غاز حقل صقاريا يصل إلى منازل الأتراك في منتصف مايو
تكللت الجهود التركية المبذولة لإيصال الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود إلى البر التركي بالنجاح أخيرًا، ما من شأنه أن يساهم بشكل مباشر في تقليل احتياجات تركيا من الطاقة.
ومن المتوقع أن يساهم الغاز الطبيعي المستخرج من حقل غاز صقاريا على مراحل خلال الفترة المقبلة، بتوفير مليارات الليرات للاقتصاد التركي.
وسيكون بمقدور تركيا الآن إيصال 710 مليارات متر مكعب من غاز البحر الأسود بشبكتها الوطنية، بعدما كانت تعتمد بشكل كبير على المصادر الأجنبية لتأمين الغاز.
وحضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي، حفل نقل الغاز المستخرج من البحر الأسود إلى البر وبدء مرحلة استخدامه. واكتُشف الغاز طبيعي في البحر الأسود عام 2020، على بُعد 170 كيلومترا من شواطئ ولاية زونغولداق شمال غربي البلاد. ومنذ ذلك الحين، عمل أكثر من 8000 شخص في البر وأكثر من 2000 شخص في البحر، بهدف استخراج الغاز المكتشف.
وسيقلل هذا الغاز من اعتماد تركيا على المصادر الأجنبية بالطاقة، حيث تستورد ما يقرب من 60 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
ويتوقع إيصال الغاز الطبيعي المستخرج من البحر الأسود إلى منازل المواطنين بحلول منتصف مايو/أيار المقبل، بعد إجراء التنقيات اللازمة في منشأة المعالجة البرية.
وستجري عملية استخراج الغاز المكتشف على مراحل، ففي المرحلة الأولى تم استخراج 10 ملايين متر مكعب يوميا من 5 آبار على أن يتم الاستخراج من الآبار الخمس الأخرى في سبتمبر/أيلول القادم.
والمرحلة الثانية تبدأ في عام 2026، حيث سيتم خلال هذه المرحلة استخراج 40 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا.
وخلال هذه المرحلة أيضا، سيتم توزيع الغاز المستخرج إلى كافة الوحدات السكنية في عموم تركيا.
والمرحلة الثالثة التي سترتفع فيها كمية الغاز المستخرج يوميا إلى 60 مليون متر مكعب، ستبدأ في عام 2028.
وبالإضافة إلى سفن التنقيب "الفاتح ويافوز وقانوني"، تعمل حوالي 50 سفينة من أسطول الطاقة البحرية التركي، لدعم مشروع تطوير حقل غاز صقاريا.
ويقول رئيس مركز أبحاث تركيا لاستراتيجيات وسياسات الطاقة أوغوزهان أق ينر، إن الغاز المنتج في المرحلة الأولى (10 ملايين متر مكعب يوميا) سيسد 6% من احتياجات تركيا اليومية من هذه الطاقة.
وأكد أن الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود ستكون له انعكاسات إيجابية هامة مباشرة وغير مباشرة على الاقتصاد التركي.
وتابع: "بافتراض أننا ننتج 3.5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، وإذا حددنا أسعار السوق الفورية بمتوسط 10 ليرات، فإن مساهمة الغاز المُنتج في المرحلة الأولى ستكون حوالي 35 مليار ليرة تركية (الدولار الواحد يعادل 19.35 ليرة)".
وأردف: "عادة يصبح العثور على الغاز صعبا عندما ترتفع الأسعار خلال أشهر الشتاء.. ونقوم بشراء الغاز الطبيعي بأسعار مرتفعة من الخارج لسد الاحتياجات، لكن عندما نستخرج غاز البحر الأسود قد لا نضطر إلى شراء الغاز من الخارج".
حكاية الاكتشاف
وكانت شركة البترول التركية اكتشفت كميات من الغاز الطبيعي بحجم 320 مليار متر مكعب في بئر تونا 1، في أغسطس/آب 2020.
وعند اكتمال التنقيب في البئر المذكورة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، تم تحديث الكمية الاحتياطية في البئر إلى 405 مليارات متر مكعب.
في يونيو/حزيران 2021، تم اكتشاف احتياطي جديد قدره 135 مليار متر مكعب في بئر أماصرا 1؛ ومع الاكتشافات الجديدة، بلغ إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي في البحر الأسود 540 مليار متر مكعب.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، تم تحديث الاحتياطي المذكور ليصبح 652 مليار متر مكعب، بعد إعادة تقييم قامت بها مؤسسة DeGolyer & MacNaughton المستقلة، وتم الإعلان عن اكتشاف 58 مليار متر مكعب جديد من الاحتياطي في بئر "Çaycuma-1".
وبذلك، بلغ إجمالي حجم الاحتياطي المكتشف في البحر الأسود 710 مليارات متر مكعب.
(الأناضول)
