"توكي".. أداة أردوغان لإعادة إعمار الولايات المدمرة بالزلزال

"توكي".. أداة أردوغان الرئيسية لإعادة إعمار الولايات المدمرة بالزلزال

27 مارس 2023
مشروعات "توكي" أحد أهم أدوات حكومات العدالة والتنمية (الأناضول)
+ الخط -

رغم سقوط ما يزيد عن 230 ألف مبنى في تركيا نتيجة الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد، إلا أن مباني الهيئة العامة للإسكان "توكي" TOKI التابعة للحكومة صمدت أمام تلك الكارثة الطبيعية، ما دفع وزارة البيئة التركية لإرسال خطابات إلى حكام الولايات المتضررة بالسماح لسكان تلك المباني بدخول منازلهم.

ووفقًا لبيانات وزارة البيئة والتحضر والتغير المناخي، هناك 133 ألفًا و759 منزلًا بنتها TOKI في العشر مقاطعات الأبرز، حيث وقع الزلزال، لم يتضرر منها أي منزل. 

وتمتلك "توكي" حتى الآن نحو 5 آلاف و545 منزلًا في كهرمان مرعش، و8 آلاف و18 في هاتاي، و27 ألفًا و947 في غازي عنتاب، و7 آلاف و65 في آديامان، و21 ألفًا و154 في أضنة، و3 آلاف و323 في عثمانية، و20 ألفًا و605 في ملاطية، و17 ألفًا و261 في شانلي أورفا، و20 ألفًا و912 في ديار بكر، و1929 في كلس، تم تسليمها إلى المستفيدين.

يشار إلى أنه بجانب المنازل التي أنشأتها "توكي" ولم تتأثر بالزلزال في الولايات الإحدى عشرة هنالك أيضا المرافق الاجتماعية التي بنتها الشركة الحكومية مثل المدارس والمساجد ورياض الأطفال والبازارات (أسواق تقيمها الدولة للفلاحين والتجار لعرض محاصيلهم وبضائعهم بشكل أسبوعي) لم تتأثر هي الأخرى بالزلازل الأخيرة.

ويعود ثبات تلك المشروعات التي عملت عليها "توكي" إلى أن تلك البنايات مركبة على قاعدة طوافة مقاومة للزلازل ومعدة بشكل حديث، مما يسمح بتوزيع الحمولة بالتساوي على الأرض.

وتعد مشروعات "توكي" إحدى أهم أدوات حكومات العدالة والتنمية على مدار السنوات الماضية، فيما يتعلق بمشروع التحول الحضري الذي يهدف إلى إعادة بناء كل المنازل التي تم بناؤها قبل عام 1999 بحيث تكون مقاومة للزلازل.

وتقع تركيا على 3 خطوط زلزالية فاعلة، وهي صدع غرب الأناضول، وشمال الأناضول، وشرق الأناضول، وتنحصر ما بين الصفائح الأوراسية والعربية والأفريقية. 

ويعتبر خط صدع شمال الأناضول، من أكثر خطوط التصدع نشاطا وأهمية في العالم، ويبلغ طوله 1200 كيلومتر، ويتراوح عرضه بين 100 متر و10 كيلومترات.

وتمكنت الدولة التركية خلال التسع سنوات السابقة لعام 2021 من إعادة بناء نحو 1.5 مليون مسكن مقاوم للزلازل، فضلا عن مساعي الحكومة إعادة بناء نفس العدد من المساكن في إسطنبول وحدها خلال خمس سنوات فقط بداية من مطلع عام 2021.

وبحسب الخبير الاقتصادي، إمرا آربا، لـ"العربي الجديد"، فإن لدى الهيئة العامة للإسكان "توكي" خبرات واسعة في قطاع الإنشاءات، وهو الأمر الذي يدفع للاعتماد عليها في إعادة إعمار الولايات المنكوبة، فضلا عن وجود خبرة واسعة لدى تلك الهيئة في إعادة بناء وتأهيل المدن المدمرة نتيجة الزلازل والتي كان أخرها ولاية ألازيغ.

وفي يناير/كانون الثاني 2020، كان قد ضرب زلزال بقوم 6.8 درجات على سلم ريختر ولاية ألازيغ وملاطية المجاورة لها، ما تسبب في سقوط آلاف المنازل، إلا أن "توكي" همت مباشرة بإنشاء مدينة جديدة تقوم على بنايات مصممة بطرق حديثة مقاومة للزلازل، حيث بلغ عدد المساكن التي سلمتها للأهالي مع نهاية يناير الماضي 31944 مسكنا من أصل 37674 مسكنا، وفق وزارة البيئة والتطوير العمراني وتغير المناخ.

وأوضح آربا، أنه بجانب شركة "توكي" التي ستلعب دورا محوريا في إعادة البناء، فإن تركيا لديها باع كبير في قطاع التشييد والبناء، لم يقتصر على داخل البلاد فقط بل تجاوز حدودها، فضلا عن كونها تتميز بصناعة مختلف مواد البناء، الأمر الذي سيمكن البلاد من القيام بإعادة البناء في أسرع وقت ممكن.

واحتلت تركيا المركز الخامس عالميا في مجال تصدير مواد البناء في عام 2021 بواقع 30.83 مليار دولار، من أصل تريليون و79.4 مليار دولار عالميا، وفق جمعية صناع مواد البناء التركية "Türkiye İMSAD".

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطة لإعادة بناء 468 ألفا و31 مسكنا في الولايات الإحدى عشرة التي ضربها الزلزال الأخير، مقسمين إلى 392 ألفا و350 منزلا في الحضر و75 ألفا و681 منزلا قرويا.

وسيتم وفق تلك الخطة بناء 145 ألفا و650 منزلا في هاتاي، بجانب 15 ألفا 224 منزلا قرويا، بينما سيتم بناء 83 ألف منزل في كهرمان مرعش، بجانب 18 ألفا و681 منزلا قرويا، كذلك 62 ألف منزل في ولاية ملاطية، بجانب 16 ألفا و714 منزلا قرويا، كما سيتم بناء 43 ألفا و400 منزل في آديامان بجانب 11 ألف و400 منزل قروي.

أيضا ستعمل الحكومة على بناء 30 ألفا و150 منزلا في غازي عنتاب، بجانب 8 آلاف و162 منزلا قرويا، أما في عثمانية سيتم بناء 11 ألفا و600 منزل بجانب 598 منزلا قرويا، كذلك 6 آلاف منزل في ديار بكر بجانب 634 منزلا قرويا، كما سيتم بناء 10 آلاف و550 منزلا في الحضر بجانب 3 آلاف و262 منزلا قرويا في كل من ولاية ألازيغ وشانلي أورفا وأضنة وكيليس.

المساهمون