صناديق الاستثمار تسحب أموالها من عقارات الصين هرباً من فقاعة الديون

صناديق الاستثمار تسحب أموالها من عقارات الصين هرباً من فقاعة الديون

13 ديسمبر 2021
تراجع مبيعات العقارات بسبب مخاوف المشترين من ديون الشركات (Getty)
+ الخط -

تبدي صناديق الاستثمار المباشر فتوراً في الإقبال على الصين، وتقوم بسحب استثماراتها من القطاع العقاري، وسط تفاقم أزمات بعض أكبر شركات التنمية العقارية في البلاد التي تتخلف عن سداد ديونها واحدة تلو الأخرى، ما ينذر بتصدع قطاع رئيسي في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

أظهر مسح أجرته شركة "كولر كابيتال" لإدارة الأصول البديلة أن ثلث صناديق الاستثمار العالمية ستقوم بخفض استثماراتها في الصناديق العقارية الصينية على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، ولا يعتزم أي منها زيادة استثماراته.

وأشارت "كولر كابيتال"، وفق وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، اليوم الاثنين، إلى أن الاستطلاع شمل أكثر من 100 صندوق استثمار مباشر.

ثلث صناديق الاستثمار تعتزم زيادة مخصصاتها للاستثمار في منطقة آسيا والباسيفيك خارج الصين

وتراجع قطاع العقارات الصيني، الذي يعد محركاً رئيسياً للنمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في الأشهر الأخيرة، بعدما شددت بكين قوانين تملّك العقارات وشنت هجوماً تنظيمياً على المضاربات.

وتسببت الخطوات في صعوبات بالنسبة لعدد من كبرى شركات التطوير العقاري، لا سيما "إيفرغراند"، ثاني أكبر مجموعات التطوير العقاري في البلاد والتي أثقلت بديون بمليارات الدولارات.

انهيار عمليات جمع التمويل

وفي ظل هذه الأجواء، انهارت عمليات جمع التمويل الخاصة في أسواق الصين، وهبطت بما يزيد على 60% منذ بداية العام الحالي مقارنة بعام 2020، وفق الأرقام التي جمعتها شركة "بريكين" لجمع البيانات المالية.

ووفق مسح "كولر كابيتال"، فإن نحو ثلث صناديق الاستثمار المباشر تعتزم زيادة مخصصاتها للاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج الصين، مشيرا إلى أن أكبر زيادة في الاستثمارات ستوجه لعمليات الاستحواذ ومشروعات البنية الأساسية ورأس المال المخاطر.

وجاء تخلف العديد من شركات العقارات الصينية عن سداد ديونها نتيجة "مشاكل في السيولة ناجمة عن عدد من العوامل، بما فيها بيئة الاقتصاد الكلي وواقع قطاع العقارات.

ويوم الاثنين الماضي، أعلنت شركة "صنشاين 100 تشاينا هولدنغز"، المدرجة في بورصة هونغ كونغ، أنها تخلّفت عن سداد مبالغ أصلية وفوائد بقيمة 179 مليون دولار، مشيرة إلى مشاكل في السيولة.

وتأتي أزمة "صنشاين 100" فيما لا تزال السوق تعاني من أزمة ديون مجموعة "إيفرغراند" العملاقة، التي يصل إجمالي المستحقات عليها إلى 300 مليار دولار.

 مبيعات العقارات تراجعت بنسبة 17% على أساس سنوي، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن انخفضت 19.7% خلال أغسطس/آب

وفي وقت سابق من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استدعى مسؤولون صينيون مؤسس "إيفرغراند" شو جيايين، بعدما نشرت الشركة بيانا حذّرت فيه من أن أموالها قد لا تكفي "لمواصلة الإيفاء بالتزاماتها المالية".

فرق حكومية للإشراف على مجموعة "إيفرغراند"

وأفادت حكومة مقاطعة غواندونغ، في وقت لاحق، بأنها سترسل فريق عمل إلى "إيفرغراند" "للإشراف على إدارة مخاطر الشركات وتشجيعها".

وتتوالى إعلانات الشركات العقارية عن تعرضها لأزمة ديون، إذ أعلنت مجموعة "كايسا"، مطلع هذا الشهر، أنها فشلت في محاولة لتبادل الديون، حيث كانت هذه الخطوة ستساعدها على شراء الوقت لتسديد بعض السندات المستحقة عليها.

وهوت أزمة ديون الشركات العقارية بمبيعات العقارات في الصين بنسبة 17% على أساس سنوي خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن سجلت تراجعاً بنسبة 19.7% خلال أغسطس/آب الماضي، وفقا لحسابات وكالة "بلومبيرغ"، من خلال رصد بيانات صادرة عن المكتب الوطني للإحصاء الحكومي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأظهرت البيانات انخفاض الاستثمار في القطاع العقاري لأول مرة منذ بداية تفشي جائحة فيروس كورونا مطلع عام 2020، والذي أسفر عن عمليات إغلاق لقطاعات اقتصادية واسعة.

وواجهت شركات التطوير العقاري الصينية موجة من عمليات تخفيض التصنيف الائتماني، حيث يبلغ نصيبها من الديون المتعثرة على مستوى العالم مقدار النصف، بحسب تقرير سابق لوكالة "بلومبيرغ".