغادرين لمنازلهم تجاه الغرب بالقنابل الفوسفورية.

أكد خبراء أن مصر تواجه أسوأ أزمة أمنية وسياسية، تشهدها منذ سنوات، وسط صعوبات اقتصادية حادة

وكان السيسي قد عقد اجتماعاً بمجلس الأمن القومي الذي يضم قادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية السيادية، ورئيس الوزراء وعدداً من الوزراء، المعنيين بالخدمات الصحية والطاقة والنقل والخدمات، لبحث مواجهة التطورات في قطاع غزة، في ضوء الضغوط التي يمارسها الغرب على مصر، في محاولة لدفعها إلى فتح الحدود مع قطاع غزة، دون الحصول على ضمانات بتهدئة حالة الحرب، وضمان عدم حدوث انفلات أمني يدفع الفارين من ضربات إسرائيل إلى دخول مصر دون ضوابط.
أكد خبراء أن مصر تواجه أسوأ أزمة أمنية وسياسية، تشهدها منذ سنوات، وسط صعوبات اقتصادية حادة، تجبرها على وضع ترتيبات وتوافقات لحل القضية الفلسطينية دون أن تعيدها إلى مرحلة الصدام مع أحد الأطراف، مع التشدد في منع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، والحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.

المساهمون