روسيا في ميزان القوة الاقتصادية العالمية

روسيا في ميزان القوة الاقتصادية العالمية

23 فبراير 2022
مازالت روسيا تحتل مرتبة متقدمة عالمياً في صادرات السلاح (فرانس برس)
+ الخط -
يعد الاقتصاد أحد أهم العوامل الهامة في موازين القوة العالمية، ويتجلى ذلك بشكل واضح في الأزمة الأوكرانية الحالية، فرغم التفوق الواضح عسكرياً لصالح الدب الروسي، إلا أن الاقتصاد يعد عاملاً مهماً في الضغط عليها.
كما أن أوكرانيا رغم ضعف إمكاناتها أمام روسيا في الناحيتين العسكرية والاقتصادية، إلا أنها تعد ذات أهمية اقتصادية وإستراتيجية أوروبياً وعالمياً.
 

قوة عسكرية واقتصادية

رغم تراجع القوة الروسية منذ تفكك الاتحاد السوفييتي السابق حيث كانت تمثل القطب الثاني في نظام القطبية الثنائية عالمياً وتمثل الولايات المتحدة القطب الأول، إلا أن إدارة الرئيس فلاديمير بوتين استطاعت أن تلملم لروسيا بعض الأوراق مستفيدةً من ميراث إمبراطورية القياصرة والحقبة السوفييتية واستغلال مكامن القوة التي تمتلكها بلاده.

تعد روسيا الأولى عالمياً من حيث المساحة الجغرافية بنحو 17 مليون كم2، وعدد سكان غير متكافئ مع المساحة بلغ نحو 144 مليون نسمة، بناتج محلي إجمالي بلغ نحو 1.7 تريليون دولار في عام 2021 و1.5 تريليون وفقاً لتقديرات البنك الدولي لكنها ليست من الدول العشر الأكبر عالمياً، وباحتياطي من النقد الأجنبي والذهب يبلغ نحو 630 مليار دولار.
بينما يبلغ إجمالي الدين الخارجي الروسي الحكومي والخاص نحو 796 مليار دولار من بينها 489.2 مليار دولار ديوناً حكومية.
ارتفع معدل نمو الاقتصاد الروسي في 2021 إلى 4.6% وفق تقديرات محلية و4.3% وفق تقديرات البنك الدولي وذلك بعد انكماش 2% في 2020 بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا عالميا.

أضلاع القوة

تستند روسيا في قوتها على 3 أضلاع للقوة وهي قطاع النفط والغاز والصناعات العسكرية والإنتاج الزراعي والحيواني، فضلاً عن مصادر أخرى للقوة تأتي خلف هذه الأضلاع مثل السياحة والصناعات التقليدية والقطاع المالي وغيرها.
ورغم ما يعرف عن آلة الحرب الروسية إلا أن قطاع النفط والغاز يمثل حالياً عماد الاقتصاد الروسي وأداة الضغط المزدوجة أو السلاح ذا الحدين الذي تستخدمه للضغط على جيرانها الأوروبيين بينما تستخدمه الولايات المتحدة ضدها بالتلويح بالعقوبات على هذا القطاع ومن ثم ضرب الاقتصاد الروسي بقوة.
يمثل قطاعا النفط والغاز 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي ونحو 42٪ من عائدات الميزانية، حيث بلغت صادرات النفط في عام 2021 نحو 110 مليارات دولار والغاز الطبيعي 55.5 مليار دولار (بإجمالي 165.5 مليار دولار للقطاع) من إجمالي صادرات روسيا البالغة نحو 388.4 مليار دولار.
تحتل روسيا المرتبة الأولى عالمياً في احتياطات الغاز الطبيعي بنحو 47.2 تريليون متر مكعب، وتنتج نحو 638 مليار متر مكعب من الغاز (بينما تقدره روسيا بنحو 762 مليار متر مكعب) تمثل نحو 16.6% من الإنتاج العالمي، في تصدير الغاز الطبيعي وتصدر نحو 200 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً ونحو 29 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال.
بلغ متوسط إنتاج روسيا من النفط نحو 10.5 مليون برميل يوميا في 2021 ارتفع في بداية العام الحالي إلى 11 مليون برميل مع زيادات تحالف أوبك+ المقررة، بينما بلغت صادراتها نحو 4.7 مليون برميل يوميا، لتحتل المرتبة الثانية في كمية صادرات النفط عالمياً بعد السعودية.

أما القطاع الزراعي ورغم أنه يمثل 5% من إجمالي الناتج المحلي الروسي، إلا أن روسيا تحتل مكانة هامة في العديد من المنتجات في هذا القطاع بصادرات زراعية وغذائية بلغت نحو 30 مليار دولار، حيث تنتج روسيا من الحبوب إجمالاً نحو 123 مليون طن سنوياً من إجمالي 770 مليون طن عالمياً، بينما تقوم بتصدير نحو 18% من إجمالي الصادرات العالمية من القمح بلغت قيمتها نحو 8.8 مليارات دولار، كما تحتل المركز الرابع عالمياً في إنتاج الدواجن بنحو 3.7 مليون طن سنوياً كما تحتل مراكز متقدمة حالياً في صادرات لحوم البقر والخنازير.
وفي المجال العسكري، تحتل روسيا المرتبة الثانية عالمياً بصادرات سلاح بلغت نحو 14 مليار دولار، كمارفعت نفقاتها على التسليح النووي إلى 8 مليارات دولار لتحتل المركز الثالث عالمياً بعد الولايات المتحدة والصين.
أما في القطاعات الأخرى ومنها التعدين، فإن روسيا تحتل مكانة تقليدية في إنتاج وتصدير الحديد والصلب، حيث تنتج 95 مليون طن سنوياً من الحديد تحتل بها المرتبة الخامسة عالمياً.
كما تنتج نحو 5% من الفحم عالمياً بإنتاج نحو 430 مليون طن، كما تحتل المرتبة الثانية عالمياً في احتياطي الفحم.

المساهمون