ثلاثة تسريبات في ست سنوات عن الأموال المخفية حول العالم: تعرف إليها

"باندورا" ليست الأولى.. 3 تسريبات في 6 سنوات عن الأموال المخفية حول العالم: تعرف إليها

04 أكتوبر 2021
رجل الأعمال السوري رامي مخلوف الذي ورد اسمه في أكثر من تسريب (فرانس برس)
+ الخط -

لم تكن "وثائق باندورا" الأخيرة هي الأولى من نوعها، التي تكشف عن تورط زعماء دول ورؤساء حكومات ووزراء وسياسيين ورجال أعمال في الدول العربية بشكل خاص وحول العالم، في إخفاء أموال طائلة في شركات ومعاملات مالية وأصول عقارية، وإنما سبق أن شهدت السنوات القليلة الماضية عدة تسريبات كشفت عن تعاملات وُصفت بالمشبوهة، حيث تُلقي "العربي الجديد" الضوء عليها.

في إبريل/نيسان 2016، كشف تحقيق صحافي ضخم نشره "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" على موقعه الإلكتروني، أن 140 زعيما سياسيا حول العالم، هرّبوا أموالاً من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية، وأطلق على الوثائق المسربة حينها اسم "وثائق بنما".

ووفق الاتحاد، ومقره واشنطن، فإن وثائق بنما التي بلغ عددها نحو 11.5 مليون وثيقة احتوت على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة عابرة للبحار (offshore) في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.

وشملت الوثائق معاملات جرت على مدى أكثر من أربعة عقود (1977-2005) لشركات تولى تسجيلها مكتب "موساك فونسيكا" للمحاماة في بنما، وهو الذي تم تسريب الوثائق منه، من بينها معاملات أجراها عدد من السياسيين العرب في دول أبرزها العراق ولبنان والأردن وسورية ومصر والمغرب، منهم إياد علاوي، الذي تولى رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة في الفترة من 28 يونيو/حزيران 2004 إلى 6 إبريل/نيسان 2005 التي تلت مجلس الحكم وسلطة الحاكم المدني الأميركي بول بريمر، في أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.

كما ضمت القائمة علي أبو الراغب، الذي كان رئيسا لوزراء الأردن في عام 2000، واستقال من رئاسة الوزراء وعاد لعالم الأعمال عام 2003، حيث شارك في إدارة عدد من أكبر شركات التأمين والتمويل الأردنية.

وأشارت "وثائق بنما" كذلك إلى الأخوين رامي وحافظ مخلوف، اللذين كوّنا ثروة عظيمة، مستغلين علاقاتهما وروابطهما الأسرية القوية بأسرة نظام بشار الأسد في سورية، وهما ابنا خال رئيس النظام.

وكان للشخصيات السياسية والمصرفية اللبنانية نصيب وافر من تسريبات "وثائق بنما"، حيث كشف الصحافي الأيرلندي بريان كيلمارتين في خريطة تفاعلية عالمية حينها، ونشر بياناتها موقع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أنه يوجد 486 شركة لبنانية مسجلة في بنما، و131 مستفيداً و624 مساهماً.

بعد نحو عام ونصف العام من تسريب "وثائق بنما"، ضجت الساحة الدولية بتسريبات جديدة، أطلق عليها "وثائق بارادايس" نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017

ولم تنحصر الأسماء الواردة في التسريبات في عالم السياسة، بل تخطته إلى عالم الرياضة، وتحديداً الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". فأربعة من الأعضاء الـ 16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا، بحسب الوثائق المسربة، شركات أوفشور أسسها مكتب المحاماة البنمي.

ووردت في هذه الوثائق أيضا أسماء نحو 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول، بينهم لاعبون في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وفي مقدم هؤلاء ليونيل ميسي.

وبعد نحو عام ونصف العام من تسريب "وثائق بنما"، ضجت الساحة الدولية بتسريبات جديدة، أطلق عليها "وثائق بارادايس" نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، من خلال تحقيق عالمي أشرف عليه أيضا الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، حول الأنشطة الخارجية لبعض أقوى الشخصيات والشركات في العالم، وكان الحضور العربي فيه لافتًا.

وكشف التحقيق عن حوالي 13.4 مليون وثيقة وملف سُرّبت من سجلات شركات في أكثر بلدان العالم حرصا على سرية معاملات عملائها، وشملت الوثائق نحو سبع ملايين اتفاقية اقتراض، وبيانات مالية، ورسائل بريد إلكتروني، بخلاف أوراق شركة المحاماة "أبلبي" الرائدة في التعاملات الخارجية.

تكشف "وثائق بارادايس"، ثاني أكبر عملية تسريب للبيانات عرفها العالم بعد تسريبات "وثائق بنما"، عن المعاملات المالية الخارجية السرية للعديد من القادة السياسيين، ومموليهم

كما ضمت "وثائق بنما" اسم رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، تطرقت "وثائق بارادايس" إلى نفس الشخص، لافتة إلى أنه كان مساهماً في أربع شركات لبنانية أنشئت بين عامي 2001 و2003، منها ثلاث شركات قابضة للاستثمار، وشركة للمحاماة للتفاوض والتوقيع خارج لبنان.

وتكشف "وثائق بارادايس"، ثاني أكبر عملية تسريب للبيانات عرفها العالم بعد تسريبات "وثائق بنما"، عن المعاملات المالية الخارجية السرية للعديد من القادة السياسيين، ومموليهم، وكيف تتهرب الشركات الكبرى من دفع الضرائب من خلال معاملات سرية وصفقات مالية قُدرت بالمليارات.

المساهمون