خطة عراقية بـ40 مليار دولار لإنتاج الطاقة النووية وحل أزمة الكهرباء

خطة عراقية بـ40 مليار دولار لإنتاج الطاقة النووية وحل أزمة الكهرباء

08 يونيو 2021
إهمال طويل أثر على الكهرباء في العراق (Getty)
+ الخط -

يطور العراق خطة بقيمة 40 مليار دولار للطاقة النووية حيث تسعى الدولة البترولية المتعطشة للطاقة إلى إنهاء انقطاع التيار الكهربائي واسع النطاق الذي أثار اضطرابات اجتماعية، وفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

إذ يحتاج المنتج الثاني للنفط في منظمة "أوبك"، الذي يعاني بالفعل من نقص الطاقة والاستثمارات غير الكافية في المحطات القديمة، إلى تلبية قفزة متوقعة بنسبة 50% في الطلب بحلول نهاية العقد.

وأدت سنوات من الإهمال إلى جانب انخفاض أسعار النفط الخام العام الماضي إلى حرمان الدولة من الأموال اللازمة للحفاظ على نظام الكهرباء وتوسيعه. وأثارت الانقطاعات الناتجة عن ذلك احتجاجات هددت بإسقاط الحكومة.

وقال كمال حسين لطيف، رئيس هيئة تنظيم المصادر المشعة العراقية، إنه "لمواجهة التحدي، تخطط البلاد لبناء ثمانية مفاعلات ذرية قادرة على إنتاج حوالي 11 جيغاواط". وشرح أنّ الحكومة أجرت محادثات مع المسؤولين الروس والكوريين الجنوبيين وشركات الطاقة النووية الحكومية بشأن العمل معًا لبناء المحطات خلال العقد المقبل.

ولفت لطيف، في مقابلة إلى أنه "لدينا عدة تنبؤات تظهر أنه بدون الطاقة النووية بحلول عام 2030 سنواجه مشكلة كبيرة". لا يقتصر الأمر على نقص الطاقة وزيادة الطلب على التعامل معها، ولكن العراق يحاول أيضًا خفض الانبعاثات وإنتاج المزيد من المياه عن طريق تحلية المياه.

العراق ليس المنتج العربي الوحيد للنفط الذي يتطلع إلى تقسيم الذرات لتلبية الاستهلاك المتزايد. قامت الإمارات العربية المتحدة، المنتج الثالث في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بتوصيل أول مفاعلها بالشبكة هذا العام وتخطط لتشغيل ثلاثة مفاعلات أخرى. وتسعى السعودية، أكبر منتج في "أوبك"، إلى هذه التكنولوجيا وتقوم ببناء مفاعل اختبار، وفق "بلومبيرغ".

الطاقة النووية، التي لا تنتج ثاني أكسيد الكربون، ستساعد جهود دول الخليج لخفض الانبعاثات بينما تتطلع الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى أن تصبح أكثر اخضرارًا. ستسمح لهم التكنولوجيا أيضًا بجني المزيد من الهيدروكربونات القيمة للتصدير. تحرق المملكة العربية السعودية ما يصل إلى مليون برميل من النفط الخام يوميًا في محطات الطاقة خلال أشهر الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 50 درجة مئوية (122 فهرنهايت).

مجلس الوزراء العراقي يراجع اتفاقية مع شركة "روساتوم" الروسية للتعاون في بناء المفاعلات، وفق لطيف. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون هذا العام إنهم يريدون المساعدة في بناء المحطات وعرضوا على العراقيين جولة في مفاعلات شركة كوريا للطاقة الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة، وفق "بلومبيرغ". وكذا يتم بحث هذا الملف مع الفرنسيين والأميركيين، وتوقع لطيف أن يتم توقيع العقود الأولى في العام المقبل.

حتى لو قام العراق ببناء العدد المخطط له من محطات الطاقة، فلن يكون ذلك كافياً لتغطية الاستهلاك المستقبلي. قال لطيف إن البلاد تواجه بالفعل نقصًا قدره 10 جيغاواط بين السعة والطلب وتتوقع أن تحتاج إلى 14 جيغاواط إضافية هذا العقد.

المساهمون