عصارة السمسم في الصومال... حكاية تراث شعبي

عصارة السمسم في الصومال... حكاية تراث شعبي

مقديشو

ياسين أحمد

avata
ياسين أحمد
مراسل صحافي ياسين أحمد
10 ابريل 2021
+ الخط -

في أحد أحياء جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، يعكف الشاب العشريني ديق موسى، على إنتاج زيت السمسم في معصرة تقليدية تعود إلى 200 سنة، يجرّها جمل، في محاولة منه للحفاظ على التراث الشعبي.

قبل 3 سنوات، استغل ديق صعوبة التنقل بين العاصمة وجنوب الصومال التي تنتشر فيها العصارات التقليدية، بسبب الحرب والحواجز الأمنية الصعبة، في إنشاء معصرة الإبل بالقرب من مقديشو، لتوفير زيت السمسم لمحبيه الذين يحرصون على استخدامه، ويدرّ دخلا ماديا عليه أيضا.

ويقول ديق، لـ"العربي الجديد"، إن عائلته تمتهن عصر زيت السمسم منذ زمن، وقد توارثها عنهم، لافتا إلى أن المهنة قد انحسرت بعض الشيء بعد غزو الصناعات الحديثة للمناطق الريفية، لكن مؤخرا ظهرت من جديد في المدن، بسبب قلة جودة المنتجات الحديثة واستخدام مواد حافظة فيها.

وبحسب ديق، فإن الجمل يدور معصوب العينين حتى لا يشعر بالدوران في محيط آلة خشبية، بداخلها عمود يعصر حبات السمسم عبر احتكاك الجزع المجوف، نتيجة دوران الجمل، مشيرا إلى أن الجمل يخضع لتدريب يستمر نحو شهر ونصف، حيث يكون السير لساعات على مسافة ثابتة ودائرية.

وتابع ديق: "في اليوم تنتج هذه المعصره نحو 40 لترا من زيت السمسم وأكثر، حسب الطلب". وإلى جانبه، يوجد 7 أفراد يتناوبون على العمل، والتأكد من استخراج الزيت، حيث يستقبلون يوميا زبائن جددا بسبب صحية الزيت المستخدم.

أما المواطن عثمان عبدالله، الذي جاء من قلب العاصمة لشراء زيت السمسم، فيشير إلى أنه اختار هذا الزيت لصحته، وهو أفضل الزيوت، حيث يستخدمه في تدليك الجسم لمعالجة آلام الظهر والعضلات، لافتا إلى أنه منذ فترة كان يطلبه من البادية، أما الآن فهو موجود في العاصمة.

ذات صلة

الصورة
المخدرات مصدر تمويل رئيسي لحركة الشباب

تحقيقات

تمول حركة الشباب أنشطتها المحلية في الصومال، والإقليمية في دول الجوار، عبر تجارة المخدرات والضرائب التي تفرضها على من يعملون بها، في ظل الفوضى الأمنية
الصورة
Shukri Mohamed Abdi and Fathi Mohamed Ahmed, journalists at Bilan Media, Somalia's first all-women media team, use a mobile to record the news inside the Bilan Media studios in Mogadishu, Somalia August 20, 2023. REUTERS/Feisal Omar

منوعات

كثيراً ما يضحك الناس عندما تخبرهم فتحية محمد أحمد بأنّها تدير غرفة الأخبار الأولى والوحيدة التي تعمل بها نساء فقط في الصومال، أحد أخطر الأماكن على وجه الأرض بالنسبة إلى الصحافيين.
الصورة
لا تزال الصور النمطية السلبية مهيمنة رغم تطور مقديشو

تحقيقات

بعدما دمرت الحرب الأهلية 90% من مساحة مقديشو، نهضت عاصمة الصومال بعد عودة المغتربين من ذوي رؤوس الأموال والخبرات، وعملهم في إعادة الإعمار وتغيير واقع المدينة، بينما لا تزال في مواجهة مع الصور النمطية السلبية
الصورة
"باربي" و"كين"

منوعات

عندما استعانت مخرجة فيلم "باربي" المقبل غريتا غيرويغ، بمصممة الإنتاج سارة غرينوود، ومصممة الديكور كاتي سبنسر، لبث الحياة في عالم باربي، لم يتصورن أبداً حدوث نقص دولي في الطلاء الوردي.

المساهمون