عوائق تواجه الأردن في مساعيه لأن يصبح مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة

عوائق تواجه الأردن في مساعيه لأن يصبح مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة

09 يونيو 2022
تدخلات تحول دون الربط الكهربائي (Getty)
+ الخط -

يسعى الأردن لأن يكون مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة بجميع أشكالها، من خلال العمل على  تطوير البنية التحتية للقطاع، خاصة تطوير الشبكة الكهربائية لتنفيذ مشاريع ربط  إقليمية، وفق ما أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، يوم الأربعاء مع انطلاق أعمال المؤتمر الإقليمي لحوار الطاقة المستقبلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، بمشاركة ما يزيد عن 700 متخصص من 40 دولة في منطقة البحر الميت غرب العاصمة الأردنية عمان. 

وانبثق عن المؤتمر الذي دعا خلاله نائب المستشار والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في ألمانيا روبرت هابيك، إلى "تعميق التعاون" في مجال الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، "إعلان البحر الميت"، الذي يهدف إلى وضع حجر الأساس لمزيد من المبادرات لتطوير مصادر الطاقة المتجددة والبنية التحتية لإنتاج وتجارة الهيدروجين الأخضر في المنطقة. 

وتصطدم الطموحات الأردنية بواقع تحدده المعطيات الجغرافية والإمكانات المادية، والبنى التحتية، وسط منطقة تعتمد فيها المشاريع العابرة للحدود على المواقف السياسية والتحالفات الاقليمية، والضغوطات التي تمارسها الدول الكبرى والقوى الفاعلة إقليمياً، إضافة إلى العلاقات الثنائية. 

ضغوط وتحديات 

وقال النائب الأردني عضو لجنة الطاقة النيابية، موسى هنطش، في حديث لـ"العربي الجديد" هناك ضغوط وتحديات تواجه العالم ودول المنطقة في مجال الطاقة، لافتاً إلى أن الاردن من اكثر الدول معاناة في موضوع الطاقة الأحفورية المتعلقة بالنفط والغاز، فيما هناك فائض بالطاقة الكهربائية.  

وأشار ألى أن هناك اتفاقيات مع فلسطين ولبنان والعراق تنهي قضية الفائض، موضحاً أن الأردن يمكنه أن يكون مركزاً للعبور مع هذه الدول. 

ورأى هنطش أن الأردن يمكن أن يكون مركز ربط لدول الجوار فلسطين ولبنان والعراق ومصروسورية  في موضوع الكهرباء، مشيراً إلى أن أغلب دول المنطقة قادرة على الاكتفاء ذاتياً لتشابه الظروف المناخية، وللساعات الطويلة لسطوع الشمس. 

وحول أزمة الطاقة والأسعار المرتفعة للنفط في الأسواق العالمية وانعكاسها محليا، بين أن الأردن لا يملك أي شيء يجعله مؤثراً في الطاقة وسوقها. 

بدوره، قال الخبير في شؤون الطاقة عامر الشوبكي، لـ"العربي الجديد" إن الأردن قادر أن يكون مركزا اقليميا للطاقة المتجددة، حيث لديه في الجنوب نطاق جغرافي هو الأفضل لاسستثمارات الطاقة المجددة، سطوع شمسي على مدار العام، ومعدل درجات حرارة مناسبة، لاستثمار الطاقة الشمسية، وبكلفة 1.1 سنت لكل كيلو واط. 

وقال مدير شركة "تيرا واط" الأردن لإستشارات الطاقة المهندس صالح العطيات لـ"العربي الجديد"، إن هذا المؤتمر الإقليمي للطاقة المجددة  يأتي لوضع الخطوط العريضة والاستراتيجيات الواضحة لتنسيق الجهود العربية للنهوض  بقطاع الطاقة ووضع حلول ابتكارية لحل مشكلة الطاقة بالشرق الأوسط وجميع الدول العربية . 

وتابع  "نأمل ان يبتعد المؤتمر عن النواحي السياسية لخدمة جميع الدول العربية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة بين الدول التي كان لها السبق في مجال الطاقة المتجددة.

تدخلات سياسية

أما الخبير الاقتصادي العراقي  صباح علو فقال لـ"العربي الجديد" إن ما يحصل في المنطقة هو صراع كبير على مسائل الطاقة، لافتاً إلى النقص الحاصل في التصدير النفطي خاصة من العراق  والذي ينتج حوالي 5 ملايين برميل يومياً ويصدر 3.6 ملايين برميل، بسبب عدم امتلاك المنافذ لتصدير إنتاجه من النفط. 

وأشار إلى أن الأردن والعراق وقعا اتفاقية قبل 7 سنوات لتنفيذ خط النفط من البصرة الى العقبة، وهو مشروع مازالت تواجهه عقبات بسبب القرار السياسي والمصالح الاقتصادية وأجندات خارجية تضغط لعدم  تنفيذه. وتابع أن العراق في حاجة ماسة لأنبوب النفط لكن تعيقه ضغوطات وأجندات داخلية وخارجية.

وبحسب علو فإن خط البصرة العقبة سينعكس إيجاباً على الأردن والعراق الذي سيستفيد بحوالي 3 مليارات دولار مقارنة مع التصدير عبر البواخر، فيما سيستفيد الأردن بحوالي مليار ونصف المليار دولار سنوياً، فيما سيوفر المشروع 1600 فرصة عمل. 

وقال إن العراق في حاجة ماسة للربط الكهربائي مع دول الجوار خصوصاً الأردن ومصر والسعودية، لكن الضغوطات الإيرانية  تؤثر على ذلك، فإيران مستفيدة من نقص الطاقة  بالعراق وهذا الجانب هو الذي يشكل عائقاً كبيراً أمام التحالف الثلاثي الأردني العراقي المصري. 

وكشف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، خلال زيارته العراق الأسبوع الماضي أن 80% من التحضيرات المطلوبة لإطلاق مشروع أنبوب النفط من مدينة البصرة العراقية إلى العقبة قد تمت وانتهت. 

المساهمون