جولة أردوغان و"صنع في تركيا" والسيارة "توغ"

جولة أردوغان و"صنع في تركيا" والسيارة "توغ"

20 يوليو 2023
أردوغان وبن سلمان يستقلان السيارة الكهربائية التركية (Getty)
+ الخط -

احتل الاقتصاد أولوية قصوى على جدول أعمال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منطقة الخليج في الفترة من 17 وحتى 19 يوليو/تموز الجاري، وشملت 3 دول بدأت بالسعودية ثم قطر فالإمارات.

وركز الوفد المرافق لأردوغان على قضية جوهرية وهي تعزيز الاستثمارات الخليجية في تركيا، وكيفية إحداث طفرة في الصادرات التركية للمنطقة، والتي تعد المصدر الأول للنقد الأجنبي وتجاوزت قيمتها 250 مليار دولار في عام 2022.

وللدلالة على أهمية الزيارة اقتصاديا ونتائجها الضخمة تحدث مسؤولون أتراك كبار عن أن بلادهم تتوقع أن تضخ دول الخليج استثمارات مباشرة في تركيا تقدَّر بنحو 10 مليارات دولار، نتيجة لجولة أردوغان الأخيرة.

تم الإعلان في نهاية الزيارة عن توقيع الإمارات وتركيا، مذكرات تفاهم واتفاقيات بقيمة 50.7 مليار دولار

كما تم الإعلان في نهاية الزيارة عن توقيع الإمارات وتركيا، مذكرات تفاهم واتفاقيات بقيمة 50.7 مليار دولار، على هامش زيارة طيب أردوغان، إلى أبو ظبي.

سياسيا، كان لافتا أن الزيارة هي الأولى لأردوغان عربياً منذ فوزه بجولة رئاسية جديدة، لكن اقتصاديا كانت الزيارة هي الأهم التي يجريها الرئيس التركي في السنوات الأخيرة، فقد تم خلالها توقيع عشرات الصفقات والاتفاقات والشراكات الاقتصادية والتجارية بما يزيد عن 60 مليار دولار.

كما نجح وفد رجال الأعمال المصاحب لأردوغان والبالغ عدده 200 مستثمر في الاتفاق على تنفيذ مشروعات استثمارية ضخمة في الدول الثلاث.

أيضا تم الاتفاق على زيادة الصادرات التركية لمنطقة الخليج، ورفع حصة شركات المقاولات التركية في قطاع البناء والتشييد الخليجي، وفتح المجال أمام الشركات التركية للمساهمة في تنمية وتطوير قطاع النفط والغاز السعودي.

في السعودية، تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات استثمارية ودفاعية تشمل الطاقة والاستثمار المباشر والدفاع وبقيمة تبلغ مليارات الدولارات، وخطة تنفيذية في أنشطة القدرات والصناعات الدفاعية والأبحاث والتطوير، وإبرام عقدين مع شركة "بايكار للتكنولوجيا" للصناعات الدفاعية والجوية، لا سيما الطائرات المسيّرة.

صحيح لم يتم الكشف عن قيمة الصفقة المبرمة، لكن المدير العام لشركة "بايكار" خلوق بيرقدار، قال في تغريدة في حسابه على "تويتر"، إنه جرى توقيع أكبر صفقة تصدير في مجال الدفاع والطيران بتاريخ الجمهورية التركية.

وفي قطر التي زارها أردوغان يوم الثلاثاء فإن العلاقات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية بين البلدين شهدت قفزات في السنوات الأخيرة، فالاستثمارات القطرية في تركيا تجاوزت 33 مليار دولار، وبلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الإنشاءات التركية بالبنية التحتية في قطر 22 مليار دولار.

في السعودية، تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات استثمارية ودفاعية تشمل الطاقة والاستثمار المباشر والدفاع وبقيمة مليارات الدولارات

واستحوذت قطر على عشرات الشركات التركية العملاقة، كما ساهمت في دعم الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي التركي. وهناك عشرات الاتفاقات الضخمة المدرجة على أجندة اللجنة العليا للبلدين.

أما في الإمارات، فإن رئيس البلاد، محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس التركي شهدا يوم الأربعاء تبادل مذكرات تفاهم واتفاقيات بقيمة تبلغ 50.7 مليار دولار، وهي الأضخم في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

سبق تلك الخطوة تسارع غير مسبوق على مستوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين أنقرة وأبو ظبي في آخر عامين، وسط حرص شديد من الحكومتين على تعزيز التجارة والاستثمار.

كما اتخذ البلدان خطوات جدية لإحداث قفزة في التجارة وتنفيذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم توقيعها في شهر مارس/آذار الماضي وتهدف إلى زيادة قيمة التجارة غير النفطية إلى 40 مليار دولار سنوياً في غضون 5 أعوام مقابل قيمتها الحالية البالغة 19 مليار دولار في العام 2022.

علما بأن تلك الطفرة تخلق 25 ألف وظيفة جديدة في البلدين بحلول العام 2031، وتجعل تركيا الشريك الأسرع نمواً بين أكبر 10 شركاء تجاريين للإمارات.

وعام 2021، جرى تأسيس صندوق استثمار إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات الإماراتية في تركيا، وضخ أموال طازجة في القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.

اللافت في جولة أردوغان الخليجية، من وجهة نظري، هو حرصه الشديد على الترويج للصناعة التركية وعلامة "صنع في تركيا"

لكن اللافت الأهم في جولة أردوغان الخليجية، من وجهة نظري، هو حرصه الشديد على الترويج للصناعة التركية وعلامة "صنع في تركيا"، فقد اصطحب معه مجموعة من سيارات "توغ" TOGG الكهربائية تركية الصنع، حيث أهداها لقيادات الدول الخليجية الثلاث التي قادوها برفقة الرئيس التركي.

ولو أنفقت تركيا مئات الملايين من الدولارات على الدعاية للسيارة الكهربائية الجديدة ما كانت لتحقق النجاح الذي حققته للسيارة محلية خلال جولة أردوغان.

المساهمون