قبل الاستثمار بالذهب.. إليك توقعات الأسعار من أهم المراجع العالمية

قبل الاستثمار بالذهب.. إليك توقعات الأسعار لعام 2021 من أهم المراجع العالمية

04 مارس 2021
+ الخط -

تعرف أسعار الذهب تذبذباً قوياً منذ الأشهر الأخيرة من العام الماضي، بعدما قفزت فوق الألفي دولار في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، لتهبط في 2 مارس/ آذار إلى 1706 دولارات، محققة خسارة بحوالى 300 دولار خلال مدة لا تتعدى 6 أشهر. 

تؤثر الكثير من العوامل بسعر الذهب. ففي ظل زيادة الحديث عن التعافي الاقتصادي مع انتشار لقاحات كورونا وتراجع الإصابات في عدد من البلدان الكبرى، يرتفع الطلب على الدولار والأسهم، وتتزايد الرغبة في المغامرة لدى المستثمرين، متخلين عن ملاذهم الذهبي الآمن.

إلا أن المحللين يعولون على حزم التحفيز الضخمة التي تُضَخّ في الاقتصادات لمعالجة تداعيات كورونا، ما قد يؤسس لبيئة تضخمية تدفع المستثمرين مجدداً نحو الذهب تحوطاً من ارتفاع الأسعار.

وقالت مارغريت يانغ، الاستراتيجية لدى ديلي فيكس، إنّ "ارتفاع العوائد الأطول أجلاً عامل ضاغط أساسي على المعادن النفيسة"، مضيفة أن آمال تحسن النشاط الاقتصادي والأسعار قد تدفع العوائد إلى الارتفاع أكثر.
وشرح جيفري هالي، كبير محللي السوق لدى أواندا أنّ "زيادة توقعات التضخم في الوقت الذي تضع فيه الأسواق في الحسبان إعادة فتح اقتصادات الأسواق المتقدمة يدفع العوائد إلى الارتفاع ويضغط على الذهب".

ويعزز ارتفاع التضخم الذهب، لكنه يرفع أيضاً عوائد الخزانة، التي بدورها تزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدرّ عائداً. وقال هالي: "الصورة الكلية تبدو سيئة. الذهب الآن يواجه خطر تحرك نزولي فعلي، إذا ارتفعت العوائد مجدداً".

ولكن ماذا تقول الشركات والبنوك الكبرى في توقعاتها لسعر الذهب في عام 2021؟ 

فيتش: 1600 دولار

أحدث تقرير عن التوقعات صدر عن وكالة فيتش في 2 مارس/ آذار، حيث أعلنت أن الأسعار ستظل مدعومة خلال مارس إلى إبريل/ نيسان، حيث من المرجح أن يرتفع التضخم.
سيكون هذا مؤقتاً حيث من المتوقع أن تتجه الأسعار هبوطياً على مدى 6-12 شهراً، وفقاً للوكالة.

ورفعت وكالة فيتش توقعاتها للسعر لعام 2021 من 1400 دولار إلى 1600 دولار للأوقية. لكن التوقعات لا تزال أقل بمقدار 133 دولاراً عن مستويات التداول الحالية، التي يعتبرها بعض المحللين ذروة البيع بالفعل.

علاوة على ذلك، ترى فيتش مزيداً من الضعف في الذهب في السنوات القليلة المقبلة، حيث تتوقع 1400 دولار لعام 2022 و 1200 دولار لعام 2023 وما بعده.

وقال التقرير: "لقد رفعنا افتراضات أسعار الذهب لعامي 2021 و 2022 بسبب زيادة الطلب بسبب تدفقات الاستثمار ومشتريات البنك المركزي. نعتقد أن الأسعار ستعتدل على المدى المتوسط ​​لتصل إلى توازن قدره 1200 دولار أميركي فيما بعد".

كومرتس: 2000 دولار
وفي 22 فبراير/ شباط  عدل البنك التجاري الألماني (كومرتس بنك)  توقعاته لأسعار الذهب هذا العام، وقال: "ما لم يكن هناك تغيير في البيئة الحالية، سيجد الذهب صعوبة في تحمّل الرياح المعاكسة، وسيظل تحت الضغط. لا نستبعد أن ينخفض ​​الذهب أكثر على المدى القصير".

حركة السعر الحالية في سوق الذهب بداية تسونامي وشيك. سوف تنحسر المياه قبل أن تضرب الموجة الهائلة

وأضاف: "من المرجح أن تظل بيئة الذهب صعبة حتى منتصف العام، لذلك لا نرى إمكانات انتعاش كبيرة في الوقت الحالي". وقام البنك بتحديث توقعاته لأسعار الذهب في التقرير، حيث يرى الآن أن المعدن الأصفر ينهي الربع الرابع من العام الحالي عند حوالى 2000 دولار للأوقية، بانخفاض عن توقعه السابق عند 2300 دولار للأوقية.

إلا أن محللي البنك اعتبروا أن "حركة السعر الحالية في سوق الذهب بداية تسونامي وشيك. ستنحسر المياه قبل أن تضرب الموجة الهائلة". إذ لا يزال البنك متفائلاً بشأن الذهب على المدى الطويل حيث يواصل العالم التعامل مع كميات قياسية من الديون. وأضاف أن الأمر سيستغرق سنوات حتى تطبيع البنوك المركزية السياسة النقدية.
غولدمان ساكس: 2000 دولار

في 25 فبراير،  خفض بنك الاستثمار غولدمان ساكس توقعاته للذهب، معتقداً أن أسعار الفائدة الحقيقية المرتفعة تنعكس بالفعل على سعر المعدن الثمين. لكن البنك يرى اتجاهاً صعودياً للذهب، وهدفه الجديد 2000 دولار للأونصة، انخفاضاً من التقدير السابق البالغ 2300 دولار للأونصة. 

أل بي أم آي: 1974 دولاراً
في 4 فبراير، نشرت رابطة سوق السبائك في لندن مسحها السنوي لتوقعات المعادن الثمينة. في المتوسط​​، توقع 38 محللاً شملهم الاستطلاع سعراً قدره 1,973.8 دولاراً للأونصة في عام 2021. 

ويستشهد المحللون بانخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وكذلك السياسة النقدية والمالية وضعف الدولار كأسباب رئيسية لارتفاع الذهب. 
 وتفوق متوسط ​​سعر الذهب السنوي لعام 2020 على توقعات محللي LBMA البالغة 1559 دولاراً بنسبة 13.5٪.

آنز: 2100 دولار

بدورها، قالت مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية (ANZ)، بتقرير في 25 فبراير، إن "طفرة الأسهم والعملات المشفرة في السوق طغت على الذهب حتى الآن هذا العام، لكن أحد المحفزات يمكن أن يغير الأمور ويأخذ أسعار الذهب إلى 2100 دولار".

وشرح دانييل هاينز، كبير المحللين الاستراتيجيين للسلع في ANZ: "المحرض الحقيقي على ارتفاع آخر في الأسعار سيكون التوقعات حول التضخم، وبالتأكيد هذا شيء يثير الأنظار في الآونة الأخيرة. لقد بدأنا نشهد ارتفاعاً في أسعار الطاقة. كذلك إن أسعار حاويات الشحن وتكاليف الشحن آخذة في الارتفاع بقوة. لقد شهدنا ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين في الصين. هناك بعض القلق من أن الأسعار المرتفعة ستبدأ في الظهور من خلال سلسلة التوريد العالمية".

وأضاف: "قصة التضخم تتلاشى في الخلفية، لكنها ستبدأ في جذب المزيد من التركيز من قبل المستثمرين. ترتفع توقعات التضخم، ما سيوفر دعماً قوياً لطلب المستثمرين على الذهب في المدى المتوسط".

سيتي غروب: 1950 دولاراً

يقول آكاش دوشي، المحلل في سيتي غروب، إن البيتكوين كانت تستحوذ على الطلب من الذهب في الأشهر الأخيرة، وقد يحد ذلك من أسعار الذهب هذا العام.

وخفضت Citi هدفها لسعر الذهب لمدة ستة إلى 12 شهراً إلى 1950 دولاراً للأوقية، بانخفاض 150 دولاراً عن توقعاتها السابقة، التي كانت عند 2100 دولار.

بنك أوف أميركا: 2063 دولاراً

 يحافظ بنك أوف أميركا على توقعاته للأسعار عند متوسط ​​العام عند حوالى 2063 دولاراً للأونصة. قال المحللون إن ذروة الذهب من المرجح أن تأتي في الربع الثاني حيث يرون أن متوسط ​​الأسعار لفترة الثلاثة أشهر يقارب 2100 دولار للأوقية. وقال المحللون إن أكبر عقبة أمام الذهب تظل ضغوط التضخم.

مورغان ستانلي: 1800 دولار

يعتقد أندرو شيتس، كبير استراتيجيي الأصول المتقاطعة في مورغان ستانلي، أن التضخم سيرتفع، لكن سعر الذهب سينخفض. ويتوقع الاقتصاديون في مورغان ستانلي أن يرتفع التضخم في الولايات المتحدة بما يزيد قليلاً على 2% خلال العامين المقبلين. لذا، إن هذا بالكاد هو النوع الجامح من سيناريو التضخم الذي يفضله الذهب".

ويتابعون: "في عام 2021، يبدو الوباء على وشك التحسن. البيانات الاقتصادية آخذة في التحسن. أصبحت السياسة أكثر هدوءاً. والفائدة بدأت بالارتفاع. بالنسبة إلى الذهب، نتوقع سعراً أقل بقليل من 1800 دولار للأونصة، بحلول نهاية العام، ما يعني مزيداً من الانخفاضات حتى مع ارتفاع التضخم".

المساهمون