صناع السيارات في الصين يغرون المشترين بمزايا تقلق الغرب

صناع السيارات في الصين يغرون المشترين بمزايا تقلق الغرب

13 مارس 2024
الصينيون يفضلون السيارات المصنوعة في بلدهم باعتبارها أكثر تلبية لمطالبهم (Getty)
+ الخط -

تتنافس شركات السيارات الكهربائية في الصين على إغراء المشترين بمزايا إضافية، حيث تجد نفسها أمام تحديات متزايدة بسبب تباطؤ الطلب المحلي وتقليص المستهلكين الإنفاق، وتأثر الصادرات بالتوتر الجيوسياسي الناشب مع الاقتصادات الرئيسية في الغرب.

وأصبح وجود ثلاجات مدمجة وأنظمة الكاريوكي في السيارات الكهربائية أمراً قديماً في الصين، إذ تتجه الشركات هناك نحو تقديم مزايا مبتكرة متزايدة، بداية من الأسرة إلى مواقد الطهي لدفع الزخم في مبيعاتها الراكدة.

وتعتبر القدرة على الابتكار أمراً أساسياً لبقاء الشركات الأصغر حجماً في السوق، في قطاع يستعد لموجة محتملة من الاندماج. وتُبرز عروض التكنولوجيا الفائقة أيضاً المخاطر التي يواجهها المصنعون في الغرب إذا تأخروا أكثر في الاستحواذ على حصة سوقية في أكبر سوق للسيارات في العالم.

كما ينظر العملاء المحليون إلى السيارات المصنوعة في الصين باعتبارها أكثر تلبية لمطالبهم التكنولوجية الواسعة وتفضيلهم لمستويات عالية من التواصل.

قال وانغ بينجانغ، مندوب مبيعات في شركة "إكسبنغ" لوكالة بلومبيرغ الأميركية، في صالة عرض بوسط شنغهاي أكبر مدن الصين من حيث عدد السكان وعاصمة البلاد الاقتصادية، إن "شركات صناعة السيارات التقليدية لا تزال تركز على القدرة على قيادة السيارة فحسب، لكن الشركات الصينية غير راضية عن ذلك.. نحن نوسع الإمكانيات لتشمل جميع أنواع سيناريوهات الحياة والترفيه، وهذا جزء من السبب الذي يجعل العملاء يحبون السيارات الكهربائية هذه الأيام".

ويمكن أن تتحول سيارة "إكسبنغ جي 9"، وهي سيارة دفع رباعي سعرها يبدأ من 263.9 ألف يوان (36.7 ألف دولار)، إلى سرير يتسع لشخصين، بلمسة واحدة على شاشتها التفاعلية.

تستهدف الشركة بهذه الميزة محبي التخييم، الذين يتزايد عددهم في الصين، وكذلك المهنيين الذين يعملون لساعات طويلة ويحتاجون إلى استراحة مريحة للقيلولة.

خلال عطلة السنة القمرية الجديدة في فبراير/شباط الماضي، ثبتت فائدة هذه الميزة بما لم يتوقعه العديد من العائلات التي واجهت انتظاراً طويلاً في محطات الشحن، وسط ازدحام مروري استمر لساعات، وعواصف ثلجية أدت إلى تقطع السبل بعشرات الآلاف من السائقين في شتى أنحاء البلاد، مما جعلهم في حاجة ماسة إلى مكان آمن ومريح للنوم.

كذلك تقدم شركات أخرى مزايا تتعلق براحة الركاب. وأصبحت سلسلة السيارات "إل" التابعة لشركة "لي أوتو" واحدة من أكثر مجموعات سيارات الدفع الرباعي شعبية في الصين، فهي توفر مساحات داخلية واسعة وإمكانيات واسعة النطاق وأجهزة تدليك مدمجة في مقاعدها.

ولم يقتصر تأثير هذه المميزات على تحقيق طفرة في المبيعات، بل أدت أيضاً إلى ظهور منافسين يتطلعون إلى ترك بصمتهم بين الطبقة المتوسطة في البلاد.

وتذهب شركة "بي واي دي"، أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم، إلى أبعد من ذلك، إذ تهدف إلى جعل سيارتها الفاخرة "يانغ وانغ يو 8" البالغة قيمتها 153 ألف دولار، أكثر جاذبية لعشاق التكنولوجيا.

وتتيح الشراكة التي عقدتها "بي واي دي" مع عملاقة صناعة الطائرات بدون طيار "دي جيه آي"، ومقرها شنزن، إطلاق طائرة صغيرة من غلاف علوي مثبت أعلى سطح السيارة، ويمكنها العودة مجدداً إلى مكان الإقلاع بمجرد وصول السيارة إلى وجهتها النهائية.

ويمكن التحكم في حركات الطائرة عبر شاشة عرض داخل السيارة. كما يمكن للنظام المدمج شحن البطاريات الثلاث للطائرة بدون طيار واستبدال خلايا البطارية عند نفاد الطاقة.

الطائرة بدون طيار مبرمجة لتتبع مسار السيارة والتقاط صور عالية الدقة، وهذا يتيح للسائقين الحصول على مشاهد جوية فورية لمحيطهم، ويمكنهم أيضاً إنتاج مقاطع فيديو قصيرة على شاشة السيارة.