سوء البنية التحتية لـ"البطاقة الذكية" يفاقم معاناة السوريين

سوء البنية التحتية لـ"البطاقة الذكية" يفاقم معاناة السوريين

24 مارس 2022
صعوبة الحصول على ربطة الخبر تتزايد (Getty)
+ الخط -

تتفاقم معاناة السوريين في ظل سوء البنية التحتية للبطاقة الذكية المخصصة لتوزيع المحروقات والمواد التموينية والخبز، حيث تغيب الشبكة متأثرة بانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، الأمر الذي يجبرهم على الانتظار الطويل في الطوابير، في حين يغيب مسؤولو النظام عن هذه المعاناة اليومية.   

يضطر أبو نضال زين (67 عاما)، متقاعد مقيم بريف دمشق، للاستيقاظ الساعة الخامسة صباحا، بالرغم من الطقس البارد، ليحجز مكانا له في الطابور أمام دكان معتمد للخبز في الحي الذي يقطنه، آملاً ألا ينتظر فترة طويلة حتى يحصل على ربطة الخبز المخصصة له ولزوجته.

وقال لـ"العربي الجديد" إنه "بعدما عشنا الاذلال أمام الأفران من جراء الازدحام الشديد خلال السنوات الأخيرة، صدقنا الحكومة أن البطاقة ستسمح لنا بالحصول على مخصصاتنا بشكل سلس ومن دون انتظار لساعات، لكن الواقع اليوم يكرر الماضي". 

وتابع "غالبا، علينا انتظار وصول الخبز إلى المعتمد، حيث لا يوجد وقت محدد له، والمشكلة الأكبر هي قطع البطاقة عبر تلك الأجهزة المخصصة لذلك، والتي تعتمد على شبكة الخليوي، حيث كثيرا ما تغيب الشبكة مع انقطاع الكهرياء ونجلس ننتظر عودتها"، لافتا إلى أن "هذا الانتظار والبطء غالبا ما يتسبب بمشاحنات ومشاجرات، إن كان بين المواطنين والمعتمد أو بين المواطنين أنفسهم". 

من جانبها، شكت حليمة (27 عاما)، موظفة وأم لأربعة أطفال وزوجها مسافر في إحدى دول الجوار، عذابها مع البطاقة الذكية، قائلة لـ"العربي الجديد" "عندما تأتيني رسالة لاستلام أسطوانة الغاز المنزلي، أنتظر أكثر من 70 يوما لنحصل على أسطوانة يفترض أن وزنها 10 كغ، مع التقشف بالكاد تكفي 30 يوما".  

وأضافت "الحصول على المحروقات والمواد التموينية عبر البطاقة الذكية أمر مرهق جدا، بسبب سوء الأجهزة الإلكترونية وقلة عددها، ما يجبرنا على الانتظار في الطوابير أمام المعتمدين والمؤسسات والركض من مكان لآخر بحثا عن جهاز لقطع البطاقة". 

بدوره، قال أبو بشير، معتمد بيع خبز بريف دمشق، لـ"العربي الجديد"، إن "قطع البطاقة أمر في غاية التعقيد، فغالبا تغيب الإشارة عن الأجهزة ويمكن أن يطول الأمر ساعة أو أكثر، وفي بعض الأيام، كنت أضطر لجمع البطاقات والانتقال إلى منطقة أخرى بحثا عن الإشارة". 

وأضاف "الأهالي يحملونا المسؤولية، وفي كثير من الأحيان نتعرض للشتم من جراء سوء البطاقة والشبكة، والمشكلة الأكبر عندما يأتي أحد ولا يجد خبزاً يكيل لنا الاتهامات، فنحن نبيع حسب المخصصات".

واعتبر أن "آلية البيع عبر البطاقة الذكية عملية فاشلة بسبب سوء الشبكة والأجهزة المستوردة، وهي سبب إضافي لمعاناة الناس ومعاناتنا نحن، وبالنهاية المسؤولون يجعلوننا نقف في وجه الناس، وهم يبتعدون عن الواجهة".

المساهمون