سورية: تعليق استيراد الهواتف لكبح طلب الدولار

سورية: تعليق استيراد الهواتف لكبح طلب الدولار

24 مارس 2021
تقرر عدم قبول طلبات لاستيراد هواتف المحمول، وعدم منح أي إجازة استيراد جديدة (فرانس برس)
+ الخط -

علّقت وزارة الاقتصاد السورية استيراد أجهزة الهواتف المحمولة "حتى إشعار آخر"، وفق قرار رسمي نشرته صحيفة الوطن الأربعاء، في خطوة برّرتها الهيئة الناظمة للاتصالات بمنح "الأولوية" لاستيراد مواد أساسية وسط شحّ الدولار وتدهور الليرة.

وتعاني سورية، التي تشهد أزمة اقتصادية حادة بعد 10 سنوات من الحرب وتطاولها عقوبات غربية، في توفير الدولار الضروري لاستيراد احتياجاتها الأساسية، في وقت تسجّل الليرة منذ مطلع العام انخفاضاً غير مسبوق، تراوح معه سعر الصرف بين أربعة آلاف و4500 ليرة. ولا يزال سعر الصرف الرسمي يعادل 1256 ليرة.

وطلبت وزارة الاقتصاد في قرارها من إداراتها في المحافظات "عدم قبول طلبات لاستيراد أجهزة الهاتف المحمول، وعدم منح أي إجازة استيراد" جديدة.

وفي سياق متّصل، أفادت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، في بيان الثلاثاء، بـ"تعليق التصريح" عن الأجهزة الخليوية الجديدة، وذلك "بعد التأكد من توفّر (..) أعداد أجهزة خليوية أكثر من ثلاثة أضعاف أعداد المشتركين الحاليين، من أجل إعطاء الأولوية لاستيراد المواد الأساسية اللازمة لاحتياجات المواطنين".

ونقلت صحيفة الوطن، وفق نسختها الإلكترونية، عن مصدر مالي، أن الحكومة اتخذت "سلسلة من الإجراءات" لوقف تدهور الليرة، أهمها "إيقاف استيراد العديد من المواد التي تعتبر من الكماليات ويمكن الاستغناء عنها لعدة أشهر، أجهزة الخليوي على سبيل المثال".

ومن شأن القرار، وفق ما أوضحه محلل اقتصادي في دمشق، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة "فرانس برس: أن "يحسّن من سعر الصرف لفترة محدودة، لأنه يُقلل الطلب على الدولار من السوق الموازي أو من المصرف المركزي، لكن بشكل مؤقت".

ويموّل المصرف المركزي، وفق المحلل، "جزءاً من كلفة إجازات الاستيراد الرسمية، ومع هذا القرار، سيذهب الجزء المخصص للهواتف المحمولة إلى تمويل مواد أساسية أخرى".

وفور التداول بالقرار، شهدت أسواق الهواتف المحمولة ارتفاعاً متفاوتاً في أسعارها. وقال جريس (33 عاماً)، وهو صاحب محل في دمشق لوكالة "فرانس برس": "بكل تأكيد سترتفع أسعار الهواتف الموجودة في السوق وسيكون هناك طلب أكبر في المستقبل من دون ازدياد في البضاعة المعروضة".

وأبدى تخوّفه من أن يدفع القرار كبار "التجار إلى أن يحتكروا، ويتحكّموا بأسعار هواتف معينة مطلوبة أكثر من غيرها".

ويشكّك البعض في خلفيات القرار. وقال خبير تقني مقيم في تركيا، فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس" إن هدف دمشق قد يكون "حصر سوق الهاتف الخليوي بيد رجال أعمال محسوبين عليها"، ما يعني أنه سيكون على المواطنين شراء الهواتف من "شركات مقرّبة من السلطات وبالأسعار التي تفرضها".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وبموجب القرار ذاته، سيتم وقف عمل أي جهاز جديد على الشبكة السورية بدءاً من الـ18 من الشهر الحالي، على أن يتمّ السماح للوافدين إلى سورية باستخدام أجهزتهم لمدة 30 يوماً شرط التعريف عنها لدى دخولهم الحدود.

وتشهد سورية بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب أزمة اقتصادية خانقة، فاقمتها أخيراً تدابير التصدي لوباء كوفيد-19. كذلك زاد الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور لها، حيث يودع سوريون كثر، بينهم رجال أعمال، أموالهم، الوضع سوءاً في سورية.

(فرانس برس)

المساهمون