قلق أوروبي من فواتير الغاز بعد ارتفاع سعره 108%

قلق أوروبي من فواتير الغاز بعد ارتفاع سعره 108%

17 سبتمبر 2021
روسيا خفضت صادرات الغاز عبر الأنابيب لأوروبا (Getty)
+ الخط -

ربما تضطر الدول الأوروبية لدفع أسعار أعلى من بلدان آسيا خلال الشهور المقبلة حتى تتمكن من الحصول على شحنات الغاز المسال المنتجة في الولايات المتحدة، قبل أن تستفحل أزمة الكهرباء وتقود إلى اضطرابات سياسية مقلقة في معظم دول أوروبا، وفقاً لخبراء.

وقال الاقتصادي أنجيل تلافيرا الخبير في الشؤون الأوروبية من مؤسسة "أوكسفورد إيكونومكس"، في تعليق بشأن الغضب الأوروبي من ارتفاع كلف الكهرباء، إن "الناس يشعرون بالضغوط المالية في معيشتهم في إسبانيا، ولكن ليست إسبانيا وحدها التي تعيش أزمة كهرباء وإنما العديد من دول أوروبا والعالم ستعاني من الأزمة خلال الشهور المقبلة".

من جانبه توقع مصرف "غولدمان ساكس"، أن تحدث انقطاعات في الكهرباء (في أوروبا) خلال فترة الشتاء. وحسب نشرة "أويل برايس" فقد تضاعفت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا منذ بداية العام وسط نقص ضخم من الشحنات الجديدة من الغاز المسال.

وذكر المصرف الاستثماري الأميركي أمس الخميس، أن ارتفاع الأسعار في أسواق الطاقة الأوروبية يبرز مخاطر انقطاع التيار الكهربائي في الشتاء المقبل، مما يعزز المخاوف بشأن أزمة الطاقة في أوروبا مع تعافي الاقتصادات من الوباء.

وأوضح محللو البنك في مذكرة نقلتها وكالة بلومبيرغ، أنه "على الرغم من أن ارتفاع أسعار الغاز قد يسبب تعديلات في العرض والطلب لموازنة السوق التي تتسم بقلة المعروض، لكن هذه الأسعار انعكس تأثيرها بالفعل على السوق إلى حد كبير".

وحسب نشرة "أويل برايس" الأميركية، ارتفع سعر الغاز الطبيعي في أوروبا منذ بداية العام وحتى منتصف سبتمبر/أيلول الجاري بنسبة 107.9%. وهنالك توقعات أن ترتفع أسعار الغاز بمعدل أعلى من ذلك في حال شهدت القارة العجوز شتاء بارداً.

ويرى مصرف "غولدمان ساكس"، انه في حال جاء الشتاء أكثر برودة من المتوسط، فإن ذلك يعني أن أوروبا بحاجة إلى التنافس مع آسيا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أكثر.

وأشار المحللون أيضاً إلى خطر لا يستهان به وهو أن الغاز الطبيعي المسال الموجه إلى أوروبا لن يكفي لمنع استنزاف مخزونات الغاز بحلول نهاية الشتاء، وخاصة إذا شهدت كل من أوروبا وآسيا طقساً بارداً.

وواصلت عقود الغاز الطبيعي ارتفاعها لأعلى مستوى في سبعة أعوام ونصف العام عند تسوية تعاملات يوم الأربعاء، مع استمرار القلق بشأن الإمدادات قبل دخول فصل الشتاء.

وفي بريطانيا تجاوزت عقود الغاز الطبيعي في الأسبوع الماضي مستوى 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لأول مرة منذ عام 2014، بدعم مخاوف تراجع المعروض وتكهنات الطلب المتزايد قبل انطلاق فصل الشتاء.

وأفاد مكتب السلامة وإنقاذ البيئة في الولايات المتحدة بأن ما يقرب من 29.5% من إنتاج النفط و39.4% من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك لا يزال معلقًا في أعقاب إعصار "إيدا".

وينتظر المستثمرون بيانات مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، وسط توقعات بإضافة 76 مليار قدم مكعبة للمخزون في الأسبوع المنتهي في العاشر من شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

المساهمون