شركة "أجنحة الشام" السورية تجمد رحلاتها الجوية إلى بيلاروسيا
شركة "أجنحة الشام" السورية تجمد رحلاتها الجوية إلى بيلاروسيا بعد أزمة المهاجرين
أعلنت شركة "أجنحة الشام" للطيران الخاصة العاملة في سورية، السبت، تعليق الرحلات الجوية التي تتجه إلى مطار مينسك في بيلاروسيا، وذلك على خلفية أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
وقالت الشركة، في بيان صدر عنها، إنه "نظراً للظروف الحرجة التي تشهدها الحدود البيلاروسية البولندية، وحيث أنّ أغلبية المسافرين على رحلات أجنحة الشام للطيران إلى مطار مينسك هم من الجنسية السورية، ومن الصعب التمييز بين المسافرين المتجهين إلى بيلاروسيا كوجهة نهائية والمسافرين المهاجرين، قررت شركة أجنحة الشام للطيران تعليق رحلاتها إلى مطار مينسك اعتباراً من السبت 13 نوفمبر 2021".
ويأتي تعليق الشركة لرحلاتها بعد أن شهدت الحدود البولندية – البيلاروسية توتراً إثر تدفق آلاف المهاجرين غير القانونيين نحوها، لمحاولة عبورها في اتجاه بولندا، الأمر الذي عززت معه قوات حرس الحدود البولندية موقفها بنشر آلاف من الجنود الإضافيين، لتقوم بمنع هؤلاء المهاجرين من اجتياز حدودها.
لاجئون على الحدود البولندية البيلاروسية
سياج شائك وجنود لمنع عبور اللاجئين الحدود البولندية (Getty / Stringer)
مطالبات برفع حظر المرور حتى يتمكن المهاجرون من تلقي المساعدات الإنسانية (Getty / Stringer)
فرضت بولندا حالة الطوارئ ثلاثة أشهر في المنطقة الحدودية
أطفال قضوا أسابيع في الغابات البولندية الباردة
النساء والأطفال دون ماء أو طعام (Getty / Stringer)
و"أجنحة الشام" هي الشركة الوحيدة التي تسيّر رحلات إلى بيلاروسيا، فيما تقتصر وجهات خطوط الطيران السورية الرسمية على وجهات قليلة، غالبيتها عربية، إضافة إلى طهران وموسكو، بعدما طاولتها عقوبات غربية إثر اندلاع الثورة في سورية عام 2011.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وكيلي سفر في دمشق، قولهما إنّ كلفة تذكرة السفر إلى مينسك راوحت بين 2500 و3500 دولار، إضافة إلى 250 دولاراً للحصول على تأشيرة دخول إلكترونية. وهو مبلغ لا يقوى كثيرون على تأمينه فيما يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر بعد أكثر من عقد على اندلاع الأزمة.
وكانت شركة طيران "بيلافيا" في بيلاروسيا، قد أعلنت، أمس الجمعة، أنها لن تسمح لمواطني العراق وسورية واليمن بالصعود على متن الرحلات الجوية القادمة من تركيا إلى بيلاروسيا، بناء على طلب من السلطات التركية، وذلك مع تصاعد أزمة تتعلق بالمهاجرين بين مينسك وبولندا.
وقالت شركة "بيلافيا" المملوكة لحكومة بيلاروسيا، في بيان على موقعها على الإنترنت: "تماشياً مع قرار للسلطات التركية، لن يتم استقبال مواطنين من العراق وسورية واليمن للسفر على الرحلات الجوية من تركيا إلى روسيا البيضاء، اعتباراً من 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021".
كما سبق أن أعلنت هيئة الطيران المدني التركية أنّ مواطني سورية والعراق واليمن لن يسمح لهم بعد الآن بشراء تذاكر طيران من تركيا إلى العاصمة البيلاروسية.
وقالت هيئة الطيران التركية أنه "فيما يتعلق بمشكلة عبور الحدود بشكل غير قانوني بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، فقد تقرر عدم بيع تذاكر سفر للمواطنين من العراق وسورية واليمن الراغبين في السفر إلى بيلاروسيا من مطارات بلادنا، وكذلك عدم السماح لهم بركوب الطائرات المتجهة إلى هناك".
ويتجمع لآلاف من المهاجرين غير الشرعيين قرب حدود بيلاروسيا مع بولندا، في محاولة للوصول إلى ألمانيا وغيرها من دول دول الاتحاد الأوروبي وسط ظروف مناخية صعبة.
تحرك لبناني وعراقي لمنع السفر إلى بيلاروسيا
وفي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الذي يستخدمه لبنانيون وسوريون وعراقيون للتوجه إلى بيلاروسيا، قال مصدر رسمي رفض الكشف عن هويته لـ"فرانس برس"، إنّ سلطات المطار بدأت قبل نحو شهر منع العراقيين الوافدين إلى بيروت من التوجه على متن رحلات للخطوط البيلاروسية "لمعرفتنا أنهم مهاجرون غير شرعيين".
كما باتت "أكثر تشدداً" إزاء المسافرين اللبنانيين والسوريين المقيمين في لبنان باتجاه مينسك.
وأوضح المصدر ذاته أنّه تم خفض الرحلات من بيروت إلى مينسك مؤخراً من أربع أو خمس أسبوعياً إلى واحدة أو اثنتين، لاحتواء تدفّق المهاجرين.
وفي العراق، أغلقت القنصليتان الفخريتان التابعتان لبيلاروسيا في بغداد وأربيل أبوابهما الشهر الحالي بناء على طلب من الحكومة العراقية.
ويتهم الاتحاد الأوروبي مينسك بتدبير الهجرة غير الشرعية رداً على عقوبات غربية طاولت نظام الرئيس المدعوم من روسيا ألكسندر لوكاشينكو العام الفائت بعد قمعه العنيف لمعارضيه.
