سيارات بلا سائقين... قصة تكنولوجيا مثيرة بدأت فصولها قبل 17 عاماً

سيارات بلا سائقين... قصة تكنولوجيا مثيرة بدأت فصولها قبل 17 عاماً

22 اغسطس 2021
تسعى الشركات إلى تعزيز تنافسية الأسعار ومنح السائقين حقوق التفاخر بالتقنية العالية (Getty)
+ الخط -

قبل نحو 17 عاما، بدأ الجيش الأميركي السباق إلى بناء سيارة ذاتية القيادة، عن طريق إرسال أسطول من المركبات الآلية عبر صحراء موهافي في تحدي داربا Darpa لعام 2004، إلى أن أحرزت الفكرة تقدما كبيرا، حيث بلغت مرحلة وضع ميزات غير مسبوقة، مثل القيادة بدون استخدام اليدين، واختراع أنظمة تجنب الاصطدام في نماذج ضخمة الإنتاج.

مثل هذه الأنظمة تجعل القيادة أكثر أمانا وسهولة، رغم أن بعض الحوادث البارزة قد دفعت المنظمين إلى إخضاع النماذج الوليدة لمزيد من التدقيق، فيما يظل هدفا بعيد المنال تحقيق الانتقال إلى السيارات ذاتية القيادة تماما والذهاب بها إلى أي مكان.

تساعد أنظمة مساعدة السائق المتقدمة - المعروفة باسم ADAS، السائقين على ركن السيارة أو البقاء في أحيائهم أو تجنب الأشياء عبر استخدام الكاميرات والرادار وبقية أجهزة الاستشعار الإلكترونية. فهي تنبه السائقين أو تتحكم بالسيارة لفترة وجيزة في سبيل تجنب الاصطدام.

وكان من أولى هذه الأدوات نظام المكابح المانعة للانزلاق ABS الذي أبصر النور منذ أكثر من 4 عقود، قبل أن تتضمن الأنظمة الأحدث ميزات مثل الكبح في حالات الطوارئ والوقوف الآلي، وفقا لشبكة "بلومبيرغ".

ولقياس مدى ذكائها، يتم تصنيف الأنظمة من المستوى 0 إلى المستوى 5، وقد اعتمدتها تقريبا كل شركات صناعة السيارات الكبرى، مثل "جنرال موتورز" و"مرسيدس-بنز" و"فولفو".

إلا أن نظام ADAS لا يخلو من بعض المشاكل، حيث تستحوذ الحوادث المميتة على الكثير من الاهتمام، خاصة إذا كانت شركة "تسلا" معنية بها، مع أن رئيسها التنفيذي إيلون ماسك يجادل بأن نظام القيادة الآلي ينقذ الأرواح، لكنه استخدم الرياضيات المشكوك فيها لإثبات صحة روايته.

فقد فتحت الإدارة الوطنية الأميركية للسلامة المرورية على الطرق السريعة عشرات التحقيقات في حوادث التصادم التي تنطوي على نظام ADAS منذ العام 2016، ومعظمها يتعلق بسيارات "تسلا". ومعظم الشركات تتبع هذه التقنيات على مسارين.

كما تقوم "موبايل آي" Mobileye التابعة لشركة "إنتل"، والتي تختبر سيارات الروبوت في نيويورك وطوكيو، بتزويد التكنولوجيا لميزات ADAS مثل اكتشاف النقاط العمياء. كما تعاونت شركات صناعة السيارات الكبرى مع شركات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات.

وتخطط "فورد" وشريكتها "آرغو آل" Argo AI لبدء خدمة نقل سيارات ذاتية القيادة مع شركة "ليفت" Lyft في ميامي وأوستن هذا العام.

وتختبر وحدة الرحلات البحرية التابعة لشركة "جنرال موتورز" نشاطا تجاريا لاستدعاء الركوب في سان فرانسيسكو، لكنها لم تذكر متى ستنشر الخدمة تجاريا، فيما تشارك "مايكروسوفت" مع "فولكسفاغن" في برنامج السيارات ذاتية القيادة.

وازدهرت ميزات ADAS بحيث تسعى الشركات إلى تعزيز تنافسية الأسعار ومنح السائقين حقوق التفاخر بالتقنية العالية. ويُنظر إلى الأنظمة على أنها بوابة لجعل المستهلكين مرتاحين للقيادة الآلية، وهي تقنية يفدون إليها أسرع في دول كالصين واليابان أكثر من الولايات المتحدة وفرنسا.

المساهمون